الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مقالات

معضلة الثانوية العامة بين الفشل والنجاح

  • 24-8-2021 | 13:27
طباعة

جوهر العلم الحقيقي هو الشغف، الفلسفة الحقيقة في الثانوية العامة واختيار الكليات الجامعية لابد أن تتركز على أن الهدف الحقيقي هو نفع المجتمع وتقدمه، وأعتقد أن الوضع الأمثل أن يدرس كل طالب ما يحبه فعليا بشرط النجاح والتفوق بكل تأكيد ولكن بشروط مقبولة ومنطقية، هنا سيزيد الإبداع والابتكار المجتمعي ويساهم ذلك بلا شك في تنمية حقيقية للمجتمع على كافة المجالات .

ليس هناك كلية قمة وكلية قاع فسوق العمل يحتاج المتميز والمبدع ولكل المجالات والكليات فرص نجاح حقيقية فالمهم هو التميز والنجاح في الجامعة ومرحلة ما بعد التخرج.

بنيامين بلوم (Benjamin Bloom) هو عالم أمريكي شهير متخصص في علم نفس التربية ومن أشهر أعماله تحديد مستويات لفهم المواد التعليمية تتكون من ست مستويات وتم تعديل النظرية لتصبح "نظرية بلوم المعدلة"، أول مستوي لفهم المواد التعليمية هو مستوي التذكر فقط أي مجرد التذكر ولا يتوقع أن يقوم الطلاب بأي نوع من التغير في المعلومة ثم المرحلة الثانية الفهم ثم التطبيق ثم التحليل ثم التقويم والمرحلة الأخيرة هي الإبداع وهي المرحلة التي يقوم فيها الطلاب بإعادة تنظيم المعلومات ويقوم بالابتكار والتصميم والتأليف، السؤال الهام هل نظام التعليم الحالي يصل إلى درجة الابتكار؟ بكل تأكيد الإجابة لا صحيح أن هناك محاولات تطوير مستمرة ولكنها تحتاج إلى رؤية أشمل وأدق .

كمية من الضغوط والمشاعر السلبية الضخمة للغاية وخصوصاً في ظل سن طالب أو طالبة الثانوية العامة المبكر مع عدم وجود خبرات كافية للتعامل مع الضغوط النفسية، وأعتقد انه لابد من وجود إليه للمساعدة في كيفية التعامل والتعافي سريعاً لبعض الطلاب المحبطين بعد إعلان النتائج، كما اقترح القيام بمبادرة رسمية لعمل ورش عمل للطلاب قبل وبعد الثانوية العامة وتكون ورش استرشادية لطلاب الثانوية العامة للمساعدة في تحديد اختيار الكلية بشكل علمي بالإضافة إلى التأهيل النفسي لمرحلة ما قبل وبعد الثانوية العامة، وأعتقد من وجهة نظري أن الأكاديمية الوطنية للتدريب من الممكن أن يكون لها دور كبير في عمل هذه  الورش التدريبية.

مكتبة الإسكندرية حالياً تنظم مؤتمرا سنويا تحت عنوان " اختار كليتك " يساهم في تحديد اختيار الكلية للطلاب من خلال ورش عمل يقوم بها طلاب الجامعات لنقل خبراتهم لطلاب الثانوية العامة وهي فكرة رائدة وتستحق التشجيع ، كما اقترح إنشاء منصة إلكترونية رسمية بها اختبار من أسئلة مغلقة بنقاط للمساهمة في تحديد الكليات والمساعدة في اتخاذ القرار المصيري بالنسبة للطلاب والطالبات.

أجد أن الاهتمام بالصحة النفسية لطلاب الثانوية العامة أمر غاية في الضرورة وخصوصاً  في ظل وجود حالات انتحار بعد إعلان النتيجة وهي ظاهرة مكررة كل عام، أين متعة التعليم؟ وكيف يمكن صناعة شخصية قادرة على تحمل أعباء الحياة والقيام بالأدوار المجتمعية في المستقبل؟ .

أعتقد أن محاربة الإحباط وقيم الفشل وزرع قيم الإصرار والعزيمة هامة للطلاب قبل الالتحاق بالمرحلة الجامعية حتي يمكن أن نخرج للمجتمع مواطن صالح متعلم ومبدع ومثقف ولدية هوية ولذلك فإن التعليم هو مسألة أمن قومي بالدرجة الأولى.

نحتاج إلى رؤية تطوير شاملة ومستمرة صحيح أن نظام التقييم والامتحانات بشكله الحالي قد يكون هو الأمثل لطبيعة المرحلة.

ولكن الأهم هو التطوير الحقيقي وليس خفض نسب المجاميع للمتوسط العالمي فقط، ولابد من دعم مزيد من حوار مجتمعي شامل للتطوير التعليم بشكل حقيقي وجذري .

الخلاصة والرسالة الحقيقة لطلاب الثانوية العامة، النجاح الحقيقي في انتظاركم في الحياة الجامعية والعملية والثانوية العامة هي مجرد بداية وليست نهاية والنجاح الحقيقي أن تكون مفيد ومؤثر بشكل إيجابي في البيئة المحيطة وأن التعليم هو عملية مستمرة ولا تتوقف أبدا عند الثانوية العامة أو حتى عند التخرج من الجامعة .

أخبار الساعة

الاكثر قراءة