تزايد مستمر في أعداد إصابات كورونا في مصر خلال الأيام الماضية، حتى أكد مسئولو وزارة الصحة أن مصر بدأت بالفعل الموجة الرابعة من كورونا، وستستمر الأعداد في ارتفاع خلال الفترة المقبلة وفقًا لما هو متوقع، وأكّد أطباء أن تهاون المواطنين في تطبيق الإجراءات الاحترازية أدى إلى زيادة أعداد الإصابات، وأن المطلوب خلال الفترة المقبلة مجموعة من الإجراءات أهمها الحصول على لقاح كورونا والتباعد الجسدي والالتزام بالتدابير الاحترازية وارتداء الكمامات.
وكانت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، أوضحت خلال مؤتمر صحفي اليوم، معدل الإصابات والوفيات الأسبوعي في مصر مقارنة بالوضع العالمي، مشيرة إلى أنه منذ الأسبوع الماضي شهدت مصر ارتفاعًا بسيطًا في معدلات الإصابات بشكل منتظم على المنحنى التصاعدي، مع انخفاض ملحوظ في معدلات الوفيات، مؤكدة أهمية تكثيف تلقي اللقاحات للمواطنين، حيث تقلل من فرص دخول المستشفيات بنسبة تصل إلى 90% بناءً على التقارير الدولية داخل مصر وخارجها، مؤكدة أنه طالما هناك ارتفاع منتظم في الإصابات بفيروس كورونا بشكل يومي فإنه من المتوقع أن ترتفع مع أواخر شهر سبتمبر.
وشددت على أن الدولة تتخذ كافة الإجراءات من أجل مواجهة الموجة الرابعة المحتملة من فيروس كورونا، وأن الدولة تعمل على حماية كثير من الأرواح بالإجراءات التي اتخذتها الدولة من توفير للقاحات وتطبيق للإجراءات الاحترازية، حيث تم توفير الأكسجين الطبي بنحو ٣.٣ مليون لتر، بعدما كان الحد الأقصى ٢ مليون لتر احتياطي، وزيادة أسرة الرعاية والتنفس الصناعي، بجانب توفير الأدوية اللازمة.
أسباب بدء الموجة الرابعة
وفي هذا السياق، قال الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، إن الموجة الرابعة لكورونا في مصر كان متوقعا أن تبدأ في سبتمبر المقبل مع انخفاض درجة الحرارة، لكنها بالفعل بدأت حيث تزايد أعداد الإصابات بكورونا في مصر وفقا للبيان اليومي لوزارة الصحة حيث ارتفعت الأعداد خلال الأيام الماضية بشكل ملحوظ وهو أكدته وزارة الصحة.
وأوضح الحداد في تصريح لبوابة دار الهلال، أن السبب في بدئها مبكرا عن موعدها هو عدم تطبيق المواطنين للإجراءات الاحترازية والتجمعات وخاصة في المصايف وأماكن التنزه والحفلات وغيرها مما أدى لزيادة أعداد الإصابات بشكل كبير خلال الأيام الماضية، مضيفا أن السيطرة على انتشار تلك الموجة يتطلب عدة إجراءات.
وأكد أن أهم الإجراءات المطلوبة هو حصول المواطنين على لقاح كورونا وكذلك التشديد على تطبيق الإجراءات الاحترازية مرة أخرى، مضيفا أن مؤشرات تلك الموجة حتى الآن توضح أنها ليست أشد من الموجات الثلاثة السابقة لكن زيادة الأعداد الفترة المقبلة وحدة الأعراض يتوقف على التطعيمات والتزام المواطنين بالتدابير الوقائية.
وأشار إلى أن الدولة المصرية تعمل على توفير كل أنواع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا منها فايزر وموديرنا وأسترازينيكا وجونسون آند جونسون بجانب اللقاح الصيني وسينوفاك للوصول إلى أكبر عدد ممكن لتلقيح المواطنين بأعداد أكبر قبل سبتمبر، حيث تستهدف الدولة أن تطعم نحو 50% من المواطنين قبل نهاية 2021.
وأضاف أن زيادة الإصابات والموجة الرابعة لكورونا قد تدفع المواطنين إلى زيادة الإقبال على الحصول على اللقاح لتوفير الحماية اللازمة من الفيروس، مؤكدا أنه على مستوى الدولة فإنه من المستبعد العودة لتطبيق إجراءات الغلق، لكن سيتم تشديد الإجراءات لإلزام المواطنين بارتداء الكمامات وخاصة في أماكن التجمعات والمواصلات العامة.
إجراءات الوقاية من الموجة الرابعة
ومن جانبه، قال الدكتور محمود السعداوي، رئيس قسم أمراض الصدر بجامعة الزقازيق، إن الموجة الرابعة لكورونا في مصر كانت متوقعة بسبب تهاون المواطنين في تطبيق الإجراءات الاحترازية خلال الآونة الأخيرة والتزاحم والتجمعات في المصايف والحفلات، مما أدى إلى زيادة الإصابات تدريجيا وبدء الموجة الرابعة بالفعل.
وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال" أن أهم الإجراءات المطلوبة لمواجهة تلك الموجة هي الالتزام بالإجراءات الاحترازية، والتزام العزل المنزلي وسرعة الذهاب إلى الطبيب في حالة ظهور أي من الأعراض المعروفة للإصابة بكورونا ومن أهمها التهاب الحلق وارتفاع درجة الحرارة وفقدان حاستي الشم والتذوق أو إحداهما أو الإصابة بالإسهال والكحة الشديدة، مع ضرورة الالتزام بالتعليمات الطبية.
وأكد السعداوي أن لقاح كورونا لا يمنع الإصابة به لكن يخفف من شدة الأعراض ويقلل من مخاطر الفيروس ومضاعفاته الخطيرة، مضيفا أن خطورة فيروس كورونا هو الإصابة به في منطقة الصدر لأنه يؤدي إلى ضيق التنفس الشديد وقد يحتاج المريض إلى أكسجين في حالة انخفاض مستواه في الدم إلى أقل من 90% وهنا تكمن الخطورة.
وأشار إلى أن المطلوب أولا للوقاية خلال فترة الموجة الرابعة أولا الحصول على لقاح كورونا وارتداء الكمامات بشكل دائم خاصة في الأماكن المزدحمة أو المغلقة أو وسائل المواصلات وعدم التواجد في أي أماكن مغلقة أو مزدحمة بأي شكل والتزام التباعد الجسدي بمسافة لا تقل عن متر عن الآخرين والتطهير المستمر للأيدي والأسطح.
وأكد أن أي شخص يعاني من اشتباه كورونا أو تظهر عليه أي من أعراض الفيروس عليه أن يلتزم بالعزل وموافاة الطبيب، مشددا على أن لقاح كورونا أساسي في تلك المرحلة لأنه يقلل من فرص الإصابة وهو مهم لكل الفئات سواء الشباب أو كبار السن.