الخميس 21 نوفمبر 2024

تحقيقات

فهمنا للتعليم خاطئ وسخيف.. عميد الأدب العربى يصف حال التعليم فى مصر

  • 17-8-2021 | 22:41

طه حسين

طباعة
  • محمود بطيخ

منذ قديم الأزل والتعليم في مصر يسير على نفس الدرب، مهما اختلفت طريقة التعليم وتطورت المنظومة، إلا أن العقلية تظل كما هي، فقد ترسّخ لدى الأسرة المصرية أن الامتحان هو المقياس الحقيقي للابن أو الابنة، وذلك لأنه المحدد الرئيسي لمستقبل الطب، فدرجة تفرق الطالب عن الطب البشري، والصيدلة، وكذا طلاب الرياضيات درجة فارقة عن أي تخصص، مما ينهك الطالب في المذاكرة من أجل تحقيق حلمه، ومن ثم درجة تفرق بينه وبين كليته التي يرغب في دخولها.

ولعل أفضل من وصف تلك الحالة التي ترسخت في الأسر المصرية، هو الأديب الراحل، عميد الأدب العربي طه حسين، في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر"، حيث طرح الفكرة، ووصف أن الامتحان في الأساس وسيلة وليس غاية، مشيرًا إلى أن الأسرة حين ترسل ابنها إلى المدرسة يكون الأساس عندها الامتحان لمعرقة إذا ما كان الطفل تعلم أم لا.

وكانت كلمات طه حسين:
"الأصل في الامتحان أنه وسيلة لا غاية ، وأنه مقياس تعتمد عليه الدولة لتجيز للشاب أن ينتقل من طور إلى طور من أطور التعليم، وهو مستعد لهذا الانتقال استعدادًا صحيحا أو مقاربًا. هذا هو الأصل . ولكن أخلاقنا التعليمية جرت على ما يناقض هذا أشد لمناقضة، ففهمنا الامتحان على أنه غاية لا وسيلة ، وأجرينا أمور التعليم كلها عل هذا الفهم الخاطئ السخيف، وأذعنا ذلك في نفوس الصبية والشباب، وفي نفوس الأسر، حتى أصبح ذلك جزءًا من عقليتنا، واصلا من أصول تصورنا للأشياء وحكمًا عليها.


فالأسرة حين ترسل ابنها إلى المدرسة تفكر في تعليمه من غير شك، ولكها لا تفهم هذا التعليم إلا مقرونا بالامتحان الذى يدل على انتفاع الصبى به ونجاحه فيه. وهي من أجل ذلك تعيش معلقة باخر العام، وبهذه الورقة التي ستأتيها من المدرسة أو من الوزرة لتنبأها بأن الصبى أو الفتى قد جاز الامتحان فنجح أو أخفق فيه".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة