الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مقالات

نجوم بعد الموت

  • 9-8-2021 | 12:59
طباعة

كتب على مبدعي الكلمة أن يمنحوا الأضواء لغيرهم وأن يحبس نجمهم في الظل حتى الموت، فلا سطوع لنجمه في الأرض إلا بطلوع روحه إلي السماء، حين نفاجأ بأن شيئا ثمينا كان بيننا خسرناه، كائن كان يزرع المعنى في قلوبنا ليعش هو غير معني به، كائن يعلمنا كيف نعطي وكيف نحب ولا ينتظر من يعطيه  قليلا من الحب.

 منذ أسبوعين فقدنا الشاعر الكبير فؤاد حجاج بعد نصف قرن من العطاء، ومنذ يومين فقدنا الشاعر العزيز حسن رياض بعد ثلاثين عاما من الإخلاص والصدق، وفوجئ العامة من الناس بأن كليهما كان الأب الشرعي لأعمال كبيرة عشقناها حتى أصبحت جزءا منا ومن ذاكرتنا، إلا أن تلك الذاكرة لم تنتبه أن كلاهما كان نجما يستحق أن تسلط عليه كل الأضواء.

فؤاد حجاج الذي كتب: مين فينا جاي مرساها مين رايح.. لحظة ميلاد الفرح كان فيه حبيب رايح

 يا أبو الروايح يا نرجس ما تجس وتر القدر.. تلقى حكايات البشر فيها عبير العبر صادح

زي النهار الطفل لما ينفلت.. من بين أيادي الضلمة ويشقشق

أنا شوفت روح الحق لما اتسللت.. صرخت وفي وش الخرس انطق

تلك الكلمات التي أدهشتنا في تتر مسلسل (حديث الصباح والمساء) بلحن عمار الشريعي وصوت أنغام، وسكنت في وجداننا إلي اليوم، وكتب قبلها العشرات من الأغاني التي تغنى بها محمد العزبي ومحمد رشدي وعلي الحجار الذي غنى له اثنتي عشرة أغنية في مسلسل راجعلك يا إسكندرية إخراج هاني لاشين وتأليف محمد الباسوسي، وصدر له أكثر من خمسة عشر ديوانا من شعر العامية، بداية من ديوان( وادي الخوف) و ( غنوة المطر) و ( في المحكمة) وانتهاء بديوان( فصوص الناس ) الذي صدر عام 2019 عن الهيئة العامة.

بالإضافة لإبداعاته المتنوعة في مجال الدراما الإذاعية والمسرح، وكان من فرط صدقه وعمق كلماته يخلط الناس بين أعماله وأعمال العظيم فؤاد حداد وخاصة ما يتعلق بالأعمال الوطنية، وقد كان الشاعر الكبير فؤاد حداد يشفق عليه من هذه المشكلة التي عطلت شهرته، وعندما تقابل معه ذات مرة في بداية الثمانينات أعرب له عن ذلك إلا أن فؤاد حجاج رد عليه بأنه شرف كبير أن تنسب أعماله للعظيم فؤاد حداد.

وحسن رياض الذي كتب لعلي الحجار في التسعينيات: من غير ما تتكلمي.. مدي العيون سلمي.. فوق الحيطان ارسمي.. الحلم متفسر.. وبكره جاي أخضر.. وانتي بتتبسمي.

وكتب له منذ عام واحد - اللي اشتري منك ماوزنش.. فمتحزنش ولا تشكيله.. مع إن الأحزان بالكيلو.. أو يمكن ربك ما أذنش

وكتب لمحمد منير: أنا قلبي برج حمام هج الحمام منه.. يللي عنيكي كلام.. ليه الضلوع أنوا

أنا قلبي كان شباك.. بس الهوا شباك.. يا بكرة بستناك.. ليك العيون حنوا، من ألحان مدحت الخولي

ومع نفس الملحن كتب لمحمد فؤاد: أصل يا صاحبي الدنيا مفارق.. يوم نتلاقي ويوم نتفارق.. نضحك نبكي شيء مش فارق.. بس يا صاحبي أكيد هنحود.. حود

وكان حسن رياض حريصا علي جماليات الشعر ومغرما بفن الجناس وتناول المفردة بأكثر من معني دون تخليه عن صدقه، وكذلك كان متيما بالمفردات شديدة المصرية ما جعله يجنح للفلكلور وروحه أحيانا، فوجدناه مع محمد منير يقدم أغنية(النواصي)- فين العم الواصي.. فين الخال الواصي.. رمشه عدي مزعلي توبي وفاتني علي النواصي.

 ومن قبله كتب للمطربة الجزائرية أمل وهبي وللريس متقال- يا بت بيقولك أبوكي ما تتطلعيش في القيالة.. كل العيون لما شافوكي بعتوا وراكي الخيالة، وتنوعت أغنيات حسن رياض لنجوم الساحة، وكما كانت بدايته من خلال ألحان طارق فؤاد الذي لحن وغني له أغنية (طرح الهوي جنينه) في ألبومه الأول (لومي) ثم (بتاخدني عيونك) و( ضميني ) في البومه الثاني، أراد القدر أن يقوم النجم علي الحجار بتسجيل أغنية لنفس الثنائي اسمها (في عنيكي الضي) كانت مشروعا مؤجلا وقد قرر الحجار تنفيذه قبل رحيل حسن بأيام.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة