الجمعة 10 مايو 2024

بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة.. هل يواجه الأبناء ضغوطًا من الأهالي لدخول كليات مُحددة؟

طلاب الثانوية العامة

تحقيقات22-8-2021 | 16:42

دنيا ممدوح

يواجه الطلاب في هذا الوقيت من كل عام، مُشكلة كبيرة تتمثل في ضغط الأهالي عليهم لدخول كليات بعينها، وغير مُهتمين برأي الأبناء وأحلامهم، فكل طالب ثانوية عامة يرغب في تحقيق حلم راوده كثيرا، ثم يأتي الآباء ويضربون بأحلام أبنائهم عرض الحائط، ويجلبون التعاسة لهم حين يفرضون عليهم كليات بعينها.

أكبر خطأ في حق الأبناء

قال الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي جامعة القاهرة، إن ضغط الأهالي على الأبناء لدخول كليات بعينها  بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة دون موافقة الأبناء على هذه الكليات هو أكبر خطأ، حيث لا يوجد ما يُسمى بإجبار الأبناء لدخول كليات مُعينة، لأن هذا سوف يؤثر على مُستقبلهم المهني.

وأكد فرويز في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن هُناك طلبة كثيرة جدًا تدخُل كليات تحت إجبار أهلها، ويقضون بها سنوات كثيرة، بسب أن الطالب يدخل الكلية رغمًا عنه ثم لا يفلح في هذه الكلية ويفشل بِها ويرسب، ويتخرج من هذه الكلية بعد سنوات طويلة، أو أشخاص أخرى تقضي في الكلية سنوات، ثم بعد ذلك تُحول من كلية إلى أخرى،  بسبب أنهم دخلوا كليات ومجالات رغم إرادتهم، ويفشلون بِها طالما أن هذه الكليات لا تُساير اِتجاهاتهم وميولهم.

تصرف يؤثر سلبًا على الأبناء

وأضاف أن الأهالي تُجبِر أبنائها على دخول كُليات مِثل الذي دخلوها، فالأب يُريد أن يدخل اِبنه كُلية الطب ويجعله طبيب مِثله، أو الأم تجعل اِبنتها تدخل كلية هندسة وتصبح طبيبة مِثلها، مُشددًا على أن هذا التصرف يؤثر سلبًا على الأبناء، وبدلًا من أن تفرح باِبنك أو بنتك سوف تحزن عليهم عِندما يفشلوا، حين يدرسون أشياء لا يُريدونها.

وأشار أن الأهالي يجب أن تتدخل في مُستقبل أبنائهم، في حالة تذبذب الأبناء وعدم اِختياره لكلية مُحددة، ويجب على الأهالي التدخل في هذه الحالة ولكن بطريقة إيجابية، مِن خلال أنهم يقترحون على أبنائهم مجموعة مِن الكليات ويشرحون مجالاتها ومُستقبلها إذ دخل فيها، وبعد ذلك يُفسحون المجال أمام الأبناء لكي يختاروا الكُلية والمجال المجال الذي يُريد دراسته.

لا يوجد مواد سهلة وصعبة

وأكد أن دخول الأبناء الكُليات التي يُريدونها مهما كانت هذه الكُلية ومهما كان مجموعها،  سوف ينجح بِها ويُحقق بها ما لا يُمكِن يُحققه في أي كُلية أخرى، وأنه لا يوجد مواد سهلة ومواد صعبة، ولكن يوجد ميول لمواد ولكلية مُعينة، وأن هذه الميول هى التي تجعله شخص ناجح في مجاله، فطالما كان الاِبن يُريد كُلية بعينها سوف يبذل بها قصارى جُهده لكي ينجح بِها, وأن اِختيار الشخص طِبقًا لميوله  سوف تفوق ميول الأهالي.

واِعتبر أن تصرف الأهالي هذا يرجع لسببين: أنهم يرون أن الأبناء مُتذبذبة القرار وغير قادرة على أخذ القرار بمُفردها، لذلك يحولون التدخل لمُساعدة أبنائهم، ولكن يجب في هذه الحالة التدخل بِشكل إيجابي وليس سلبي، أو أن الأهالي تنظر لمُستقبل أبنائها نظرة مادية، فهم يُحاولون دخول أبنائهم كليات هم يعتقدون أنها سوف تكون مصدر دخل جيد لهم فيما بعد بغض النظر عن رأي الاِبن تجاه هذه الكلية.

وأضاف نصائح للأهالي، أنهم لابد أن يراجعوا نفسهم في تصرفهم هذا والتفكير بُعمق قبل إجبار الاِبن على دخول كلية ما، ويجب عليهم التفكير في مُستقبل الاِبن وليس النظر للماديات فقط، ويجب عليهم التفكير بِنمط جديد وعدم إتباع الأنماط التقليدية في التفكير في مُستقبل الأبناء، مُشدد على أن الطلبة لابد أن تُحدد ميولها، وهو الوحيد القادر على تحديد مُستقبله بِنفسه.


التربية بِالوكالة أسلوب فاشل

قال الدكتور وليد الهندي اِستشاري الصحة النفسية، إن التربية بِالوكالة هى تربية فاشلة،  ومِن أكبر الكبائر، وهى أن الوالدين يجعلون أبنائهم وكلاء لهم في الحياة، وأنهم مخلوقين لتحقيق أحلام والديهم وليس لتحقيق أحلامهم هم، وأن تقييد أحلام الأبناء شيء خطأ جدًا.

وأكد هندي خلال تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أنه يجب أن يلتحق الاِبن بكلية ما حسب مجموعه وحسب إمكانياته، وأن يوظف إمكانياته بطريقة صحيحة، وألا يدخل أي كلية هباءًا دون هدف، وأن هناك أشخاص اِلتحقوا بُكليات بمجاميع قليلة جًدا ولكنهم أصبحوا عُظماء فيما بعد، وأن الكلية القمة التي يُريد الآباء أن يلحقوا بِها أبنائهم لا تُفيدهم بشيء، طالما كان الاِبن غير مُقتنع بها تمامًا، وأن أهم مِن أنهم يلتحقون بُكليات قِمة أن يجتهدوا في دراسة المجال الذي فيه،  أي كان هو وأن يُحقق سُمعة طيبة واسم مشهور يعرفه الجميع.

 المُصطلح أصبح غير موجود عالميًا

وأضاف أن الهدف الآن ليس دخول كليات قمة، وأن هذا المُصطلح أصبح غير موجود عالميًا، وأن الآن مُصطلح القمة يُشير إلى المكان الذي يستطيع الشخص أن يتفوق فيه،  ويثبت نفسه فيه، وهذه نصيحة للآباء وليس للأبناء لأنهم يضيقوا الدائرة على أبنائهم لدخولهم كليات قمة وهذا مُصطلح لم يعد موجود الآن.
وأشار أن ضغط الأهل على الأبناء لم يعد ينحصِر في الاِلتحاق بُكليات بِجامعات حكومية فقط، بل أيضًا جامعات خاصة بِمبالغ طائِلة خارج مصر، وعادة ما تكون هذه الجامعات نصب وغير موجودة على أرض الواقع.

وأكد أنه إذا دخل الاِبن كلية مرغوم عليها، وغير موافق عليها واِلتحق بها  رِضاءً لأهله، فأنه سوف يواجه صعوبة في الدراسة بها، وأنه سوف ينسحب اِجتماعيًا، ويكون مُنعزل عن الآخرين، مؤكدًا أن يجب على الآباء أن يفسحوا المجال لأولادهم لدخولهم الكليات التي يُريدونها، حتى يستطيعوا تحقيق النجاح فيها وأن يثبِتوا أنفسهم بِها، وأنهم بذلك يكونوا مُتألقين في وظيفتهم وماهرين بِها.

Dr.Radwa
Egypt Air