الخوف يكسو ملامح نساء الافغان خوفا من بسط سيطرة حركة طالبان على البلاد ونظرا لسلوكيات حركة طالبان تجاه النساء والمجتمعات فى الماضي وبالرغم من إعلان المتحدث بأسم الحركة أن الحركة ستحترم المرأة وستسمح لها بالعمل والتعليم بشرط أن ترتدى الحجاب ولكن ممارسات الحركة الفعلية بالماضى تثير الشكوك .
فرت قرابة 100ألف امرأة أفغانية من الأماكن التى تسيطر عليها حركة طالبان إلى العاصمة كابول، أملا منهن إن العاصمة ستكون بمثابة مكان آمن لهن أكثر المناطق الأخرى.
تعرضن نساء أفغانستان لممارسات غير إنسانية من حركة طالبان في النصف الثاني من التسعينات بالتحديد من 1996 إلي 2001 عندما كانت الحركة تحكم العاصمة كابول ومعظم المناطق.
فقد حرمت الحركة النساء من التعليم التعليم والعمل، بالإضافة إلى إجبارهن على الزواج المبكر وإلغاء كامل لكيان المرأة الأفغانية فكانت تحت وصاية الأبناء والازواج دون أدنى إرادة منها وكانت مجبرة على إرتداء عبايات واسعة فضفاضة وممنوعة من إرتداء أى زى آخر وكن يتعرضن للتعنيف الشديد فى حالة مخالفتهن لتعليمات الحركة.
بالرغم من إن دستور أفغانستان للعام 1964 كان يقر بمبدأ المساواة الرجال والنساء في أفغانستان لكن حركة طالبان كانت تحرمها من ابسط حقوقها ، وكان الدستور يمنح المرأة الأفغانية حقوقاً مساوية تقريباً لحقوق الرجال. ويتضح ذلك من خلال الأفلام الوثائقية والإحصائيات الصادرة عن الحكومة الأفغانية على أهمية وتطور دور المرأة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية خلال الفترة السابقة ، ومن الجدير بالذكر أن نسبة الأمية بين النساء فى هذه الفترة قلت إلى النصف وذلك بعد تحرير أفغانستان من حركة طالبان، استعاد دستور 2004 روح دستور عام 1964، في مبدأ مساواة المرأة بالرجل وحقوقهن في التعليم والعمل.
وتؤكّد اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق النساء، والعديد التنظيمات المدنية المهتمة بحقوق النساء ، أنها تخشى من قوانيين حركة طالبان المتطرفة وممارستها الغير آدمية ضد النساء في حال إحكام سيطرتها على العاصمة كابول و مختلف مناطق البلاد.
وتطورت أحوال النساء الأفغانيات خلال السنوات الماضية، فقد انخفضت نسبة جرائم الشرف والعنف ضدهن إلى قرابة 250 حادثة في العام الواحد، بعدما كانت تزيد عن خمسة آلاف حالة في العام الواحد، كذلك صارت نسبة النساء في سوق العمل الأفغانية تتراوح بين 15-20 بالمائة، والمثير للاستغراب إن نسبتهن في القطاع الخاص كانت تتجاوز نسبتهن في القطاع العام.
مع سيطرت حركة طالبان على أجزاء واسعة من مناطق أفغانستان، وثقت اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان مئات الحالات التي تعرضت فيه النساء لتعنيف ومعاقبة وإعادتهم بالقوة إلى بيوت أزواجهن، بما في ذلك أثني عشر حالة على الأقل لتزويج القاصرات، وطبعاً إغلاف المئات من المراكز التعليمية والإنتاجية التي كانت تنشط بها النساء.