جرى الفن في عروقه منذ نعومة أظافره، تفتحت عيناه ليجد نفسه محاطا بالموسيقى من كل جانب واخترق صوت "بيانو" والده، أذنيه كلما ضغط علي إحدى مفاتيحه بأنامله، تعلقت روحه بالموسيقى والفن الذي خطفه من الطب؛ هو عازف الأورج في أشهر فرق الموسيقى الغربية في مصر، ومتعدد المواهب، عازف ودكتور وممثل، هو "الأنيق" الفنان الكبير عـزت أبو عوف الذي تحل اليوم ذكرى مـيلاده.
في بداية مشواره الفني وبالتزامن مع دراسته في كلية الطب، انضم عزت أبو عوف لفرقة Les Petits Chats "ليه بتيت شاه"، وهي أشهر فرق الموسيقى الغربية في مصر "بـاند" والتي أسسها وجدي فرانسيس 1967، بعد حصوله على زمالة كلية الجراحين الملكية عمل في مهنة الطب، لفترة بالتزامن مع عمله مع فرقة "ليه بتي شاه" حتى قرر أن ينضم لفرقة Black Coats The "البلاك كوتس" التي أسسها إسماعيل الحكيم، ابن الكاتب الكبير توفيق الحكيم، وهي من أشهر الفرق التي قدمت الغناء والموسيقى الغربية "باند" في أواخر الستينيات وبدايات السبعينيات.
ذاع صيته عندما أسس فرقة "فور إم" في 1969 التي قدمت الأغاني التراثية القديمة بصبغة موسيقى، وتوزيع جديد اخترق بها أوساط جيل شباب الثمانينيات، وسميت الفرقة بهذا الاسم نسبة إلى أسماء شقيقاته البنات "منال، منى، ميرفت" والفنانة مها أبو عوف، بتشجيع من والدته، بينما يدرك أنه والده سوف يرفض احتراف بناته الأربع للغناء والفن.
وخوفا من والده كان عزت أبو عوف، يتدرب ويجري البروفات مع شقيقاته في بدروم فيلا الزمالك التي اشتراها والده أحدم شفيق أبو عوف في 1958، وكانت ملكًا لرجل الأعمال مورينيو شيكوريل صاحب سلسلة المحلات الشهيرة، والذي قُتل هو وشقيقه داخل الفيلا كما حكى عزت أبو عوف في تصريحات تليفزيونية، وعرفت الفيلا بأنها مسكونة بالعفاريت التي كان يراها خال "عزت" عندما ظهر له "عفريت شيكوريل" داخل غرفة المكتب، وبدأ بعدها يظهر لكل أفراد عائلة "أبو عـوف" حتى اعتادوا عليه، وواقعة آخرى كانت بطلتها الفنانة يسرا التي كانت في إحدى الأيام تبيت مع مها أبو عوف في الفيلا وعندما ظهر لها قفزت من البلكونة وهي بـ "البيجامة" وظلت تجري في الشارع حتى منزلها القريب من فيلا "أبو عوف".
وبالرغم من شدة الأب الصعيدي الذي يرفض أن يمتهن أبناؤه الفن و"عفريت شيكوريل" الذي يسكن الفيلا ظل عزت والـ 4 بنات يجرون التدريبات في "البدروم" لمدة 6 أشهر ولم يعلم والده بأمر الفرقة التي يقودها "أبو عوف" الأبن إلا من إعلان عن أولى حفلاتها نشرته إحدى الصحف وهو ما جعله يغضب حتى أقنعه أنه سيعمل لمدة 3 شهور حتي تنتهي مدة العقد، في أحد الأيام ذهب الراحل أحمد شفيق أبو عوف ليشاهد أولاده وما تقدمه الـ"فور إم" التي لاقت استحسانه وتركهم يقدمون أغانيهم.
الفرقة في رصيدها 8 ألبومات هي " مغنواتي، لا عاجبك كده ولا كده، جنون الديسكو، الليلة الكبيرة، ليالي زمان، دبدوبة التخينة" بينما تعد "الولا ده" هي أشهر ما غنت الفرقة وصنعت أسطورتها، وقدمت الفرقة الأغاني التراثية القديمة بصبغة موسيقى وتوزيع جديد أبرزها "التوبة" لعبد الحليم حافظ، واستمرت الفرقة 12 عامًا حققت خلالها شهرة كبيرة وصنعت حالة غنائية جديدة في فترة الثمانينيات، وبعد زواج شقيقات عزت أبو عوف انفصلت الفرقة ليبدأ مشوار جديد في حياته وهو التمثيل وكذلك شقيقته "مها".