السبت 18 مايو 2024

حتى لا ننسى.. 19 نوفمبر 1954 انطلاق معركة الاغتيالات داخل الإخوان في يوم المولد النبوي

جماعة الاخوان

تحقيقات14-8-2021 | 20:08

بسنت طارق

كانت معظم مدن الجمهورية مسرحا لعدد هائل من جرائم جماعة الإخوان، التي لا يجب أن تنسى، خاصة أنها موثقة بالفيديوهات والصور، ومنها ما وصل إلى إلقاء أطفال من فوق أسطح المنازل، ولكن جماعة الاخوان لم تكن اعمالها مرتبطة بفترة معينة، حيث إن تاريخ هذه الجماعة مليء بأكثر من جريمة وعملية اغتيال توضح غاية هذه الجماعة الإرهابية.

وفي 19 نوفمبر 1954، اغتيل السيد فايز، وهذه العملية من أشد أمثلة الغدر فى تاريخ الجماعة، ودليل واضح على أن الجماعة عبارة عن شبكة إرهابية، ليس لديها أدنى مانع في استخدام أسلوب الاغتيالات والتصفيات الجسدية لحسم خلافاتها الداخلية .

 تبدأ هذه الواقعة بحالة التوتر الناشئة بين "حسن الهضيبى" المرشد الجماعة بعد اغتيال مؤسسها "حسن البنا"، و"عبد الرحمن السندى" رئيس التنظيم الخاص، ومن اسباب هذه الحاله عدم رضا الهضيبى على علاقة السندى بثورة يوليو 1952 ورجالها من ناحية، وعدم رضا السندى عن وجود الهضيبى على رأس الجماعة من ناحية أخرى.

فى ضوء هذه الملابسات، قرر الهضيبى عزل "عبد الرحمن السندى" من رئاسة النظام الخاص، وكانت نيته هى تعيين المهندس "السيد فايز" بدلا منه وفى كتابه الشهير ذى الأجزاء الـ3 "الإخوان المسلمين أحداث صنعت تاريخ"، يروى "محمود عبد الحليم" عضو الهيئة التأسيسية للإخوان والراوى الأول لتاريخها وسيرتها، قصة اغتيال "السيد فايز"

حيث يقول: إجراء المرشد العام بتنحية رئيس النظام عن رئاسة النظام ليست إلا إجراء عادى كان يجب أن يقابل من أخ بايع على السمع والطاعة بالتسليم والرضا وتوجيه جهوده لميدان آخر من ميادين الدعوة الفسيحة".

ويضيف: «لكن الذى حدث كان عكس هذا تماما، اعتبر هذا الأخ- السندى- هذا الإجراء اعتداء عليه وسلبا لسلطان يرى أنه حق أبدى له، وإذا كان قد ناوأ المرشد العام من قبل فى خفاء، فإنه أصبح الآن فى حل من إعلان الحرب عليه مستحيلا فى سبيل ذلك كل وسيلة تحتاج له.

ويضيف: كان يعلم أن المهندس السيد فايز وهو من كبار المسؤولين فى النظام الخاص من أشد الناقمين على تصرفاته، وأنه وضع نفسه تحت أمرة المرشد العام لتحرير هذا النظام فى القاهرة على الأقل من سلطته، وأنه قطع فى ذلك شوط بعيد باتصاله بأعضاء النظام فى القاهرة وإقناعهم بذلك,

ويتابع: إنه تخلص منه بأسلوب فقد فيه دينه وإنسانيته ورجولته وعقله، انتهز فرصة حلول المولد النبوى الشريف وأرسل إليه فى منزله هدية، علبة مغلقة عن طريق أحد عملائه، ولم يكن الأخ السيد فايز فى ذلك الوقت موجودا بالمنزل، فلما حضر وفتح العلبة انفجرت فيه وقتلته وقتلت معه شقيقًا له وجرحت باقى الأسرة وهدمت جانبا من جدار الحجرة.

ورغم أن الجماعة حاولت وقتها الترويج لأكذوبة أن ثورة يوليو هى المسؤولة عن هذا الحدث فى إطار الحرب غير المعلنة آنذاك بينها وبين الجماعة – قبل 1954 – فإن رواية مؤرخ الجماعة الرسمى فضحت هذا التدليس، حيث قال بوضوح: وقد ثبت ثبوتا قطعيا أن هذه الجريمة الآثمة الغادرة كانت بتدبير من هذا الرئيس – أى عبد الرحمن السندى- وقد قامت مجموعة من كبار المسؤولين فى هذا النظام تتقصى الأمور فى شأن هذه الجريمة، وأخذوا فى تضييق الخناق حول هذا الرئيس حتى صدر منه اعتراف ضمنى.