أثار قرار رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، عن نادي برشلونة الإسباني جدلا وغضبا كبيرا بين محبي الساحرة المستديرة حول العالم.
ميسي انضم إلى برشلونة وعمره 13 عاما وهو هداف النادي عبر العصور والأكثر مشاركة في المباريات، حيث أحرز 672 هدفا في 778 مباراة بجميع المسابقات.
المتابع لقائد منتخب «التانجو» يعرف ويدرك جيدا أن وجود لاعب بهذه القدرات في عالمنا هذا يعد ظاهرة كروية ليس لها مثيل، لما يمتلكه اللاعب من مهارات عالية فضلا عن إحرازه الأهداف الجميلة والصعبة التي لا يتمكن من تسجيلها الأخرون، والتي يصعب على حراس المرمى التصدي لها خاصة وأن الضربات الثابتة التي يسددها ميسي من خارج منطقة الجزاء أصبحت مثل ضربات الجزاء بالنسبة لميسي.
ألقاب كثيرة أطلقت على ليونيل ميسي منها «البرغوث – المايسترو – جلاد الحراس – الساحر»، سواء من المعلقين على المباريات، أو من محبي ومتابعي اللاعب الذين يتغنون دائما بمهاراته ودوره الكبير في الفوز بالمباريات وخاصة الصعبة منها.
كثيرا ما وضع اللاعب في مقارنات مع نجوم آخرين منهم الأسطورة دييجو مارادونا نجم الأرجنتين، والنجم البرازيلي بيليه صاحب لقب «الجوهرة السمراء»، ثم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد منتخب البرتغال ولاعب يوفنتوس الإيطالي حاليا، إلا أن هذه المقارنات كانت تأتي دائما في صالح ميسي لاستحواذه على معظم عمليات التصويت.
كثرت الأقاويل والتكهنات حول النادي الجديد الذي سيرتدي ليونيل ميسي قميصه، فذهبت الترشيحات إلى مانشستر سيتي الإنجليزي الذي يدربه الإسباني بيب جوارديولا، مدرب ميسي السابق في برشلونة، وأيضا باريس سان جيرمان القادر على دفع أي مبلغ لشراء اي لاعب حتى لو أراد الجمع بين ميسي وكريستيانو رونالدو في فريق واحد، إلا أن كل هذه التكهنات لا تغير من الواقع شيئا فإذا استمر ميسي في الملاعب سيكون المستفيد الأكبر هو الجمهور المحب لمتعة كرة القدم وليس المتعصب لفريق بعينه.
أوقات كثيرة أشعر أن ليونيل ميسي تجاوز دييجو مارادونا بمراحل كثيرة في المهارة والموهبة والتأثير والانتشار، مع الأخذ في الاعتبار فارق التوقيت الزمني بين حقبة مارادونا في الثمانينات والتسعينات برفقة الجيل الذهبي لمنتخب الأرجنتين، ووقت ميسي خلال العقدين الأخيرين وتطور التكنولوجيا والإنترنت والهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الموهبة تبقى موهبة، ولكل منهما طابعه الخاص.
عند اعتزال نجوم الكرة خاصة أصحاب المهارات العالية منهم تشعر بحزن في أعين محبي ومشجعي الكرة، وكثير منا لمس تلك المشاعر مع اعتزال نجوم مثل «مارادونا ورونالدو البرازيلي ورونالدينيو وريفالدو والبرتغالي لويس فيجو والفرنسي تيري هينري والنجم الهولندي الكبير ماركو فان باستن ومواطنه رود خوليت وفرانك ريكارد وجان بيير بابان وميشيل بلاتيني وروبرتو باجيو وإيريك كانتونا والكاميروني صامويل إيتو...» وغيرهم الكثير.. لذا ترحل النجوم وتتوالي وتبقى متعة كرة القدم بـ«من حضر».