فى خيمة صغيرة تجلس أسرة حزينة أمام إحدى المقابر بقرية شونى، التابعة لمركز طنطا، بمحافظة الغربية، والألم يعتصر قلوبهم حزنا على طفلتهم التى اختفت منذ 9 سنوات في ظروف غامضة، وبالصدفة اكتشفوا وجود "فستانها وحذائها وجمجمتها" مدفونة داخل مقبرة، فقرروا أن يبلغوا الجهات الأمنية للتحقيق في الواقعة.

الساعات والدقائق تمر بالكاد فى ظل انتظار الأسرة أمام المقابر وصول النيابة العامة لمعاينة مسرح الجريمة والتأكد من أنها الطفلة "سارة" المختفية، وما يدعوهم للصبر إيمانهم بعودة حقها .

"عاوز حق بنتي"، هكذا بدأ حديثه محمد رضوان والد الطفلة المختفية حديثه لـ"دار الهلال"، التى كانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات وقت ارتكاب الجريمة وقال، إن البداية عندما أخبره أحد أقاربه أنهم عثروا على رفات طفلة فى نفس عمر نجلته وقت اختفائها ومدفونة بطريقة غير شرعية أثناء عملية التجديد بمقابر العائلة، وتم التعرف عليها من خلال" فستانها وحذائها"، التى كانت ترتديهما عند اختفائها..  حينها أدرك أنها قتلت بطريقة بشعة، ما جعله يقيم فى خيمة صغيرة أمام المقابر خوفا من طمس معالم الجريمة حتى وصول النيابة العامة .

وأسترجع والد الطفلة بداية الواقعة، عندما حرر محضر بقسم مركز طنطا، منذ 9 سنوات باختفاء نجلته " سارة " أثناء لهوها مع طفلة أخرى من أمام المنزل، وأكدت لهم الثانية بأن سيدة أخذتها، وتم تقييد المحضر ضد مجهول، وعاشت الأسرة مرارة الحسرة على الطفلة صغيرة السن لا يعلمون مصيرها لعدة سنوات، حتى تجدد الحزن مرة أخرى عندما عثروا على رفاتها داخل المقابر .

لم تستطيع الأم أن تتمالك نفسها حينما كان الأب يستعيد الواقعة، وانهمرت الدموع من عينها لتقطع حديثها قائلة "يا حبيبتى يا بنتى كنت بجبلك اللبس واللعب كل السنين دى على أمل أنى الاقيكى"، مؤكدة أنها كانت تحلم بعودة طفلتها الصغيرة إلى حضنها مرة أخرى ولم تصدق قبل واقعة "المقابر" أنها ماتت، كما أنها لم تتهم أحد، مناشدة الجهات المعنية بكشف ملابسات الجريمة وعودة حقها. وأوضح أحد أهالي القرية، أن هذه المقبرة لم تستخدم منذ سنوات لأنها تحتاج إلى ترميم، والأسرة كانت تستخدم مقابر أخرى يمتلكوها داخل القرية، ومنذ شهور قرروا إعادة تجديدها، وبالصدفة تم اكتشاف الجريمة، لافتا، أن هناك بعض أقاويل يؤكدوا أن السبب وجود خلافات مع الأب بسبب قطعة أرض كان يمتلكها منذ 9 سنوات، وباعها ثم حدث واقعة الاختفاء .

كانت قرية شونى التابعة لدائرة مركز طنطا، قد شهدت واقعة غريبة من نوعها، حيث عثر عدد من العمال خلال عملية تجديد المقابر على رفات طفلة "فستان وجمجمة" متغيبة منذ 9 سنوات؛ مدفونة بطرق غير شرعية داخل مقبرة.

وتلقى اللواء هاني عويس مدير أمن الغربية، إخطارا من مأمور قسم مركز طنطا، بورود بلاغات من محمد رضوان يفيد بعثور العمال على رفات نجلته "سارة" المتغيبة منذ 9 سنوات داخل مقابر القرية خلال قيامهم بأعمال تجديد.

وأوضح أحمد حمد محامى والد الطفلة، أنه تم تحرير محضر باختطافها من أمام المنزل وقت حدوث الواقعة وكان عمرها ثلاث سنوات، واتهم بعض الأشخاص كان على خلافات مع والدها بسبب قطعة أرض.

 وتكثف الأجهزة الأمنية من جهودها لكشف ملابسات الواقعة، وإجراء التحريات اللازمة، وتحرر محضر بأقوال والد الطفلة، لإخطار النيابة العامة واستكمال التحقيقات.