أحاديث المصارحة والإصلاح تتواصل.. تراهن على وعى المصريين.. ولا تبتغى إلا وجه اللَّه والوطن.. وإصلاح حال البلاد والعباد، ومواجهة أزمات ومشاكل مزمنة من عقود ماضية افتقدت الجرأة والشجاعة، وخشيت من عواقب واهية.. ولم تضع فى اعتبارها الهدف الأسمى وهو مصلحة الوطن والشعب.. لكن «مصرــ السيسي» .. وهى تتحرك بقفزات ووثبات غير مسبوقة لبناء الوطن القوى والقادر .. ودولة ذات شأن، لا تخشى فى ذلك أى عواقب.. لأنها تتحدث بصدق وبنوايا نبيلة، ورؤى ثاقبة.. ولها تجارب مبهرة فى الإصلاح والقرارات الجريئة والشجاعة مع هذا الشعب.. حققت نتائج مثمرة غيرت وجه الحياة فى مصر.. وترسخ الحياة الكريمة للمصريين.. لكننا أمام لحظة فارقة تتطلب منا أن نواجه أنفسنا.. ونصلح أحوالنا.. فما تحقق فى مجال الإسكان يساوى ما تحقق فى 40 عاماً، لكننا أيضاً أمام تحديات صعبة مثل الزيادة السكانية.. وضرورة إعادة وصياغة قضية الدعم حتى نصل إلى الهدف الأسمي، وهو بناء دولة ذات شأن.
رئيس لا يعرف إلا مصلحة الوطن.. وتحقيق جودة الحياة الكريمة لشعبه.. يتخذ القرارات الصعبة ابتغاء وجه اللَّه.. وصالح البلاد والعباد.. يراهن على وعى المصريين.. فيربح دائماً الرهان، لأن الصدق وعبقرية الرؤية، ونُبل الأهداف.. أقصر الطرق إلى عقول وقلوب الناس.
دائماً المصارحة والمكاشفة وأحاديث الصدق التى لا تبتغى سوى وجه اللَّه والوطن والمواطن، تحمل العديد من الرسائل المهمة والنبيلة من أجل إصلاح حال البلاد والعباد.. فما أحوجنا إلى مواجهة حقيقية لمشاكلنا وأزماتنا، حتى نجعل من مصر دولة ذات شأن.
جاءت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالأمس خلال افتتاح مجموعة من المشروعات السكنية العملاقة فى المجتمعات العمرانية والمدن الجديدة.. نابعة من القلب.. ولا تصب إلا فى مصلحة البلاد والعباد.. وتحمل وطنية فريدة وحرصاً على مستقبل مصر وشعبها.. وإدراكاً رئاسياً حقيقياً للأمانة التى حملها الرئيس السيسى أمام اللَّه والوطن.. ولعل شجاعة وصدق الرئيس السيسى مع شعبه هو الطريق الأمثل والصحيح لبناء هذا الوطن على أسس سليمة.
تعودنا من الرئيس السيسى على المصارحة والمكاشفة والصدق لا يُجَمِّل ولا يبيع الوهم للناس.. بل يعمل ليل نهار على تغيير حياتهم للأفضل.. وتوفير الحياة الكريمة لهم.. ومواصلة الجهود لتحسين جودة الحياة المصرية.. ولعل ما قدمته الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسى لهذا الشعب يُجَسِّد الواقع الزاخر بالإنجازات، وأنه لا مجال للشعارات ولكن العمل والبناء وتغيير حياة الناس إلى الأفضل، وحَوَّل الرئيس كل الأمانى والأحلام إلى واقع.
خلال حضورى افتتاح عدد من المشروعات القومية فى مجال الإسكان.. استمعت لحديث الرئيس السيسي.. وسَطَّرْتُ كل ما قاله، وهو بالفعل كلام من ذهب يحمل العديد من الرسائل التى تصلح خارطة طريق وروشتة لإصلاح كل مظاهر الاعوجاج التى ورثناها من العقود الماضية، وغضضنا عنها الطرف، خشية على مصالح شحصية ضيقة لا تراعى مصلحة الوطن أو المواطن.. ولا أقول خشى البعض على مناصبهم.. لكن وللأمانة.. الرئيس السيسى لا يعرف إلا مصلحة مصر وما يحقق مصلحة شعبها.. ولا يبتغى إلا وجه اللَّه والوطن.
