مدرسة جديدة تأسست فى عهد الرئيس السيسى ترتكز على تكريم كل من يعطى ويضحى وينتصر للوطن ويرفع رايته عالية خفاقة فى المحافل الدولية.. أو يتمسك بأهداب الحياة الشريفة بالكفاح النبيل.. أو من يفتدى هذا الوطن ليحيا بكرامة وعزة.. وما قاله الرئيس السيسى فى حق منتخب مصر لكرة اليد يستحق أن نتوقف عنده كثيراً.. فرغم عدم فوزه بميدالية إلا أنه استحق التحية الرئاسية.. وحظى أبطال مصر الستة الفائزون بميداليات بتحية الرئيس وعلى رأسهم بطلة مصر فريال أشرف الفائزة بالميدالية الذهبية للكاراتيه فى أولمبياد طوكيو.. ولعل قول الرئيس «فخور بابنتى فريال» رسالة إلى كل من يجتهد بشرف ليرفع اسم مصر عالياً.. علينا أن نتعلم من الرئيس السيسى الكثير والكثير.. ونلغى من قاموسنا التعصب.. ونجدد خطابنا فى الإعلام الرياضي.. ونجتث آفة المجاملات.. ونتحلى بالموضوعية فى الاختيارات ليكون طريقنا إلى القمة دائماً.
ما أعظم الانتصارات والبطولات التى تضفى على الحياة روح السعادة والفخر والشعور بقيمة العمل والاجتهاد والمثابرة والكفاح.. وتحظى باحترام وتقدير الجميع. لم تأت إشادة الرئيس السيسى بالروح التى أدى بها منتخب مصر لكرة اليد فى مباريات أولمبياد طوكيو ورغم عدم تمكنه من الحصول على ميدالية إلا أنه استحق تحية الرئيس لأنه أدى ما عليه وكافح بشرف وعمل كل ما فى وسعه ولم يقصر وتفوق على الكبار.. لكنها فى النهاية الكرة غالب ومغلوب وفائز وخاسر لكن يتبقى شرف الاجتهاد.
6 ميداليات مصرية فى الأولمبياد 4 برونزيات وفضية وذهبية أمر يرضينا ولكن لا يكفي.. وعلينا أن نتوقف كثيراً فى استخلاص الدروس واكتشاف الأخطاء والعمل على تلافيها وتعظيم الإيجابيات والعناصر الواعدة استعداداً لميداليات أكثر فى الأولمبياد القادم لكن فى كل الأحوال تحية لمن رفع علم مصر وأدى ما عليه وكافح بشرف.
دعونا نتفق أن الدولة المصرية لم تقصر فى أى شيء وقدمت كل الدعم وسخرت كل امكانياتها لخدمات المنتخبات واللاعبين فى الألعاب الجماعية والفردية ونحن فى نشوة الفرح بانجاز 6 لاعبين بعد فوزهم بأربع ميداليات برونزية وميدالية فضية وأخرى ذهبية لابد أن نتوقف.. ونقدم كشف حساب موضوعياً نخرج منه بنتائج ودروس وأخطاء وإيجابيات نستفيد منها فى القادم. بداية الفوز بـ 6 ميداليات فى أولمبياد طوكيو أمر جيد منها واحدة ذهبية وفضية والباقى برونز.. لكن قياساً بقدراتنا وامكانياتنا وبالتخطيط السليم والعلمى المدروس والسعى الدءوب لاكتشاف المواهب خاصة فى الألعاب الفردية وتبنيها وتوفير الامكانيات لرعايتها لخلق أجيال جديدة من الأبطال الأولمبيين وإجراء الدراسات النفسية لمعرفة أسباب الإخفاق رغم التفوق والمهارة خاصة فى المواجهات النهائية.
نحن شعب قوامه أكثر من 100 مليون نسمة.. بطبيعة الحال لدينا مواهب كامنة لم تصل أيادى الخبراء والمكتشفين إليها.. لذلك لابد أن نكثف عملية التحفيز للتقدم للاختبارات خاصة فى المحافظات البعيدة ذات الأجواء التى تحتاج إلى قدرة على التحمل والجلد والقوة الجسمانية والبدنية.. ثم تقسيم هذه المواهب الواعدة إلى فئات ودرجات تبدأ بالأكثر مهارة وقدرة وتنتهى بمن يحتاجون إلى عمل أكثر ورعاية مكثفة وتدريب مستمر.
