يعد شارع السيوفية من أهم الشوارع الأثرية في مصر الإسلامية، وهو متفرع من شارع المعز لدين الله الفاطمي، وهو جزء من الشارع الأعظم، ويبدأ شارع السيوفية من تقاطع شارع محمد علي وينتهي عند تقاطعه مع شارع الصليبة.
سُمِّي شارع السيوفية بهذا الاسم لأنه يرجع لورش السيوف التي كانت منتشرة بكثرة خلال العصر المملوكي.
كان شارع السيوفية في الماضي من التاريخ القديم في بدايته جزء من مدينة القطائع التي كانت متواجدة في العصر الطولوني، وشهد ازدهارًا عمرانيًّا ملموسًا في العصر الفاطمي، واستمر في الازدهار حتى العصر الأيوبي، وكانت هذه المنطقة عبارة عن مجموعة بساتين تحيط ببركة الفيل.
ونالت هذه المنطقة أثرًا كبيرًا من امتداد هذا الازدهار العمراني نظرًا لتشييد قلعة صلاح الدين الأيوبي والتي ساهمت في عمرانه، وفي العصر المملوكي أصبح هذا الشارع سكنًا لأفراد الطبقة الحاكمة وصفوة المماليك، واستمر هكذا الوضع في العصر العثماني وأسرة محمد علي.
يضم شارع السيوفية مجموعة عظيمة من الآثار الإسلامية بكل أنواعها المختلفة من قصور ومساجد وتكايا وقباب وأضرحة وأسبلة، وترجع هذه الآثار إلى عصور مختلفة.
ومن أشهر معالمه: قصر الأمير طاز الشهير والذي أنشئ عام 1352م، وهو حاليًّا "مركز الإبداع الفني"، وتعد تكية الدروايش أيضًا من أهم المعالم التاريخية في هذا الشارع، والتي أنشأها الدراويش في القرن الـ17 ميلاديًّا، على بقايا أثر قصر ومدرسة سنقر السعدي والتي تعود إلى العصر المملوكي، وتتكون التكية من 4 أقسام وهم: منطقة الحجرات السكنية للطلبة وتحيط بها حديقة يتوسطها نافورة، ثم منطقة الإنشاد الديني والموسيقى والرقص الدوراني المولوي وهي "السماع خانة" ثم منطقة الخدمات والاستقبال والمدخل الرئيسي.
ويتميز شارع السيوفية لأنه يقع في منطقة أثرية تاريخية عظيمة أضافت إليه قيمته التي هي عليها الآن، فهذه المنطقة تستقي أصالتها وأهميتها من أصالة قصبة القاهرة، فيعد شارع السيوفية من أغرب الشوارع في القاهرة وأكثرها عراقة وأهمية، وكان هذا الشارع من أهم شوارع تصنيع السيوف في الماضي.