الجمعة 22 نوفمبر 2024

أخبار

أحمد المصرى: مصر أصبحت دولة صناعية ولم تعد بلد شهادات.. وكل شاب مشروع رجل أعمال (حوار)

  • 4-8-2021 | 20:44

المصري ومحررة دار الهلال

طباعة
  • منى عشماوي

مع مئات الآلاف من الخريجين بكافة الجامعات والمعاهد، وبالإضافة إلى أنه لدينا نمو بشري وكثافة سكانية هائلة، فالجميع يبحث عن ذات الوظيفة في لعبة الكراسي الموسيقية بينما يصل إلى العمل واحد من بين مائة، ولابد أن يبحث الباقون عن مستقبل آخر ربما لم يدرسوه في كتبهم الجامعية، ولكن هو مستقبل الواقع الحالي الذي يفرض على الشاب اليوم أن يخلق مشروعه أو ينشئ شركته الصغيرة لأن حلم أن نصبح دولة صناعية كبرى ليس ببعيد، بل قاب قوسين أو أدنى من التحقق في سنوات قليلة، وتعد مصر وأهلها بإنجازات صناعية وتجارية كبيرة إذا تكاتفنا جميعًا وغيّرنا من تفكير أبنائنا فالعقل ينمى بالعلم بينما تحتاج اليد الى مهارة وحرفة وصنعة للمستقبل.

والتقينا بالدكتور أحمد المصري، وكيل المعهد القومي لدراسات المشروعات الصغيرة والمتوسطة بجامعة بني سويف، والأستاذ بأكاديمية ناصر العسكرية، ليرسم لنا خارطة طريق لكل شاب وفتاة يبحث عن عمل حلال ويبحث عن مستقبل له ولأولاده فكان لنا معه هذا الحوار..

ما هي النصائح التي تقدمها إلى الشباب للبحث عن فرص للعمل، خاصة بعد أن أصبح عبئًا على الشاب نفسه أن يجد لنفسه فرصة؟

الحقيقة لابد أن يفهم شباب اليوم أنه ليس في مصر فقط بل على مستوى دول العالم أجمع، لم يعد هناك فكرة التوظيف التلقائي المباشر من قبل الدولة، وهذه الحقبة انتهت.

وأقول للشباب إن عليهم بناء أنفسهم؛ بمعنى أنه يتعلم لغات مختلفة، وهنا لا أتحدّث عن الإنجليزية لأنه من الطبيعي والعادي أن يكون مجيدًا لها، بالإضافة إلى لغة أخرى، ويبدأ في تعلم هذه اللغات قبل أن يتخرّج وكلها متاحة على الإنترنت، وابنتي تتعلم الألمانية عن طريق الشبكة العنكبوتية، وسيرسلون لها شهادة أيضًا عندما تجيدها قريبا، والموضوع ليس صعبًا لو لدينا إرادة.

كذلك من المهم أن يحصل الشاب والشابة اليوم على دورات في تأهيل شخصيته لسوق العمل، لأنني أجد أن كثير من الشباب من الممكن أن يتم رفضه من الوظيفة المتقدم إليها من قبل بداية المقابلة معه لأنه لايعرف ماذا يرتدي أو كيف يتكلم أو طريقته في الكلام أو خبرته عن هذه الشركة؛ مَن مديرها، ومَن رئيس مجلس إدارتها، ماذا تعمل هذه الشركة أو هذه المؤسسة، كل هذا مهم جدًا ليس مجرد التقدم للوظيفة والسلام.

كذلك أيضا مهم جدًا بعد التخرج، لو هو خريج تجارة مثلًا، ضروري جدًا أن يأخد برامج متقدمة في المحاسبة والاقتصاد وهذا كله متوفر على الإنترنت.  

أتحدث إلى الشباب الذي يبحث عن العمل ويصنع مستقبله، ممكن جدًا يكون هو مشروع رجل أعمال صغير، ولكن لابد أن يدرك أولًا ماذا يريد ويتعب في تحقيق حلمه لأن السماء لا تُمطر ذهبًا.

عندما نتحدث مع الشباب عن المشروعات الصغيرة والمتوسطة أخبرهم أولًا أنه لو توفّر لديهم الإرادة وحب العمل، ممكن جدًا أن يصبح رجل أعمال صغير ويكبر مع الزمن، والبلد اليوم تتجه بكل مؤسساتها للصناعة والحرف والمهارات اليدوية.

وعليه أولًا أن ينسى قضية التعيين والتوظيف، ويعرف أنه وسط البحر ولابد أن ينجو بمستقبله، لأن البلد لن تستطيع توفير العمل لكل الأعداد الكبيرة التي تتخرج من مختلف الكليات سنويا.

وهنا أقول لابد من أن الشاب يتجه الى العمل في مشروعه الصغير وأعرف شباب كثر نجحوا وكان لديهم دخل حوالي 50 ألف جنيه في الشهر.

ماذا ينقص مصر من حرف أو صناعات أو احتياجات لسوق العمل في إطار خطة مصر 2030؟

كنت أجلس ذات مرة مع وزيرة الصناعة، وقالت لي إن الدولة توفر أماكن للمشروعات الصغيرة إيجار وتمليك، ولكن لابد أن يتأكد الشاب ويدرس مشروعه جيدًا قبل بدء العمل عليه ويكون لديك خبرة في المشروع الذي يريد الاستثمار به.

مصر اليوم تتجه إلى تصنيع كل شيء، نهاية بالفاكسين، يعني ممكن جدًا الإبرة التي تدخل في تصنيع الحقن الطبية يقوم شاب بتصنيعها بدلًا من أن نستوردها.

