يُعدّ الكاتب محفوظ عبد الرحمن واحدًا من أهم مؤلفي الدراما العربية، الذي تحل اليوم الذكرى الرابعة لرحيله، وارتبط الجمهور بأعماله من خلال مسلسلاته الاجتماعية والدينية هو صاحب "أم كلثوم، ليلة سقوط غرناطة، سليمان الحلبي، الزير سالم، عنترة، قابيل وقابيل، ساعة ولد الهدى"، وقدم رائعته "بوابة الحلواني" بأجزائه الأربعة على مدار أربعة أعوام، وألف السهرة التلفزيونية "الرجل الذي رحل، ذات يوم ذات شهر ذات سنة" وكتب المسلسل الإذاعي "إيزيس"، بينما في السينما كتب "ناصر 56، حليم، كوكب الشرق، محاكمة السيد ميم، وأنتجت له السينما العراقية فيلم "القادسية".
وعاش حكاء الدراما قصة حب مع الفنانة سميرة عبد العزيز لم تبددها الأيام وبعد رحيله ما تزال ترتدي سلسلة تحمل صورة زوجها الذي رحل عن عالمنا بينما يعيش في قلب "سميرة" التي تتحدث عنه بحب في كل مناسبة يتم ذكر فيها أسم محفوظ عبد الرحمن، وكأن كلماته لها ما زالت تتردد في أذنيها وهو يهمس لها بصوت يغلفه الحب وهو يـقول لها "هفضل أحبك للأبد".
وتقول الفنانة سميرة عبد العزيز لـبوابة "دار الهلال" عن أول تعارف بينها وبين "عبد الرحمن" وتقول "في البداية أعجبت بكتاباته، حيث ذهبت لحضور مسرحية بصفتي أحد أعضاء المسرح القومي، وبعدما شاهدتها أعجبت بها ووافقت علي عرضها علي المسرح القومي، وحينما سألت علي مؤلفها أخبروني أنه في الكويت، ظننت بالبداية أنه كويتي الأصل".
وتابعت "تم ترشيحي بعد ذلك لمسلسل "عنترة" من تأليف محفوظ عبد الرحمن، وكان حينها بالكويت أيضا، ومسلسل آخر هو "الفاتح" للمؤلف والمخرج نفسهم، ولكن وجدت دوري قصير، رفضت المسلسل بالبداية ولكن تدخل المخرج وأخبرني أن المؤلف سيعمل علي تكبير الدور، ولكن رفض محفوظ قائلاً "عاجبك إشتغلي، مش عاجبك إعتذري وأنا قابل إعتذارك".
وتسترجع ذاكرتها وتكمل: "قبلت الدور بعدما تفهمت قدراته، ووعدني أن العمل القادم سيكون لي دورًا كبيرًا به، وبالمسلسل التالي كان يحضر التصوير بشكل دائم، وكنا نتحدث يوميًا وعرفنا عن بعض أشياء كثيرة، وبعد إنتهاء المسلسل ذهبت لتوديعه".
وثمة ابتسامة تعلو وجهها في تلك اللحظة وكأنها لم تمضي عليها سنوات من العمر فتقول: "بعد أن ذهت لوداعه فوجئت انه يطلبني للزواج، رفضت في البداية لأن لي تجربة زواج سابقة ومعي منها ابنة، ولكنه لم ينال اليأس منه وأصر أن يأخذ رقم هاتفي".
وتابعت: "كنا نتحدث بشكل مستمر لمدة عام، وفي إحدي الأيام وبينما كنا في تونس نقوم بتصوير مسلسل جديد، سألني مرة آخرى أن كنت وافقت علي الزواج منه أم لا فأجبته بالموافقة، وبالرغم من عدم وجود مأذون في تونس والزواج هناك مدني، إلا أننا تزوجنا زواج بطريقة الإشهار والشهود علي يد شيخ جاء مع المخرج، وبعد عودتنا للقاهرة ذهبنا لمنزل سميحة أيوب لكتب الكتاب، وشهد علي عقد زواجي الراحل سعد الدين وهبة".