الحقيقة.. نحن أمام مجموعة من الرسائل المهمة، أطلقها الرئيس السيسى بالأمس وهى كالتالي: أولاً: إن مصر تحتاج إعادة تنظيم وصياغة لكل أمورها.. وتصور وسياق كامل للدولة المصرية.. وليس فى مجال أو قطاع معين، فعلى سبيل المثال الدولة تنفق 275 مليار جنيه سنوياً على الدعم.. وإذا أخذنا على سبيل المثال رغيف العيش، نجد أنه كان بسعر قرشين للرغيف الواحد وارتفع إلى خمسة قروش للرغيف المدعوم، وكانت تكلفته الحقيقية 18 قرشاً لـ30 مليون مواطن مستفيد.. والآن رغيف العيش المدعوم يباع بـ5 قروش للمواطن.. فى حين أن تكلفته الحقيقية 65 قرشاً لما يزيد على 60 مليون مواطن.. فهل تصلح هذه المعادلة المختلة.. وإذا كنا نريد الإصلاح وبناء وطن قوى وتوفير حياة كريمة شاملة للإنسان المصري.. فكيف نتجاهل إصلاح وإعادة تنظيم ملف الدعم وليس إلغاءه.. والسياق الصحيح يقول إن 275 ملياراً فى 10 سنوات تعنى 3 تريليونات جنيه، فى حين أن مشروع تطوير وتنمية الريف المصرى يتكلف من 700 إلى 800 مليار جنيه، ويستفيد منه ما يقرب من 60 مليون مواطن مصري.. وبالربط بين المحورين نجد أننا بحاجة ماسة إلى إعادة تنظيم وصيغة مختلفة لتصحيح الأمور والمواجهة الحقيقية، ولا ندفن رءوسنا فى الرمال.
الرئيس السيسى منذ أن تولى المسئولية اقتحم كل الملفات الشائكة والتحديات والأزمات الناجحة.. وقاد أكبر عملية إصلاح اقتصادى شامل حققت للوطن والمواطن ثماراً كثيرة وغيرت وجه الحياة فى مصر، وكانت محل إعجاب وتقدير العالم.. ولم يتصد الرئيس لأى ملف شائك أو أزمة ومشكلة إلا وكتب له النجاح الكبير.. ولعل ثقة المصريين فى قيادتهم هى أكبر دليل على ذلك.. وما يشهده الواقع أيضاً من نجاحات وإنجازات يؤكد ذلك.
ثانياً: نحن بحاجة إلى بناء وعى حقيقي، وهو أمر يسهل لنا اقتحام كافة الملفات الشائكة والأزمات المزمنة التى لم تجد لها حلاً خلال العقود الماضية.. فالوعى هو أخطر قضية تواجه المجتمع.. وبالوعى الحقيقى نستطيع أن نواجه المعضلات والتحديات والأزمات الشائكة، فالمواطن عندما يفهم ويستوعب خطورة أى ظاهرة سلبية عليه شخصياً وعلى مستقبل أبنائه، يصبح شريكاً فى الحل. ثالثاً: إن الزيادة السكانية العشوائية المنفلتة مع محدودية موارد الدولة.. هذه الزيادة أو الانفلات والانفجار السكاني.. أدى إلى العديد من الظواهر السلبية والكارثية مثل ظاهرة العشوائيات والمناطق غير الآمنة وغير المخططة، فالدولة لم تفلح فى ظل هذه الزيادة المرعبة فى توفير احتياجات المواطن من وحدات إسكان فى مناطق مخططة وحضارية، فقرر المواطن أن يتصرف.. ومن هنا جاءت مظاهر العشوائيات والقبح، وعدم التنظيم والبناء المشوه والتعدى على الأراضى الزراعية فى ظل عجز موارد الدولة عن توفير حاجة المواطن.
ورغم أن الدولة المصرية أنفقت 425 مليار جنيه فى عهد الرئيس السيسى على إصلاح كوارث العقود الماضية فى مجال البناء العشوائى وغير الآمن وغير المخطط.. وأيضاً كان هناك عجز فى الوحدات السكنية قبل عام 2014 بلغ 2.5 مليون وحدة سكنية، ورغم أن الدولة المصرية فى عهد السيسى قامت ببناء وحدات سكنية فى 7 سنوات، ما أقامته الدولة فى الـ40 سنة الماضية قبل 2014.. وهذا لا يعنى أن نصمت أمام الانفلات والانفجار والزيادة السكانية المرعبة التى تشهدها مصر.. وإذا لم نتوقف فإننا نعيد الكرة مرة أخري، أو كمن يحرث فى الماء، لأنه ربما سيأتى الوقت فى ظل هذه الزيادة العشوائية إلى العودة إلى مربع عجز الدولة أمام الاحتياج غير المحدود للسكان، وبناءً عليه ستظهر مرة أخرى العشوائيات والبناء غير الآمن وغير المخطط.. لأنه فى حالة عجز الدولة سيضطر المواطن إلى التصرف العشوائى الذى رأيناه فى العقود السابقة.