لابد أيضا أن نغرس ونكرس ثقافة عدم المجاملات فى الاختبارات وأيضا نبذ الوساطات والمحسوبيات فى الاتحادات الرياضية.. لأن هناك نماذج تعرضت للتجاهل وحصدت ميداليات باسم دول أخرى أو مشاركة عناصر لم تكن جديرة أن تكون ضمن أعضاء الفريق المصرى المشارك فى الأولمبياد.. وهناك لاعبون كانوا أكثر جدارة للمشاركة وتمثيل مصر خاصة أن الاتحادات جزر منعزلة تخضع فى بعضها إلى الأهواء الشخصية أو المجاملات والوساطات وإذا تعلق الأمر بتمثيل الوطن فلا مجاملة فى اختيار الأقدر على الفوز وتشريف مصر.
اللافت للنظر أن البطلة العظيمة فريال أشرف هى بنت مركز شباب الأندلس.. ومنه وصلت إلى منصة الذهب فى أولمبياد طوكيو وهنا فريال تمنحنا الأمل الكبير فى منظومة مراكز الشباب وأنها فرصة عظيمة لتقديم أبطال أولمبيين يمثلون مصر ويرفعون علمها فى أهم محفل رياضى عالمي.
اقترح على الدكتور أشرف صبحى أن يكون لكل مركز شباب فى مصر فرق رياضية فى الألعاب الجماعية والفردية ونتوسع فى الإعلان عن اختبارات أطفالنا وشبابنا لاكتشاف المواهب الرياضية فى جميع الألعاب ثم تجرى اختبارات بواسطة خبراء «محايدين» وموضوعيين واستناداً إلى العلم الرياضى من جميع مراكز الجمهورية لرعاية أكثر المواهب قدرة على تمثيل مصر فى الأولمبياد والمحافل الدولية وتقديم أقصى رعاية وإعداد وتأهيل لها ومن الممكن أن نستفيد بتجارب الدول المتقدمة وإرسال بعثات للمعايشة والتدريب والتأهيل فلماذا لا تسافر مثلاً فرق تنس الطاولة إلى الصين منذ الصغر كونها أفضل دولة فى العالم فى هذه اللعبة ونستطيع أن نقدم لمصر أبطالاً فى هذا المجال. أيضا منتخب مصر فى كرة اليد (حدوتة مصرية).. مهارات وقوة وحماس وقدرة على مناطحة العمالقة والتفوق عليهم ولعلنا نلاحظ ضيق الفارق مع الفرق التى تفوقت علينا مثل فرنسا وأسبانيا.. ولولا وجود أخطاء غير متعمدة لحققنا المفاجأة.. لكنها الرياضية.. وفى المجمل يستحق منتخب اليد التحية على ما قدمه من أداء راق واحترافى شرَّف الرياضة المصرية ووضع اسم مصر على خريطة كرة اليد العالمية وفى صدارة الفرق العملاقة.
منتخب اليد يحتاج إلى استمرارية قوة الدفع.. ولا يعنى عدم فوزه بميدالية فى الأولمبياد.. أن يصاب بالإحباط.. ولكن بمزيد من التدريب والتأهيل والاحتكاك والطموح نستطيع الفوز بالبطولة العالمية وميدالية فى الأولمبياد القادم بشرط أن نستمر بنفس الحماس والطموح والرعاية والاهتمام.. ومصر لا تبخل على أبطالها بل تقدم لهم كافة أوجه الرعاية.
أعتقد أن الفائزين بميداليات فى أولمبياد طوكيو سواء بالبرونزية أو بالفضية أو الذهبية يحتاجون إلى رعاية إعلامية وتقديمهم كنماذج مشرفة.. ونجوم فهم أولى من الكثير من الألعاب الجماعية التى افتقدت الروح والتنظيم رغم وجود المهارة خاصة كرة القدم التى مازالت تطبق نظماً قديمة وبالية فى التدريب والتقزم الهجومى والتكتيكى وهنا علينا أن نزيد من فرص اللعب والاحتكاك بالفرق العالمية. الرعاية الإعلامية لهؤلاء الأبطال يجب أن تقدمهم كنماذج وقدوة ولا يتم التركيز على كرة القدم وجماهيرتها الواسعة.. لأننا نحتاج إلى جانب نفسى بأن نشعر هؤلاء الأبطال بقيمة وعظمة ما قدموه للوطن بعد أن رفعوا العلم المصرى فى أهم محفل دولى رياضي.
