الأربعاء 29 مايو 2024

محلل لبنانى: يجب أن تأخذ لبنان بكلمة الرئيس السيسى (خاص)

المحلل اللبناني

عرب وعالم9-8-2021 | 19:57

محمود أبو بكر

قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز بأن الاضطراب العسكري وتبادل إطلاق الصواريخ والمدافع على جبهة جنوب لبنان مع فلسطين المحتلة يمكن تسميته أنه مسعى من حزب الله لإعادة تثبيت قواعد الاشتباك على هذه الجبهة علما بأن هذه القواعد مكرسة بعد حرب يوليو عام 2006 بموجب القرار الأممي 1701.

وأوضح المحلل السياسي اللبناني في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال "، أن ما جرى خلال الأيام الماضية هو قيام فصيل فلسطيني بقصف شمال الكيان الإسرائيلي بثلاثة صواريخ وبدل أن تكتفي إسرائيل برد مماثل حسب العادة فإنها استخدمت لأول مرة الطيران الحربي بسلسلة غارات ورد حزب الله بـ19 صاروخا على هذه الغارات .

وأشار المحلل اللبناني إلى أن المعادلة التي استخدمت هي رد قصف بقصف ومناطق مفتوحة بمناطق مفتوحة ومن دون أي ضحايا بشرية  موضحاً بأنه إذا اقتصر الأمر على هذا السيناريو فإنه سيصبح حادثاً كسابقاته وتعهدا متبادلاً باحترام قواعد الاشتباك المعمول بها .

ولفت المحلل السياسي إلى أن صواريخ حزب الله أطلقت على أراضي لبنانية محتلة وهي مزارع شبعا وجزءاً من هضبة الجولان السورية المحتلة أيضاً، مشيراً إلى أنه في حال وقعت حوادث أخرى واتسعت رقعة المواجهة فسوف يعني ذلك ربط جبهة جنوب لبنان مع فلسطين المحتلة بتطورات إقليمية عديدة ليس اقلها التفاوض النووي الجاري بين إيران والولايات المتحدة وما يستتبعها من رسائل ضغط وتحسين أوراق.

وتابع المحلل السياسي اللبناني قائلاً: "هذا هو الأمر الذي حذر منه الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخراً في كلمته أمام مؤتمر باريس لدعم لبنان، حينما دعا للنأي بلبنان عن الصراعات الإقليمية".

وعن تحليل ردود الأفعال الإسرائيلية، قال المحلل اللبناني إن الناطق العسكري الإسرائيلي أوضح أن الحادث لن يتحول إلى مواجهة شاملة وحرب، لكن التوقعات تبقى مفتوحة خلال الأيام المقبلة فإذا واصلت إسرائيل ضرباتها وذهبت إلى مواجهة واسعة يعني ذلك إنها أخذت غطاء دعم من واشنطن، وهذا الأمر له حسابات أخرى، وسوف يؤدي ذلك إلى مواصلة حزب الله توجيه صواريخه نحو المستوطنات الإسرائيلية بالتنسيق مع إيران ومعها ما يسمى بتيار الممانعة الذي يضم سوريا وقوى عراقية وصولًا إلى غزة بما يعني أن الأمر قد يتدحرج إلى مواجهة إقليمية .

وفي سياق جاهزية واشنطن للحرب الشاملة في المنطقة العربية أوضح الكاتب والمحلل السياسي بأنه في اعتقادي أن الولايات المتحدة ليست بوارد فتح حرب شاملة الآن بسبب تركيزها على مشاكلها مع الصين وروسيا وإنجاز الاتفاق النووي مع إيران، لافتاً إلى أن طهران مع دخولها في عهد الرئيس رئيسي لا تريد الآن معركة مفتوحة تشوش على سعيها لإنجاز الاتفاق مع الولايات المتحدة.

وأضاف محمد سعيد الرز أن إسرائيل تبقى العقدة التي ترفض مثل هذا الاتفاق وقد تقدم على أسلوب الضربات المحدودة لتضع المنطقة على حافة الانفجار من أجل تسويق مطالبها مع الولايات المتحدة سواء بالنسبة للاتفاق مع إيران وتوفير الضمانات لنفسها ولأمنها، أو لتعزيز ترسانتها العسكرية، أو قد تلجأ إلى ربط نزاع مع لبنان تستخدمه في المرحلة المقبلة إذا تطورت الأمور نحو الأسوأ، علما أن الساحة اللبنانية وأن كانت تجمع على رفض أي عدوان إسرائيلي فإنها تعاني من انهيار في مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والمعيشية والمالية والسياسية وبالتالي فإن أي حرب سوف تزيد من هذه المعاناة من جهة وستجعل هذه الساحة الرخوة مرتعا للتدخلات الأجنبية وتنفيذ أحداث وصراعات تعمق المأزق اللبناني وتأخذه إلى مطبات جديدة أكثر إيلاماً وصعوبة .