تواصل حركة طالبان الأفغانية، سيطرتها على أراض جديدة بشكل شبه يومي، مع انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية الأخرى بعد 20 عامًا من العمليات العسكرية، حيث باتت تسيطر الآن على ثلث المدن الإقليمية في أفغانستان ومعظم شمال أفغانستان.

ويعيش آلاف الأشخاص في مخيمات مؤقتة في كابول بعد فرارهم من تمرد طالبان حيث سيطرت طالبان على مدينتي "غزنة وهرات" في نفس اليوم، وسيطرت على 11 عاصمة إقليمية في أقل من أسبوع، فإن الاستيلاء على غزنة ذات الأهمية الاستراتيجية يزيد من احتمالية استيلاء طالبان على العاصمة كابول، حيث نزح آلاف المدنيين وهربوا إلىيها في محاولة للهروب من القتال.

ويعتبر الاستيلاء على غزنة مكسبًا كبيرًا نظرًا لموقعها، فهي تبعد 150 كيلومترًا (93 ميلاً) عن كابول، وتقع على الطريق السريع الرئيسي بين كابول وقندهار، الذي يربط معاقل المسلحين في الجنوب بكابول.

وقال عضو في مجلس المحافظة في المدينة لشبكة"بي بي سي" البريطانية : "إن طالبان استولت على معظم المركز، مع وجود قاعدة للشرطة فقط في الضواحي التي تسيطر عليها قوات الأمن الأفغانية".

واليوم الخميس، أظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي المتمردين وهم يركضون في شارع بوسط هرات ويطلقون أسلحتهم، وشوهد علم طالبان يرفرف فوق مقر الشرطة.

 وأكد عضو في المجلس الإقليمي لبي بي سي أن المدينة سقطت في أيدي المسلحين، حيث وردت أنباء عن معارك عنيفة وادعى المسلحون أنهم استولوا على سجنه وأطلقوا سراح جميع السجناء، على الرغم من عدم تأكيد ذلك، وإذا سقطت قندهار في أيدي المتشددين، فستكون هذه أكبر خسارة لقوات الأمن الأفغانية حتى الآن.

وقالت السفارة الأمريكية في كابول إنها تسمع تقارير تفيد بأن طالبان كانت تعدم القوات الأفغانية التي كانت تستسلم، قائلة: إن ذلك مقلق للغاية ويمكن أن يشكل جرائم حرب.

كما قالت الولايات المتحدة إنها سترسل قوات عسكرية إلى مطار كابول للمساعدة في إجلاء عدد كبير من موظفي السفارة في رحلات خاصة، مضيفة: "إن أكثر من ألف مدني قتلوا في أفغانستان الشهر الماضي، فهذا الأسبوع فقط أصبح آلاف الأشخاص من المقاطعات الشمالية نازحين داخليًا، وسافروا إلى كابول بحثًا عن الأمان".

وفقًا لمنظمة إنقاذ الطفولة وصل ما يقدر بنحو 72000 طفل إلى العاصمة في الأيام الأخيرة وينامون في الغالب في الشوارع.