المشهد الأخير في حياة الفنانة دلال عبد العزيز لم يكن صدفة أبدًا، حيث كان بمثابة وداع من الفنانة لجمهورها كاملاً، حيث ظلت تردد لفظ الجلالة عدة مرات خلال المشهد الأخير لها بمسلسل "ملوك الجدعنة"، قائلة: "الله.. الله.. ما شاء الله.. الله أكبر.. الله أكبر".

ودومًا ما كانت تخشى الفنانة دلال عبد العزيز، تقديم مشاهد الموت خلال أعمالها الفنية، حيث لم تقدم ذلك المشهد إلا مرتين فقط بحياتها؛ الأولى بمسلسل "حديث الصباح والمساء"، أحد روائع نجيب محفوظ، والذي قدمت من خلاله شخصية "نعمة"، مع المخرج أحمد صقر.

وبالرغم من حماس الفنانة دلال عبد العزيز لتقديم المسلسل، إلا أنها كانت تخشى تقديم مشهد موت "نعمة"، والذي يعد الأهم بين أحداث العمل لكن واقعه كان صعبا جدًا عليها، فكانت تؤجل من تصويره بشكل دائم مع المخرج أحمد صقر، وانتهي الأمر باتفاقهم على تصوير المشهد مرة واحدة فقط وهو ما حدث.

وتوالت بعدها أعمال دلال عبد العزيز، ليقع عليها الاختيار لتجسيد المشهد ذاته بعد مرور 20 عاما على موت "نعمة"، حيث كان موت "عطية" والدة "سرية" عمرو سعد، في مسلسل "ملوك الجدعنة"، هو محطتها الأخيرة خلال الأحداث وفي حياتها؛ ليتفاجأ الجمهور بإصابة دلال عبد العزيز بفيروس كورونا فور عودتها من لبنان بعد انتهاء تصوير مشهدها الأخير في العمل، وفي حياتها، لتخضع بعدها لفترة من الرعاية الصحية بأحد المستشفيات، والتي انتهت بوفاتها صباح اليوم لتلحق بحبيب عمرها ورفيق دربها الفنان سمير غانم.

وكان الفنان حسن الرداد قد أعلن عن وفاة الفنانة الكبيرة دلال عبد العزيز منذ ساعات قليلة، حيث شارك صورتها عبر حسابه علي "إنستجرام"، وعلق عليها: "والله ما قادر اكتب ولا مصدق.. توفيت إلى رحمة لله تعالي حماتي وأمي الغالية الفنانة الكبيرة دلال عبد العزيز".

وتابع: "أطيب خلق الله، عمري ما شفت منك غير كل خير ياحبيبي، ربنا يغفرلك ويرحمك ويجمعنا مع بعض في الأخرة، عايز أقولك انك هتلاقي مفاجاة حلوة مستنياكي، هتلاقي حبيب عمرك اللي طول الوقت بتسألي عليه"، واختتم: "هتوحشينا قوي يا أمي، ربنا يجمعنا مع بعض في الآخرة".