الجمعة 27 سبتمبر 2024

صفاء عبد الرازق تكتب: المراهقات والعنف الأسري

صفاء عبد الرازق

سيدتي5-8-2021 | 19:49

دار الهلال

العنف الأسرى، الاغتصاب الزوجي، المراهقة، عدم الوعى، الإحباط كلها عوامل مؤثرة تؤدي إلى الجحيم الذى كشفه فيلم "المراهقات" لـ ماجدة الصباحى، والذي عرض عام 1960 بعد تعرض بعض الفتيات للكبت والعنف النفسي بسبب تحكمات الأسرة حسب ما ذكرته ماجدة الصباحى فى مذكراتها وذهابها إلى مستشفيات الصحة العقلية لمشاهدتها حالات تعرضت للعنف الأسري.

حاول فيلم "المرهقات" الذى عرض في سينما ريفولى فى الستينيات، أن يعرى شريحة كبيرة من المجتمع المصري آنذاك، بخلاف الطبقات الاجتماعية والاقتصادية، والتي جسدتها شخصية "ندى" ماجدة الصباحي، والتى اعترفت فى مذكراتها أن الفيلم مأخوذ من حياتها الشخصية وتحديدا شخصية شقيقها، والثانية "صفية" زيزي مصطفى الفتاة الفقيرة التي تعيش مع زوج أمها الذى يعاملها معاملة الجواري، والثالثة "سناء" نادية النقراشى التي تنتمي لعائلة غنية ولكن منحلة.

وكشف الفيلم غياب الأب وسيطرة الأخ الأكبر كونه رب الأسرة الحاكم والمتحكم من خلال شخصية "طارق" عمر ذو الفقار، والذي اعترف بكل ثقة أنه لا يقبل أن يتزوج من امرأة كانت على علاقة معه قبل الزواج، ويرفض لأخته "ندى" أن تتزوج من "عادل" رشدى أباظة، والذى خرجت معه فى مشهد كوميدي عندما ركبت معه الطائرة الخاصة لينفرد بها.

لا تختلف شخصية "طارق" فى عصر حفلات أم كلثوم التى تستمر ساعة على خشبة المسرح وبين الأفكار المنتشرة عبر السوشيال ميديا حيث التطور التكنولوجي.

فى حالة وجود الأخ دائما ما يتراجع وجود الأم بكل الأشكال الممكنة في سبيل اسم العائلة، بشخصية "الأم" (دولت أبيض) التى تجاهل المؤلف "على الزرقانى" أن يضع لها اسما لتمرير وسيطرة الأخ الأكبر على البيت، نراها امرأة مستسلمة هاجمها "رفعت الجد" (حسين رياض) عكس ابنتها الشجاعة التى تحاول الحفاظ على حبها رغم قسوة أخيها المتعجرف.

نلاحظ فى الفيلم أن شخصية "شاكر" (عدلى كاسب) الزوج المتسلط الذى يتحكم فى أهل بيته الذى لا يسعى سوى لإرضاء نفسه على حساب زوجته "نفيسة" (عزيزة حلمى)، الذى دائما ما يستغلها جنسيًا ويطلب منها دائما (المرح والدلع) على صحتها، وتلعب الإضاءة لمدير التصوير "وديدى سرى" فى تحول شخصية "شاكر" عندما يعلم أن ابنه "أحمد" (جلال عيسى) يريد استكمال دراسته ويرفض ويثور ويمزق كتبه، والإضاءة تشكل تحولا ملحوظا فى تكوين الشخصية.

"المراهقات" فضح شريحة كبيرة من الرجال من خلال شخصية "شاكر" و"عادل" و"طارق" كلهم يلهثون وراء الفتيات اللعب فقط أما الزوج فيسعى جاهدا أن يتزوج من امرأة لا يعرفها مسبقا حسب ما قاله "عادل" لـ"سناء" أن (أمشى معاكى بس لما أحب أتزوج أتزوج وحدة زي "ندى")، لا يتغير العصر كثيرا فما زال بعض الرجال يفكرون بنفس الطريقة.

من الستينيات إلى عصر السوشيال ميديا، لا يختلف الوضع عن كون الفتاة متحررة وتبحث عن ملجأ خاص لها أو منصة تعبر بها عن اضطهاد عائلتها لها وتسلط الأسرة بشكل أدى إلى ترك كبير من الفتيات مؤخرا عن منازل عائلاتهم بسبب التحكمات الغير مبررة.

وكان للإنتاج دور مهم كونه إنتاج دولت أبيض وماجدة الصباحي امراتان قامتا بأدوار مهمة لإنتاج فيلم أثار ضجة آنذاك وشاهدته السيدة أم كلثوم فى سينما ريفولى، حسب ما ذكرته ماجدة فى مذكراتها مع الصحفى سيد الحرانى.