وإذا كان تعداد مصر فى عام 1900 بلغ 9 ملايين نسمة، و19 مليون نسمة عام 1959، ثم 65 مليون نسمة عام 2000 ونصل إلى 102 مليون نسمة فى عام 2020 فمن أين للدولة ومواردها وإمكاناتها وقدراتها أن تواكب هذه الزيادة المنفلتة.. لذلك لابد من إعادة التوازن بين موارد الدولة وقدراتها وتعدادها السكاني.. وسوف تؤثر هذه الزيادة على كافة الخدمات والمجالات المتعلقة بالمواطن مثل الصحة والتعليم والإسكان والطرق والمرافق.. وسوف تفرز مواطناً لا يكون على حجم طموح الدولة وقوتها وقدرتها ومستقبلها، وسوف تتأثر منظومة القيم والأخلاق. أيضاً.. ضبط النمو السكانى ليس رفاهية، فالوحدة السكنية الواحدة البديلة للسكن فى العشوائيات تصل تكلفتها إلى نصف مليون جنيه، غير ثمن الأرض والمرافق.. وهنا لو لا تملك الموارد التى توفر للناس «السكن الكريم» أو بديل العشوائيات.. الناس هتتصرف حسب إمكاناتها.. وسيفرز عدم القدرة مظاهر القبح والعشوائيات والبناء غير الآمن والمخطط.
رابعاً: الرئيس السيسى أشار إلى نقطة مهمة خلال حديثه وهي: الدور المحورى لرجال الفكر والثقافة والإعلام فى كيفية التواصل مع الناس وبناء الوعى الحقيقى لديهم من خلال ربط الأمور بعضها ببعض.. وأسباب الأشياء.. ووضع الحلول الصحيحة والحقيقية.. فهناك فارق كبير بين التنظير.. والتفكير الصحيح فى وضع حلول للتحديات والمسائل والقضايا التى تواجهنا.. والوعى الحقيقى هو أقصر الطرق لحل المشاكل والأزمات والظواهر السلبية بمشاركة الناس وتعاونهم.
خامساً: الرئيس السيسى له رؤية متكاملة لإصلاح كوارث العقود الماضية، وأيضاً النوايا الصادقة، والإرادة الصلبة والشجاعة.. والرهان على وعى المصريين.. فالرئيس أكد أن الدعم لن يُلْغَى على الإطلاق، ولكن يحتاج إعادة ضبط وصياغة وتنظيم.. وأيضاً تحكيم العقل والمنطق، ومراعاة قدرات الدولة وجهودها فى بناء الإنسان المصري، وتخليصه من كل الأزمات والمشاكل والمعاناة التى لحقت به من العقود الماضية، فإذا أردنا بناء وطن قوى ذى شأن، وحياة بلا معاناة، أو أزمات، أو مشاكل.. لابد أن نفهم ونعى ونصلح حتى لا نُحمِّل الدولة فوق طاقتها وقدرتها ومواردها.. وحتى لا تعجز عن تلبية احتياجاتنا.. فهناك فارق كبير بين حياة كريمة تحظى بجودة عالية.. وحياة تسودها المعاناة والألم والعذاب.. حياة ليست آدمية.. يعنى فى النهاية حياة لمجرد أن نقضى منها أياماً.. أعتقد أن الاختيار الأول هو مَا يحتاجه كل إنسان طبيعي.
سادساً: المسئولية فى عهد الرئيس السيسى ليست رفاهية.. فالرئيس قال إن الحكومة بتتعذب معايا، ليس بمعنى أن العذاب هدف، ولكن ظروف مصر وتحدياتها تتطلب من كل مسئول العمل والجهد المتواصل حتى نحول بلادنا من «لا دولة» ليس لها مستقبل إلى «دولة» ذات شأن كبير.. لذلك فإن أحاديث الرئيس تتسم بأنها مترابطة ومنطقية، وتخاطب ضمير كل مواطن مصري.. وأيضاً تتطلب الوعى بالأمور بداية من المواطن البسيط وحتى المسئول الكبير، لابد أن ندرك تحدياتنا بشكل صحيح حتى نحقق أهدافنا.
