الثلاثاء 7 مايو 2024

كمال الشناوي.. «دنجوان» السينما و«شمس لا تغيب»

كمال الشناوي

فن22-8-2021 | 08:52

محمد أبو زيد

أداء سهل، وحضور لا يعرف التكلف، كاريزما طاغية، ممزوجة بالوسامة جعلت منه "دنجوان" تقف أمامه نجمات السينما، عشق الفن من رأسه حتى أغمص قدميه وأخلص له حتى النفس الأخير، أحبت الكاميرا وجهه؛ وتربع على عرش النجومية أكثر من نصف قرن، أيقن مخرجي السينما أنهم أمام موهبة أثقل من الهرم الأكبر ليسندوا له الأدوار المركبة والأشد صعوبة، برع في تجسيد كل الشخصيات، المعلم والصحفي والوزير والشاب الرومانسي خفيف الظل، هو "رؤوف علوان" في "اللص والكلاب"، و"خالد صفوان" الذي يرتعد الجميع خوفًا من ذكر اسمه في "الكرنك"، و"محروس أبو شامة" في "عزبة الصفيح" والمعلم "جحجوح" في "الشطار" وقبل أن تفيق من دهشتك تجده "الدكتور نعمان" الجد الذي يرعى حفيدته "هند" بعد سفر والديها للخارج، تعددت الأدوار والموهبة واحدة، هو أحد أهم فناني السينما المصرية "برنس الرومانسية" و"الدنجوان" الفنان الكبير كمال الشناوي.

ولد محمد كمال الشناوى في 26 ديسمبر 1981، ورحل عن عالمنا في 22 أغسطس 2011، وولد بمدينة ملكال بالسودان، والتى كانت حينها تمثل مع مصر المملكة المصرية، وانتقل برفقة عائلته للعيش في مصر ليستقر بهما الحال في مدينة المنصورة، ومنها إلي حي السيدة زينب، باتت موهبته تلوح في الأفق منذ نعومة أظافره إذ قدم أول أدواره وهو طالبًا بالمرحلة الابتدائية عبر فرقة المنصورة المسرحية، التحق بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، وفي إحدى المسرحيات التي تقام علي مسرح الجامعة اختاره الفنان زكي طليمات لأداء دور البطولة، عمل مدرساً للرسم لفترة ولكنه اتجه للتمثيل وكأنه لا يجب أن يمتهن غيره.

كانت البداية مع فيلم "غني حرب" 1947من إخراج نيازي مصطفى، وفي نفس العام "حمامة السلام"، مع فاتن حمامة، و"عدل السماء" 1948 مع شادية التي شكل معها ثنائيا من أجمل ثنائيات السينما المصرية، وتوالت أفلامه في فترة الاربعينيات وقدم ما يقرب من 15 فيلما، بينما فتحت له السينما ذراعيها في فترة الخمسينيات وقدم 58 فيلما وقفت فيها أمامه أبرز نجمات السينما فاتن حمامة وشادية وأبرزها "ظلموني الناس، بشرة خير، الاستاذة فاطمة، وداع في الفجر، لواحظ" وتألق في "عاشت للحب" مع زبيدة ثروت.

فترة الستينيات قدم نحو 38 فيلما تنوعت فيها أدواره فقدم دور الشاب الرومانسي "نبيل" في "سكر هانم" مع سامية جمال وعبد المنعم إبراهيم، و"اللص والكلاب" في دور الصحفي "رؤوف علوان" الذي يدخل في صراع مع "سعيد مهران" شكري سرحان، بينما خطف الأنظار إليه في "الرجل الذي خطف ظله" للمخرج كمال الشيخ ليثبت في كل عمل أن موهبته لا تعرف حدود.

فترة السبعينيات قدم نحو 16 فيلما أبرزها "نساء الليل" مع ناهد شريف، و"دمي ودموعي وابتسامتي" للمخرج حسين كمال، بينما كان علي موعد مع بصمة جديدة تضاف إلي سجل شخصياته عندما قدم دور "خالد صفوان" في "الكرنك" أمام سعاد حسني ومع المخرج علي بدرخان، وللتليفزيون "مأساة امرأة، رجل عاش مرتين، السمان والخريف، عيون الحب".

فترة الثمانينيات قدم نحو 17 فيلما أبرزها "العوامة 70" مع أحمد زكي، "انتحار صاحب الشقة" للمخرج أحمد يحيي، و "عزبة الصفيح، ضربة معلم، الفحامين" ومع نبيلة عبيد في "ملف سامية شعراوي"، وخطفه التليفزيون في عدة مسلسلات أبرزها "زينب والعرش، أشياء لا تباع" وتعلق به جمهور الشاشة الصغيرة في "هند والدكتور نعمان".

لم يكن يحتمل الغياب عن بيته الأول السينما وقدم لها فترة التسعينيات نحو 23 فيلما أبرزها "شواد، العقرب، الشيطان يقدم حلا، آي آي" ومع نور الشريف "131 أشغال"، ومع نادية الجندي "الشطار، مهمة في تل أبيب" ومع عادل إمام "الإرهاب والكباب" و"الواد محروس بتاع الوزير"، ومع جلا فهمي ونجاح الموجي " طأطأ وريكا وكاظم بيه" في دور النصاب.

قدم للسينما مطلع الألفية الجديدة على استحياء 3 أفلام "رجل له ماضي، جحيم تحت الأرض" ومع هاني رمزي "ظاظا" وفي التلفزيون ذاد توهج "الشناوي" بعد أن قدمه دور "فريد الجوهري" في "لدواعي أمنية" وما بين السينما والتليفزيون تخطت أعماله المائتي عملا فنيا في مشوار دام 62 عاما.

تزوج كمال الشناوي 5 مرات الأولى من الفنانة الاستعراضية الراحلة هاجر حمدي، وأنجب منها "محمد" والثانية من عفاف شاكر، الأخت الكبرى للفنانة الراحلة شادية، والزيجة الثالثة هي زيزي الدجوي، خالة الفنانة ماجدة الخطيب، وأنجب منها "إيمان وعمر"، والرابعة هي الفنانة الراحلة ناهد شريف، أما الأخيرة من اللبنانية عفاف نصري.

أنهكت أمراض الشيخوخة "دنجوان" السينما ليجلس في بيته فوق كرسي متحرك ليمارس هواية الرسم التي أحبها في البداية وفضل عليها التمثيل الذي يجري في عروقه، ليرحل عن عالمنا في 22 أغسطس 2011، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا يليق بجحم موهبته، رحل ولكنه يظل "شمس لا تغيب" نسبة إلي فيلمه.

Egypt Air