اتجهت أنظار العالم منذ 9 أيام لمنطقة تونا الجبل بمركز ملوي بمحافظة المنيا لمتابعة تفاصيل الكشف الأثري الذي قامت به بعثة كلية الآثار بجامعة القاهرة بالمنطقة، والذي أعلن عنة الدكتور خالد العناني وزير الآثار في مؤتمر صحفي بحضور عصام البديوي محافظ المنيا، والدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، والدكتور جمال أبو المجد رئيس جامعة المنيا والدكتور محمد حمزة عميد كلية الآثار، وبعثة كلية الآثار وعدد من سفراء الدول الأجنبية ومديري معاهد الآثار بمصر، بالإضافة إلى عدد كبير من نواب البرلمان. 

وكان الكشف الأثري الجديد عبارة عن مقبرة ضخمة تتبع طراز الكاتا كومب (المقابر المنحوتة في الأرض أو في الصخر) والتي أحيانًا ما تكون متعددة الطوابق وتتضمن آبارًا وحجرات ودهاليز متعددة كثيرة التعاريج، وكشف بداخل المقبرة عن معالم أثرية مهمة وغير مسبوقة، منها 12 مومياء سليمة كاملة، فضلًا عن بقايا مومياوات وعظام كثيرة، بالإضافة إلى التحف المنقولة من الفخار وغيرها.

وبرغم هذه الاكتشافات الأثرية بالمنيا فإن المحافظة غير موضوعة على الخريطة السياحية، كما تحتاج مناطقها ومعالمها السياحية للتطوير وحتى الآن لم يتم الانتهاء من المتحف الأتوني، وأيضا آثار البهنسا المهملة، وجميعها تعاني الإهمال وغياب التأمين ما يعرضها للسرقة والتعديات بالبناء، بالإضافة لعدم وجود مشروعات تنموية سياحية حتى المشاريع التي بدأت لتنمية السياحة بالمحافظة، وتم اتحاذ إجراءات تشغيلها في عهد محافظين سابقين أخرها مشروع (المنيا خان) الذي أعلن عنه الدكتور أحمد ضياء الدين محافظ المنيا الأسبق، وكان عبارة عن طرح 80 بزارا سياحيا للتأجير ضمن مشروع (المنيا خان) المقام على  النيل بتكلفة إنشائية 4.5 مليون جنية في إطار خطة المحافظة لتنشيط السياحة وإنشاء كيانات ذات طابع اثري ومعماري متميز يعبر عن طبيعة المحافظة، التي تضم آثار 6 عصور تاريخية، وتوفير فرص عمل للشباب، بالإضافة لتنشيط لسياحة الداخلية ومع ذلك  لم يظهر المشروع للنور بمجرد رحيل المحافظ.

وأعلن اللواء سراج الدين الروبى محافظ المنيا الأسبق توقيع المحافظة على عقد ثلاثي ما بين وزارة السياحة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمحافظة؛ لتطوير المراسي النيلية للمراكب النيلية، وأشاد المحافظ بدور القوات المسلحة في المساهمة بتنفيذ المشروعات العملاقة ومساندة المحافظة في العديد من المشروعات، خاصة هذا المشروع الذي سيحقق طفرة سياحية للمحافظة، في ظل استكمال أعمال تنفيذ متحف اخناتون على النيل ومع ذلك لم يستكمل المتحف الأتوني حتى الآن، وعلى رغم من تطوير المراسي لم تعد السياحية النيلية بالمنيا.                  

من جانبهم، قال النائب اللواء شادي أبو العلا عضو مجلس النواب عن بندر المنيا إنه يجب وضع المحافظة على الخريطة السياحية لمكانتها الأثرية، مشيرا إلى أن زيارة بابا الفاتيكان لمصر كانت رسالة قوية لأمن مصر.
كما طالب النائب العقيد أشرف جمال عضو مجلس النواب عن بندر المنيا بضرورة مناشدة وزراء السياحة والآثار والخارجية من خلال المكاتب الثقافية الموجودة بسفارات مصر فجميع دول العالم تبنى فكرة البرنامج الموحد لزيارة مصر، بمعنى ألا يُترك المجال لشركات السياحة لاختيار الأماكن والتوقيتات الزمنية والمدد الزمنية، وأن يكون هناك سياسة للدولة ملزمة فكر راقي وعالي في البرنامج الذي سيتم التخطيط له للوصول لمنتج يحترم من جميع العالم من برنامج مبهر يستغل جميع المزارات الأثرية المتاحة على مستوى الجمهورية، ما يُعظم من الدخل القومي الناتج من السياحة.

بينما قدم عمرو غلاب نائب دائرة ملوي بالمنيا ورئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب طلب إحاطة ليحيى راشد وزير السياحة بخصوص استغلال الاكتشافات الأثرية الجديدة في منطقة تونة الجبل فى مركز ملوي، مشيرًا إلى ضرورة استغلال هذه الاكتشافات في الدعاية السياحية للمحافظة، والخروج من نطاق المركزية والتفكير بشكل جديد ومختلف

وأضاف أن هذه الاكتشافات تدل على أن المنيا محافظة محورية يجب الالتفات إليها من الجانب الأثري ووضعها على الخريطة السياحية العالمية لما تمتلكه من آثار تعود إلى أزمنة مختلفة متعددة.