الخميس 16 مايو 2024

من تليسكوب إلى صناعة الأقمار الصناعية.. استكشف رحلة مصر لغزو الفضاء الخارجى

القمر الصناعي طيبه 1 - أرشيفية

تحقيقات16-8-2021 | 22:19

محمود بطيخ

من المقرر أن يتم إطلاق أول قمر صناعي ضمن البرنامج التدريبي لتصنيع "قمر الجامعات" بوكالة الفضاء المصرية، وحسبما أوضح الدكتور محمد القوصي الرئيس التنفيذي للوكالة، فإن القمر من خلال التصميم والاختبارات والمكونات مصرية 100%.

ولا عجب أن تصل مصر إلى تلك المرحلة المتطورة من تصميم وصناعة الأقمار الصناعية، فلها تاريخ مع الأقمار الصناعية التي أطلقتها في الفضاء، بدأت في العام 1998، ولم يكن الأمر بتكل السهولة فقد كان لها الكثير من المحاولات في علوم الفضاء الأساسية وتكنولوجيا الاستشعار عن بعد.

«منظار 30 بوصة» لمتابعة الأقمار الصناعية
بدأت مصر رصد الفضاء ومتابعته في عام 1905، عن طريق استخدام «منظار 30 بوصة»، بدأ العمل عليه في مرصد حلوان، إلا أنه في ستينيات القرن الماضي، وبدأت دخول حقبة التطور، فكانت متابعة الأقمار الصناعية من خلال التليسكوب، والكاميرا الفوتوغرافية، وأشعة الليزر عالية الدقة بالتعاون مع دولة تشيك، كذا في مرصد حلوان، ذلك يجعلها أول دولة في إفريقيا والشرق الأوسط تدخل في علوم الفضاء الأساسية.

وبدأت مساعيها لتطء قدمها الفضاء الخارجي، في سبعينيات القرن الماضي، الأمر الذي ظلت تعمل عليه إلى أن وصلت إلى بداية الإنطلاق التي كانت في 1998، ومنها كانت مصر من أوئل الدول الأفريقية والشرق الأوسط، في استخدام أجهزة الأستشعار عن بعد لخدمة المشروعات القومية.

وتلى تلك المشروعات إنشاء مركز الاستشعار في 1972، في أكاديمية البحث العلمي، والذي أعيد تسميته ليصبح الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء.

إطلاق «نايل سات 101» أول قمر صناعي
بعد المحاولات العديدة لمصر للدخول في علوم الفضاء، أطلقت مصر أول قمر صناعي لها في 28 أبريل من عام 1998، بعد عدد من التعاونات مع الكثير من الدول، مثل كازاخستان، وروسيا وأوكرانيا، بغرض تدريب مصريين في مجال الفضاء، وكانت الثمار إطلاق أول قمر صناعي يحمل إسم «النايل سات 101».

«نايل سات 102»
بعد أن نجحت أول عمليات الإطلاق في 1998، بدأت مصر التجهيز لثاني قمر صناعي تطلقه في الفضاء، وهو «نايل سات 102»، الذي أطلقته مصر في 17 أغسطس عام 2000، وتم تشغيل القمر الصناعي من خلال شركة فرنسية بريطانية، في 12 سبتمبر من نفس العام، بشكل رسمي.

«نايل سات 103»
تم تخصيص قمر «نايل سات 103»، لأغراض الإتصالات، وتم إطلاق القمر الصناعي في عام 2004.

«إيجيبت سات-1» للاستشعار عن بعد
بالتعاون مع أوكرانيا أطلقت مصر، من قاعدة إطلاق كازاخستان أول قمر الصناعي مخصص للاستشعار عن بعد «إيجيبت سات- 1»، في 17 أبريل 2007.

«إيجيبت سات- 2»
أطلق إيجيبت سات 2 في عام 2014، بالتعاون مع الصين، إلا أنه فقد الاتصال به من قبل مصر في فبراير 2015.

برنامج الأقمار الصناعية التجريبية
بدأت مصر برنامجًا خاصًا بالأقمار الصناعية التجريبية والتي تخدم البحث العلمي، وتدريب الطلاب، وكانت البداية في 2017، ومن المقرر أن تنتهي تلك التجربة في 2022.

"إيجيبت سات A" لأغراض التنمية
في 21 فبراير 2019، أطلقت مصر قمرها الصناعي «إيجيبت سات A»، من أجل خدمة الأغراض التنموية، وكان يمثل ذلك القمر البديل للقمر الصناعي.

«كيوب سات»
أطلقت مصر قمرًا صناعيًا في 20 نوفمبر 2019، باسم «كيوب سات»، إلى مداره من خلال قاعدة إطلاق باليابان، وكان الغرض من ذلك القمر الاستعانة به في مجالات الزراعة والجيولوجيا والمجالات المرتبطة بالتنمية.

إلا أن ذلك القمر يعد من نوعية الأقمار صغيرة الحجم، وهو يتخذ شكل مكعب، ويبلغ وزنه كيلوجرام واحد، ويستقر في ارتفاع 400 كيلو متر فقط، ومزود بكاميرا صغيرة تمكن من تصوير الأرض وإرسال الصور والبيانات إلى محطات الاستقبال في القاهرة.

القمر الصناعي «طيبة 1»

أطلقت وكالة الفضاء المصرية في 26 نوفمبر 2019 أول قمر صناعي متخصص في الاتصالات «طيبة1»، من قاعدة الإطلاق الفرنسية في إقليم جويانا، إلى المدار المخصص له، وتأجّلت عملية الإطلاق الخاصة بالقمر الصناعي لأسباب فنية، ولكن تم إطلاقه من بعد ذلك، وأعلنت الحكومة عن نجاح عملية الإطلاق.

ويمثل "طيبة 1"، نقلة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمصر، والدول العربية ودول حوض النيل، وأفريقيا.


ضمن البرنامج التدريبي.. إطلاق «كيوب سات»
من المقرر أن تطلق أول قمر صناعى من نوع «كيوب سات» ضمن البرنامج التدريبى لتصنيع قمر الجامعات بالوكالة، خلال النصف الثانى من العام المقبل 2022، بالتعاقد مع اليابان لإطلاقه.

جدير بالذكر أن مكونات وتصميمات واختبارات ذلك القمر الصناعي مصرية 100%، وتم الانتهاء من تصميم القمر الصناعي، والخطوة الحالية فهي تنفيذ الاختبارات البيئية للقمر للتأكد من جاهزيته في الفضاء حسبما أوضح الدكتور محمد القوصى الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية.


وشارك طلاب الجامعات المصرية بإشراف خبراء من الوكالة، وهو قمر صغير الحجم، يصل حجمه إلى 10 سم× 10 سم، ويبلغ وزنه نحو 1.3 كيلو جرام، ومخصص للاستشعار عن بعد، وتم تزويده بكاميرا تصوير لالتقاط بعض الصور لكوكب الأرض، وسيتم إطلاقه إلى محطة الفضاء الدولية على مدار 450 كيلو، وعمره الافتراضي من 4 أشهر وحتى العام.