الجمعة 22 نوفمبر 2024

ثقافة

حسن خليل يكتب: عالم بلا أسوار "ماهية النفس"

  • 13-8-2021 | 15:02

حسن خليل

طباعة

عالم بلا أسوار، هو سلسلة مقالات عبارة عن نقد بسيط وصريح لكل ما يدور حولنا من المعاملات، نحاول فيها توضيح المشاعر الزائفة، والعلاقات الوهمية، والتي يخشى الكثير التحدث فيها جهارا، والتي تشمل كل النواحي الحياتية، الاجتماعية والثقافية وحتى الدينية، وغيرها، والتي قد تكون نفوسنا من أوهمتنا بأنها حقيقية، وصورت لنا أننا على الطريق الصحيح، إذا أردت أن تعرف في أي طريق أنت فلتدخل معنا عالمنا الذي بلا أسوار، ولكن قبلها لابد أن نتعرف معا على النفس وما هيتها، ثم نبدأ كتابنا عالم بلا أسوار.

"ماهية النفس"

وقبل أن نتكلم عن النفس كما وعدنا فى المقال السابق لابد أن نعرف ما هية النفس.

فالنفس.. هي جوهر رقيق يتوارى ما بين الروح والجسد، صاحب ذكاء خارق، ومكر خفى عن جميع الخلائق، له وجه للملك من حيث الجسد، ووجه للملكوت من حيث الروح، فإن طغى الملكوت تألفت، وإن طغى الملك توحشت، قد يظن المرء أنه قد طوعها وله انساقت، مع أنها من مكرها قد خبت، حتى تثب إذا ما الفرصة لها قد حانت.. منا من يمشي معها طواعية فقد وافق هواه هواها، ومنها من يمشي معها مكرها فربما لم يجد سواها، وآخرون -وهم كثير- قد أوهموا غيرهم، بأنهم قد هزموا نفوسهم، فإذا ما خلوا كانت أقرب الأقربين لهم.

 

وفى عالمي الخالي من الأسوار، والعازم على كشف الأسرار، سوف نتحدث بلا حرج، عن حديث النفس الحاصل، ما بين الحق والباطل، وتغير المقاييس ما بين الزمان والزمان، وما بين مجتمع وآخر، في الحكم على مجموعة من القيم والمُثل، فإذا ما انتهينا؛ على أنفسنا حكمنا، هل نصحبها حبا، أم نطيعها كرها، أم اختلط الحابل بالنابل؟!

 

ونحن إنما نتحدث هنا عن عالمي الذى أعيش فيه مرغمًا دون اختيار، لعلي أقف على أغوار نفسي، فإما أهزمها في نهاية المشوار، وإما أستسلم وأترك لها الاختيار، ولكن دون خداع أو توارى خلف مزيد من الأسوار.

 

ففى عالمي.. يتوارى كل خلف قناع، وكل يتقن الخداع، فلا يعرف بمجرد النظر، وإنما حين تتعارض وجهات النظر، ويشعر بأن مصالحه في خطر، فيلقى بالقناع ولا يبالى إن ظهر، فإذا أتم ما يريد، عاد لقناعه ليخدع غيره من جديد.

 

والأقنعة كثيرة، ولكن أكثرها خداعا ووهما هو قناع الدين، فهو أكثر الأقنعة تأثيرا، وأكثرها جمالا، وأشدها رهبة، ولننظر إلى النفس كيف تخدع بقناع الدين، وتتزين به لتفسد الكثير. وهذا ما سنعرفه في المقال القادم إن شاء الله.

 

يذكر أن حسن خليل سعد الله، كاتب ومؤلف مصري، يعمل رئيسًا لقسم الصارف الآلي في بنك التعمير والإسكان، وبرغم طبيعة عمله البعيدة عن موهبته، فإنه استطاع أن يوجه اهتمامه إليها بشكل كبير ومثمر، حتى حصل على ليسانس الدراسات العربية والإسلامية، ومن ثم الدراسات العليا والماجستير، في علوم الحديث الشريف من المعهد العالي للدراسات الصوفية.

أخبار الساعة