سابعاً: يبقى الهدف الرئيسى والأولوية الأولى للرئيس السيسى هو بناء الإنسان المصرى ليس فى مجال واحد ولكن فى كل المجالات وتوفير كل الاحتياجات وصولاً إلى الحياة الكريمة التى ينشدها المصريون وهذه الحياة الكريمة ذات الجودة العالمية لن تتأتى بالكلام أو الشعارات ولكن بالعمل والعطاء والتضحية والوعى والفهم والحسابات الصحيحة والدقيقة لكل صغيرة وكبيرة فى حياتنا.. فلا يعقل أن نرتكن للعشوائية والارتجالية.. ولكن علينا أن نتبع التخطيط والتنظيم والتصحيح والإصلاح حتى نبلغ أهدافنا.. فإذا كانت الدولة ساهرة وتسعى وتبذل جل جهودها من أجل توفير السكن الكريم للمواطن ورد الاعتبار له وتسابق الزمن من أجل ذلك ويكفى أن يعلم المواطن أن دولة مصر ـ السيسى قامت ببناء وحدات سكنية فى ٧ سنوات يوازى ويساوى ما بنته مصر فى ٠٤ عاماً.. ولكن «مصر ـ السيسي».. لا تبنى مجرد وحدة سكنية ولكن مناطق سكنية حضارية تتمتع بجودة حياة عالية وقريبة من العمل والمناطق الحضارية ومرتبطة بشبكة الطرق ووسائل النقل الجماعية الحديثة مثل مترو الأنفاق و«المونوريل» والقطار الكهربائى ومواقع توفر كافة الخدمات والبنية الأساسية وتوفر بيئة صحية.
ويكفى أن يعلم المواطن المصرى أن الزيادة السكانية بمعدل من ٢ إلى ٥.٢ مليون نسمة سنوياً تتطلب توفير من ٠٠٥ إلى ٠٠٦ ألف وحدة سكنية.. وورثت مصر قبل عام ٤١٠٢ عجزاً وصل إلى ٥.٢ مليون وحدة سكنية.. وإنها سابقت الزمن.. وأقامت ٠١ أضعاف ما كانت تبنيه الدولة فى العقود الماضية من وحدات سكنية سنوياً.. لذلك فنحن أمام ملحمة.. ودولة تستشعر مشاكل وأزمات شعبها وتتصدى برؤية وشجاعة لحلها.
ثامناً: ما حققته مصر هو معجزة تمت بفضل الله.. وأيضاً بعزيمة وإرادة المصريين فقد كادت قوى الشر تصل بمصر إلى الخراب.. وسخرت أدوات لتدمير البلاد.. وأن هذا الفكر كان سيؤدى إلى تدمير مصر.. لكن هذا الشعب وقف بشكل بطولى حتى لا يضيع هذا الوطن وقدمت الأسر المصرية الشهيد تلو الآخر الزوج والابن والشقيق.. وأن مسيرة الإصلاح والتغيير والتصحيح لم يسدد فاتورتها سوى المصريين. تاسعاً: حتى تفهم ما تقدمه وتنجزه «مصر ـ السيسى» لابد أن نسأل أنفسنا «إحنا كنا فين وبقينا فين».. كيف كنا.. وماذا أصبحنا.. تلك هى القضية الحتمية حتى يفهم الناس ويستوعبوا حجم ما أنجزته الدولة المصرية فى زمن قياسى ٧ سنوات.. فعندما أقول إن ما أنجزته «مصر ـ السيسي» فى مجال الإسكان يساوى ما أنجزته الدولة المصرية خلال ٤ عقود «٤٠ سنة».. فهذه هى المعجزة.. وعلى كل مواطن أن يسأل نفسه: «كيف كان حال مصر.. وماذا أصبح» وهل تغير وجه الحياة فيها أم لا؟!.. وهل يجد صعوبة فى الحصول على أى خدمة أو سلعة.. وكيف تنظر إليه الدولة؟!.. وهل أداء مصرــ السيسى مثل أداء دولة العقود الماضية.. وماذا عن أهالينا الذين كانوا يسكنون العشوائيات.. وأين مرضى فيروس سي.. وماذا عن شبكة الطرق والبنية الأساسية والتحتية.. وماذا عن الأمن والأمان والاستقرار.. وماذا عن اقتصاد مصر ومستقبلها الواعد.. وكيف ينظر إلينا العالم الآن.. وكيف تتعامل مصر فى المنطقة والعالم.. وكيف تحافظ الدولة على أمنها القومى وثرواتها وحقوقها؟!.. وماذا عن قوتها وقدرتها الشاملة.. وماذا عن قوتها الرادعة.. وماذا عن الاستقرار؟!.. كل ذلك يحتاج منا نظرة موضوعية، لا تبحث فقط عن النفس والمصالح الشخصية الضيقة، ولكن بشكل أوسع، وبأفق أرحب عن حالة الوطن وقوته ومدى قدرته على تحقيق الأحلام والتطلعات للحاضر والمستقبل.
تحيا مصر