تقع على بعد ما يقرب من 140 كيلومتراً، جنوبي مدينة الغردقة "جنوب شرقي القاهرة" ، و تطل على البحر الأحمر بمدافع حديدية قديمة وجدران عتيقة، شهدت على حقبة تاريخية مهمة من العصر العثماني في مصر، بقلب المدينة التي تحمل اسمها ، نتحدث اليوم في جولتنا التاريخية عن قلعة القُصير الأثرية .
يرجع تاريخ تشييد هذه القلعة إلى العصر العثماني ، وقد بنيت قبل عام 998 هـ/1589 م حيث ورد أول ذكر لها في خطاب مؤرخ بهذه السنة عثر عليه في قصر إبريم ببلاد النوبة .
وشيدت قلعة القُصير لحماية الحدود الشرقية من جهة البحر الأحمر من أي اعتداء خارجي، وتخطيط القلعة مربع تقريبًا ، وهي مدعمة بأربعة أبراج ركنية نصف مستديرة ، والحوائط مبنية من الخارج بالحجر الجيري ، ويبدو أنه كان لهذه القلعة خندق من الخارج ، أما الحوائط فهي مبنية من الدبش وبها فتحات صغيرة تستخدم كمزاغل لرمي السهام ويعلوها كورنيش أضيف فوقه حائط أحدث من الطوب اللبن .
ومدخل القلعة عبارة عن باب خشبي ذي مصراعين يعلوه عقد نصف دائري، يلي ذلك ممر مغطى بقبو متقاطع يؤدي إلى ردهة مكشوفة تضم المدخل القديم للقلعة ، ويعلوه عقد من صنجات حجرية معشقة .
وعلى جانبي ممر القلعة نجد ثلاث مداخل في الحائط اثنتين في الجانب الغربي وثالثة في الجانب الآخر، وأسفل هذه المداخل توجد مصاطب ، وفي نهاية الجانب الشرقي للممر يوجد باب يؤدي إلى حجرات مبنية من الآجر استخدمت لسكنى الجند ، أما الفناء المكشوف فيتوسطه برج كبير للمراقبة يوجد بالقرب منه صهريج للمياه .
يذكر مدينة القُصير أن يعود تاريخها إلي القرن الخامس عشر قبل الميلاد في عهد الملكة الفرعونية حتشبسوت التي استغلت هذه المدينة الساحلية التي كانت آنذاك تسمي "ثاجلو" كقاعدة لانطلاق رحلاتها البحرية الشهيرة إلي بلاد "بونت" الغنية . وكانت لهذه البلاد التي يعتقد أنها كانت تقع مكان إثيوبيا أو الصومال الآن أهمية روحانية عظيمة وكانت شريكاً تجارياً مهماً مع مصر القديمة .
