الأربعاء 3 يوليو 2024

استياء غربي من واشنطن بعد سيطرة طالبان على أفغانستان

طالبان

عرب وعالم16-8-2021 | 19:11

دار الهلال

تتوالى الانتقادات الشديدة للولايات المتحدة وبينها مواقف من الجانب الغربي بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان ما يكرس فشل عشرين عاما من الالتزام العسكري للحلف الأطلسي في هذا البلد.

من وزير الدفاع البريطاني وصولا الى المستشارة الألمانية وخليفتها المحتمل، لم يخف الحلفاء الأوروبيون لواشنطن امتعاضهم وسط مشاهد الذعر في مطار كابول لالاف الأفغان وهم يحاولون يائسين الفرار من بلادهم.

بعد عقدين من الوجود العسكري الغربي، باتت أفغانستان في أيدي طالبان التي تقوم بدوريات في شوارع كابول ودخلت القصر الرئاسي.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن عودة طالبان الى السلطة التي طردها منها الأميركيون في 2001 بعد اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر هي "فشل للمجتمع الدولي الذي لم يفهم أن الأمور لا تُحلّ في ليلة وضحاها".

وهو حدث نادر في العلاقات المميزة بين لندن وواشنطن، بحيث انتقدت حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون علنا منذ عدة أيام القرار الأميركي بالانسحاب والذي أدى الى رحيل قوات حلف الاطلسي وبينها جنود من ألمانيا وبريطانيا.

في ألمانيا، الحليف التقليدي الآخر للولايات المتحدة، كان الاستياء واضحا فيما تنشط السفارات لاجلاء رعاياها والموظفين الأفغان الذين عملوا لديها.

واعتبر وزير الخارجية الالماني الاثنين أن المجتمع الدولي "اساء تقدير" الوضع في أفغانستان. وأوضح هايكو ماس "لا شيء اضافيا لنقوله. نحن جميعا، الحكومة، أجهزة الاستخبارات، المجتمع الدولي، اسأنا تقدير" الوضع في افغانستان.

وقد اعتبر رئيس حزب "الاتحاد الديموقراطي المسيحي" الذي تتزعّمه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الإثنين أن انسحاب القوات الغربية من أفغانستان هو "أكبر إخفاق" للحلف الأطلسي منذ تأسيسه.

وقال رئيس الحزب أرمين لاشيت إن استيلاء حركة طالبان على السلطة بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي يبيّن بوضوح أن "تدخّل المجتمع الدولي لم يتكلّل بالنجاح". وتابع "إنه أكبر إخفاق لحلف شمال الأطلسي منذ تأسيسه، ونحن أمام تحوّل تاريخي".

وعبرت المستشارة الألمانية الاثنين عن استيائها للوضع في افغانستان متحدثة عن "أسباب سياسية داخلية" وراء قرار الانسحاب الأميركي.

وقالت المستشارة أمام مسؤولين في حزبها، وفق ما أفاد مشاركون في الاجتماع وكالة فرانس برس، إن التطوّرات الأخيرة في أفغانستان هي "أحداث مريرة" بالنسبة لكل الأشخاص "الذين حاولوا العمل من أجل التقدم والحرية" في هذا البلد و"خصوصاً النساء".

 

أمام هذه الانتقادات غير المسبوقة منذ الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، سيتحدث الرئيس جو بايدن عند الساعة 19,45 ت غ حول الوضع في أفغانستان.

وكان بايدن أكد في آخر خطاب علني له في 10 آب/اغسطس أنه "غير نادم" على قرار سحب كل الجنود الأميركيين من أفغانستان بحلول 31 آب/اغسطس.

المرارة في ألمانيا أكبر وخصوصا أنها كانت ثاني دولة مساهمة في القوات الأجنبية في افغانستان في السنوات العشرين الماضية، خلف الولايات المتحدة مع حوالى 150 ألف عنصر.

وتحدث وزير الخارجية الأسبق يوشكا فيشر الاثنين عن "خطأ".

وقال فيشر الذي كان يشغل منصب وزير خارجية ألمانيا في بدء تدخل حلف الأطلسي في أفغانستان عام 2001، "لم أتوقع مثل هذا القرار بالانسحاب سريعاً". وأضاف "نرى تداعياته اليوم".

وتريد ألمانيا نشر جنود في أفغانستان لاجلاء آخر الرعايا الأفغان المهددين بحسب مصادر برلمانية.

من جهتها استأنفت روسيا اتصالات مع طالبان. ويلتقي سفيرها في كابول الثلاثاء ممثلين عن طالبان بحسب مبعوث الكرملين الى أفغانستان زامير كابولوف.

وعلى عكس الدول الغربية التي سارعت لإجلاء دبلوماسييها من البلاد في خضم بسط حركة طالبان سيطرتها في نهاية الأسبوع، أعلنت روسيا أنها ستبقي سفارتها في كابول مفتوحة.

وتسعى روسيا التي كانت مستعدة لوصول طالبان الى السلطة، الى تجنب زعزعة استقرار منطقة نفوذها في آسيا الوسطى.

وكانت موسكو أكدت وسخرت في الأيام الماضية من فشل منافسها الأميركي بعد عشرين عاما من الحرب في أفغانستان.

الاكثر قراءة