في مثل هذا اليوم 19 أغسطس من عام 1889 بالقاهرة، ولد إبراهيم المازني في الخديوية المصرية والتي كانت دولة تحت حكم الدولة العثمانية ولكن تتمتع بحكم ذاتي تحت حكم الأسرة العلوية، وتوفي بها في 1949 عن عمر ناهز الستين عاما، ويرجع نسبه إلى قرية "كوم مازن" التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، وفي ذكرى ميلاده سوف نتعرف سويًا على مدرسة الديوان التي يعد المازني من روادها، وأبرز مؤسسيها.
تعتبر مدرسة الديوان هي حركة تجديدية في الشعر العربي ظهرت في الربع الأول من القرن العشرين على يد عباس محمود العقاد و إبراهيم عبد القادر المازني وعبد الرحمن شكري، سميت بهذا الاسم نسبة إلى كتاب ألّفه العقاد والمازني وضعا فيه مبادئ مدرستهم واسمه "الديوان في الأدب والنقد"، حددت أهداف المدرسة كما يقول العقاد في الديوان: «وأوجز ما نصف به عملنا إن أفلحنا فيه أنه إقامة حد بين عهدين لم يبق مال يسوغ اتصالهما والاختلاط بينهما، وأقرب ما نميز به مذهبنا أنه مذهب إنساني مصري عربي «.
وتكونت الديوان من الشعراء الثلاثة " المازني، والعقاد، وشكري"، الذين كانوا متأثرين بالرومانسية في الأدب الإنجليزي، ولديهم اعتزاز شديد بالثقافة العربية، وسميت مدرسة الديوان بهذا الاسم نسبة إلى كتابهم "الديوان في الأدب والنقد" الذي أصدره العقاد والمازني سنة 1921 فسمي الثلاثة "جماعة الديوان، أو شعراء الديوان، أو مدرسة الديوان"، والواقع أن آرائهم الشعرية قد ظهرت قبل ذلك منذ عام 1909، وقد نظر هؤلاء إلى الشعر نظرة تختلف عن شعراء مدرسة الإحياء، فعبروا عن ذواتهم وعواطفهم، وما ساد عصرهم، ودعوا إلى التحرر من الاستعمار وتحمل المسئولية، فهاجموا الإحيائيين، وفي مقدمتهم "شوقي وحافظ والرافعي" .
واتجه رواد مدرسة الديوان إلى التجديد عندما وجدوا أنفسهم يمثلون الشباب العربي وهو يمر بأزمة فرضها الاستعمار على الوطن العربي الذي نشر الفوضى والجهل بين أبنائه في محاولة منه لتحطيم الشخصية العربية الإسلامية. عندئذ تصادمت آمالهم الجميلة مع الواقع الأليم الذي لا يستطيعون تغييره .