السبت 23 نوفمبر 2024

عرب وعالم

محلل سياسي أمريكي: من المحتمل أن يكون ما حدث بأفغانستان صفقة سرية (حوار)

  • 17-8-2021 | 02:18

الدكتور عاطف عبدالجواد

طباعة
  • محمود أبو بكر-سها البغدادي

أنفقت واشنطن تريليون دولار على أفغانستان على مدى عشرين عاما بما في ذلك بناء جيش قوامه يزيد عن 300 ألف جندي وقوات جوية وعتاد حديث وفقدت الولايات المتحدة أكثر من ألفين من جنودها في أفغانستان ورغم كل هذا فشلت أمريكا والجيش الأفغاني في التصدي لحركة طالبان مما يدفعنا لتساؤلات حول هذا الفشل.

وفي ظل علامات الاستفهام المحيطة بإمكانية حدوث صفقة سرية بين واشنطن والحركة للسيطرة على مقاليد البلاد أم هناك فشل استخباراتي أمريكي في تقييم الأوضاع، أجرت "دار الهلال" حوار مهماً مع الخبير والمحلل الدولي الدكتور عاطف عبدالجواد المحاضر الدولي في جامعة جورج واشنطن

هل من الممكن أن تحدثنا عن تطورات الأحداث بأفغانستان؟

فلنبدأ بمقارنة بسيطة عندما توغلت داعش في الموصل في العراق ترك الجنود العراقيون هناك سلاحهم ولاذوا بالفرار ليس فقط لأنهم يرتدون الزي العسكري للحصول فقط على مرتبات مالية بل أيضاً لأن الموصل أغلبيتها من السنة وداعش وهم على تطرف، وفي بلاد منقسمة عرقيا وطائفيا وسياسيا.

فلننتقل الآن إلى أفغانستان نعم فشلت الولايات المتحدة هناك على عدة مستويات.. فقبل أيام من زحف طالبان على العاصمة كابول قال الرئيس بايدن إن هيمنة طالبان على أفغانستان أمر غير مرجح بالإضافة إلى فشل استخباراتي وفشل في قراءة المجتمع الأفغاني ائتلافيا ودينيا وطائفياً

هل ترجح أن يكون ما حدث هو صفقة سرية بين حركة طالبان وواشنطن؟

إما أن هناك هذا الفشل الذي ذكرته أو تكون واشنطن قد دخلت في اتفاق سري مع طالبان لا نعلم عنه شيئا.

واحتمال وجود هذا الاتفاق السري قائم منذ عهد الرئيس السابق ترمب الذي قال إن طالبان سوف تحارب الإرهاب مع الأمريكيين.

واتفق مع طالبان في الدوحة على سحب القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول شهر مايو ثم مدد الرئيس بايدن هذا التاريخ إلى نهاية أغسطس.

وكيف فشلت واشنطن في السيطرة علي أفغانستان بعد كل هذا الإنفاق؟

نعم لقد أنفقت واشنطن تريليون دولار على أفغانستان على مدى عشرين عاما بما في ذلك بناء جيش قوامه يزيد عن 300 ألف جندي وقوات جوية وعتاد حديث وفقدت الولايات المتحدة أكثر من ألفين من جنودها في أفغانستان، لكن واشنطن فشلت في فهم جوهر العقل الأفغاني فهذا الجيش الأفغاني ترك السلاح ولاذ بالفرار أمام الزحف الطالباني لأنه يرتدي الزي العسكري للحصول فقط على راتب مالي مجزي، بينما هو ما زال يحمل عقلية طالبانية جوهرها السعي إلى دخول الجنة ثم أن طالبان عرقيا تمثل الأغلبية الباشتون في أفغانستان والتي ينتمي إليها عدد كبير من جنود الجيش الأفغاني.

ورغم تطرف طالبان كجماعة إسلامية فهي ما زالت جماعة من السنة ومن الباشتون فالمثل العراقي واضح الآن.

كيف تقيم الفشل الأمريكي وهل هناك نموذجا طبقته واشنطن لم يطبق بأفغانستان؟

الفشل الأمريكي يمتد إلى مستوى آخر ففي العراق قررت واشنطن عدم سحب قواتها وهناك ( ٢٥٠٠ جندي) وتحويل المهمة الأمريكية في العراق إلى مهمة استشارية وتدريبية فقط وإنهاء مهمتها القتالية بحلول نهاية العام.

وكان ممكنا تطبيق هذا النموذج على القوات الأمريكية في أفغانستان (عددها ٢٥٠٠ جندي أيضا) حتى يتم سحبها تدريجيا وبصورة أكثر تنظيمًا وتمهلا.

وأخفقت الولايات المتحدة أيضا في التمهل حتى تضمن التزاما باتفاق كان يجري التفاوض عليه في الدوحة بين حكومة كابول وطالبان.

هل تعجلت أمريكا بسحب قواتها من أفغانستان؟

لقد تعجلت واشنطن بالفعل في سحب ٢٥٠٠ جندي من أفغانستان ونراها الآن ترسل ٦٠٠٠ جندي إلى كابول لتسهيل مغادرة الدبلوماسيين الأمريكيين البلاد.

هذا التناقض يدل على إخفاق في التنفيذ وفي التخطيط وأخيرا هناك الفشل المحتمل في التنبؤ بأن طالبان سوف تضمن خلو أفغانستان من القاعدة وداعش وجماعات أخرى.

لقد دخلت الولايات المتحدة أفغانستان في أكتوبر ٢٠٠١ للقضاء على وجود القاعدة في البلاد فمن يصدق طالبان اليوم وهي تتعهد بضمان خلو أفغانستان من جماعات تسعى هي أيضا لدخول الجنة وفقا لأيدولوجية مشابهة لأيديولوجية طالبان.

ما هو السبب الحقيقي وراء نجاح طالبان في السيطرة على أفغانستان؟

إن السبب الجوهري وراء نجاح طالبان في الهيمنة على أفغانستان وهو السبب الذي فشلت واشنطن في فهمه هو أن طالبان تسعى إلى الموت في سبيل دخول الجنة.

أما قوات الجيش الأفغاني فيرتدون الزي العسكري فقط للحصول على راتب مالي مجز بينما هم ما زالوا يحملون عقلية طالبانية من ناحية دينية وعرقية.

الاكثر قراءة