استضافة أبطال الأولمبياد.. أصحاب الميداليات فى الإعلام والاحتفاء بهم أمر مهم.. ويجب أن يكون هناك استمرارية.. وحتى فى برومهات البرامج الرياضية.. لأن ذلك نوع من التقدير.. ومتابعة أخبارهم وإجراء الحوارات معهم.. لأنهم بالفعل نجوم يستحقون الحفاوة والاحتفال بهم.
الحقيقة أن ذهبية فريال أشرف كانت مسك الختام وأرضت المصريين.. ففوز مصر بميداليتين فى اليوم الأخير واحدة فضية والأخرى ذهبية جلب السعادة لهذا الشعب المتعطش والمتحمس لمناصرة بلده.. والذى يتمتع بالولاء والانتماء العميق لمصر. جسدت تهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمنتخب اليد عمق المبادئ المصرية أن من اجتهد وكافح وحاول وبذل كل ما عليه يستحق أن نشيد به ونقدم له التحية خاصة أن الفريق تحلى بروح تنافسية وأخلاق رفيعة خلال الأولمبياد.. فالرئيس ورغم أن منتخب اليد لم يفز بالميدالية إلا أنه أثنى على أدائهم المشرف وطالبهم بالمزيد من الإصرار والتحدى والجهد لمواصلة مسيرة البطولات والانجازات ورفع راية الوطن فى المحافل الدولية.
وقدم الرئيس السيسى التهنئة للبطلة المصرية فريال أشرف لفوزها بميدالية ذهبية للكاراتيه.. ووصف الانجاز بأنه يدعو للفخر ويؤكد قدرة المصريين على صنع الانجازات فى جميع المجالات.. ولعل كلمات الرئيس: «فخور بابنتى فريال أشرف وبكل مصرى يرفع اسم مصر عالياً فى المحافل الدولية» هذا هو العنوان الرئيسى لمصر - السيسى التى تكرم أبناءها المخلصين الذين يبذلون الجهد والعرق.. والكفاح بشرف من أجل رفع اسم مصر فى المحافل الدولية.. وكذلك تكريم أى مواطن مصرى يعمل بشرف ويضحى من أجل هذا الوطن.. لقد ترسخت هذه المبــادئ فى عهــد الرئيس السيسى وأصبح كل مواطن يشعر بقيمة ما يقدمه لمصر.. وبما يتمسك به من شرف لذلك كثرت النماذج التى تحظى بتكريم الرئيس السيسي.
الرئيس السيسى أيضا أرسى قواعد الموضوعية.. واعتبر أن المجاملة فساد لذلك علينا أن ننتبه فى كل أمورنا وحياتنا إلى أن الشفافية والدقة والكفاءة فى الاختيار هى الطريقة المؤدية إلى النجاح والتفوق وعلينا أن نقتلع هذه الآفة من حياتنا سواء فى الرياضة أو غيرها.. أيضا لابد من وقفة حاسمة مع التعصب الرياضي.. وأيضا لابد من تجديد الخطاب الإعلامى الرياضى لدرء الفتنة والتعصب والروح السلبية لأن هذا النوع من الإعلام يؤدى إلى إشعال الحرائق.. والفتنة بين الجماهير وربما يقع ما لا تحمد عقباه لذلك على الإعلام أن يكرس جهوده فى غرس الروح الرياضية والتسامح وعدم التعصب. الفوز بـ 6 ميداليات شيء يدعو للفخر.. لكن مصر تستحق أكثر وأكثر.. إذا ما طبقنا القواعد والعلم واتسعت دائرة البحث عن المواهب مع عدم الانسياق وراء المجاملات.. وبدعم إعلامى على درجة من الوعى وعدم النظر إلى الألوان بل تطبيق نظرية الحق والموضوعية
تحيا مصر