الجمعة 17 مايو 2024

شريف حتاتة.. رائد أدب الرحلات  التسعيني الذي رحل شابًا

22-5-2017 | 15:56

 

كتبت: زينب عيسى

 

رحل صباح اليوم الروائي الكبير شريف حتاتة، رائد أدب الرحلات وأحد القامات الفكرية الثقافية المتميزة على مدار أكثر من ستين عاما، أثرى بها المكتبة الروائية بالعديد من المؤلفات في مختلف صنوف الكتابة والفكر بدءا من الكتابات السياسية وحتى أدب الرحلات والسيرة الذاتية واليوميات. منها النوافذ المفتوحة "سيرة ذاتية"، طريق الملح والحب "يوميات"، رحلة إلى آسيا "أدب رحلات"، يوميات روائي رحال، تجربتي في الإبداع "دراسات أدبية"، فكر جديد في اليسار "كتابات سياسة"، العولمة والإسلام السياسي.

 

لكن "حتاتة" الذي يعمل طبيبا بالأصل ورحل عن عالما عن عمر تخطى التسعين عاما (94 عاما) وفق الكثيرين كان صاحب روح شابة وثابة تجلت في أنه جمع بين أكثر من صنف للكتابة ففاز بالحسنيين.

 

وكان مغامرا رحالة في كل قصة عن أدب الرحلات ثم سرعان ما خرج إلى نوع آخر من الكتابة في الاجتماعيات والقصص الرومانسية التي تمس القلب والوجدان فكتب "العين ذات الجفن المعدني، الهزيمة، الشبكة، قصة حب عصرية، نبض الأشياء الضائعة، عمق البحر، عطر البرتقال الأخضر، ابنة القومندان، والوباء رقصة أخيرة قبل الموت"، ثم عرج منها إلى الكتابة في السياسة وأصدر مؤلفات مهمة .

 

لم يثنِ كبر السن الراحل شريف حتاتة عن الكتابة حتى الرمق الأخير ولم ينسَ أنه صاحب فكر يساري معتدل فأصدر مؤخرا كتاب بعنوان "معارك العالم البديل" وطرح خلال الدورة الأخيرة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تناول فيه انعكاسات تطورات العولمة الرأسمالية، ويطرح سؤالا مهما: هل يجب أن تؤدي هذه التطورات إلى تطورات في مضمون وشكل اليسار تستلزم أن يغير في تفكيره؟

 

ووضح فيه اليسار يواجه أوضاعا جديدة تتطلب مراجعة سياساته ومواقفه النظرية .

 

تغيب الدهشة عن الكثيرين حين يعلمون أن سبب حيوية وشباب شريف حتاتة الواضحة في بكارة ورشاقة أعماله هو أنه ولد لعائلة الأم فيها إنجليزية جبلته على حب العلم والفكر والعمل، فدرس في إنجلترا وعاد إلى مصر لدراسة الطب في جامعة فؤاد الأول.

 

وبدأ مبكرا العمل في السياسة، وعمل على إقناع الممرضين بالدخول إلى العمل الحزبي، لتغيير الوضع القائم قبل ثورة يوليو، وربما تلك الرحلة التي أغرته بالكتابة في السيرة الذاتية، وهو ما ظهر في "النوافذ المفتوحة" التي تحكي سيرته وكيف أن احترافه للسياسة قد أودي به إلى السجن لولا هروبه وسفره فى قاع سفينة شحن، ليلجأ إلى باريس وتبدأ هناك حكايات لا تنتهي.