سجادة الصلاة التي نستوردها من الصين، لماذا لا تُصنّع بالكامل في مصر ونُصدّرها أيضا!

كل القضية أن الشاب لابد له من أن يفكر في مشروعه ويبتكر ويبحث عما ينقص السوق المصري.

لماذا هذا التكالب من الأسر المصرية على التعليم العالي والماجستير والدكتوراه، وأغلب هذه الأبحاث العلمية مصيرها الأدراج ويغطيها التراب؟

للأسف هذا تفكير الأسر المصرية منذ عقود، لدرجة أن البنت أحيانا تعلم أنها لن تعمل ولكن يقال لها خذي شهادة تزوجي بها.

في حين أن التعليم الفني في الوقت الحالي أصبح مطلوبًا لسوق العمل، ويجب أن يرتبط التعليم بما يطلبه سوق العمل في المجالات كافة.

للأسف الناس تتكالب على الشهادات من قبيل الوجاهة الاجتماعية حتى وهو لن يحتاجها ولن يقوم بالعمل بها ليتم مناداته بالدكتور فلان.

وهذا بالطبع لا ينطبق على كل الناس، هناك من يجد قيمتها في ما يعمل دون اللقب.

الحقيقة أن مشروع حياة كريمة داخل القرى تبتغي منه الدولة بناء الإنسان وتعليمه حرفة يستطيع العيش منها، وتوفير ورش ومصانع وبنى تحتية حتى يستطيع أن ينتج ويكسب من عمل يده.

في روشتة بسيطة اعطنا خبرتك للشباب المقبل لفتح ورش ومصانع صغيرة؟

أولًا، هناك خريطة حددتها الدولة للأماكن التي يستطيع الشاب فيها أن ينشئ مشروعه، ويتجه لوزارة التجارة والصناعة، وسيجد خريطة واضحة للأماكن التي تتناسب مع طبيعة مشروعه.

ولو دخل إلى موقع جهاز تنمية المشروعات على الإنترنت، سيجد أيضًا خريطة مصر الموضح عليها الأماكن الخاصة في كل محافظة بمساحات محددة بنظامي إيجار وتمليك دون أي علاقات أو واسطة أو أي ابتزاز بمنتهى النزاهة، كذلك ممكن أن تعطيه الدولة الأرض التي بها خدمات مياه وكهرباء، وتعطيه تمويل ثلاثة أرباع من قيمة المشروع من البنوك المصرية بفائدة صغيرة.

الرئيس عبد الفتاح السيسي يدعم اليوم المشروعات الصغيرة دعمًا كبيرًا، ووجّه البنك المركزي لدعم الشباب في هذا المجال بشكل كبير لتوفير كل السبل حتى يصل الشاب بحلمه ومشروعه لبر أمان في التسويق والتصدير كذلك.

لكن أقول مرة أخرى الخبرة في المشروع مهمة حتى لو يستعين بصنايعي مجتهد يعمل لديه.

كذلك لابد من أن يكون لديك إلمام بالتسويق والدولة تساعدك في ذلك عن طريق المعارض الموجودة طول السنة في كل مكان وتدفع مقابلا صغيرا لمكان عرضك، والميزة أن هذه المعارض متاحة أمام الزوار من خارج مصر من رجال الأعمال، ومن الممكن جدًا أن يبرم صفقة كبيرة ويكسب ملايين، المهم أن يعرف ما يفعله، وماذا يحتاج السوق من مهارت في العمل تكون درجتها عالية حتى يستطيع التصدير للخارج، لاسيما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعاد لنا أفريقيا بكافة أسواقها المتنوعة ونحن بدأنا العودة وننافس الصين ودولًا كبيرة هناك تعلم أن أفريقيا هي كنز كبير.

وأقول للشاب إنك تمتلك فرصًا عظيمة لم تكن متاحة لأجيال سابقة تستطيع تسويق منتجك على الإنترنت وتصويره وتتواصل مع الزبائن كل هذا يدخل لك أموالًا ولا يكلفك شيئًا.

كذلك يوجد شباب اليوم تصنع برامج "أبلكيشن" لشركة بشكل متطور وذكي ويكسب ملايين.

أنصح الشباب أن يوجه وقته، ولو هناك أي معرض لمنتج تريد تصنيعه؛ اذهب وافهم وشاهد المصنوعات، وهناك مؤتمرات نقيمها لتوجيه الشباب للمشروعات والأفكار التي تحتاجها الدولة.

وهناك أيضًا حاضنات الأعمال؛ بمعنى أن الدولة تريد من الشباب ابتكار أفكار جديدة لتحتضن هذه المشروعات بشكل كلي، دون إيجار ولا ضرائب، ولكن أهم شيء أن يكون المشروع مبتكر.

معهد التبين للدراسات المعدنية هو أقدم معهد في مصر يتبع وزارة التجارة والصناعة، وتم إنشاؤه منذ الستينيات وبداخله حاضنات بها 60 شخصًا يعملون بمشروعات مختلفة في غرف صغيرة، مثل تجميع أجزاء بسيطة لعمل ساعة يبعها بمائة جنيه، ولا تكلفه عشرين جنيها، كسب هنا 400 في المائة.

واليوم كل الفرص متاحة أمام الشباب ولكن لابد أن يكون لديه إرادة وتجهيز مهم لمشروعه، ويهتم بالتقفيل الجيد، ويبتكر فكرة ويكون لديه إيمان أن اليوم البلد للجميع تتجه للصناعة والتجارة بكافة أشكالها لأن مصر لم تعد بلد شهادات، بل أصبحت دولة الكفاح والعمل والتنمية.

الاكثر قراءة