الأربعاء 2 اكتوبر 2024

صورة «فتاة الستوتة» تثير الجدل فى العراق

صوره الفتاه التى اشعلت العراق

عرب وعالم24-8-2021 | 18:18

اسراء السيد

تحولت صورة التقطها راكب إحدى السيارات العابرة في العراق، إلى حدث بارز يشغل، بعدما أظهرت فتاة تحمل كتابها الدراسي على متن عربة أبيها الصغيرة والمتهالكة.

وبحسب موقع "سكاي نيوز" ظهرت الطالبة سارة حسين التي باتت تعرف بفتاة الستوتة،  راكبة خلف عربة متواضعة أشبه بعربات "التوك توك" وهي تحمل كتابها الدراسي في طريقها  الى امتحان في الثانوية العامة، بينما والدها يقود العربة.

وتفاعل المعلقون والرواد على نطاق واسع مع الصورة، وما تحمله من معان نبيلة لأنها تكشف إصرار هذه الفتاة العراقية على مراجعة كتبها الدراسية، حتى وهي على الطريق وتحت أشعة الشمس الحارقة، في دلالة على أن إرادة التفوق والنجاح وإثبات الذات، لا تعيقها ظروف الحياة السيئة، كما قالت التعليقات على الصورة المعبرة.
 
ومع انتشار صورة الفتاة كالنار في الهشيم، ترددت أنباء عن مبادرة من لاعبي المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم، للتوقيع الجماعي على قميص المنتخب، وإهدائه لهذه الطالبة التي لم تمنعها الظروف القاسية، من المثابرة والإصرار على النجاح والسعي للالتحاق بالجامعة .

وقالت  الطالبة سارة حسين فى مقابلة لها  مع "سكاي نيوز "، وهي من أهالي مدينة الكوت مركز محافظة واسط، الواقعة في وسط العراق .


وأكدت سارة أنها تسعى بكل جهد  الى النجاح، ودخول إحدى فروع كليات الطب أو التمريض، كي تتخرج وتتمكن من مساعدة عائلتها، وتحسين ظروفهم الصعبة.
ما حدث كان بمحض الصدفة، حيث لا نعرف من التقط الصورة لي ولوالدي، عندما كنت ذاهبة لتقديم الامتحان، كون العربة مكشوفة تماما لكافة السيارات المارة من حولنا، وفجأة انتشرت صورتي في كامل العراق".


واضافت  سارة "هناك طلاب زملائي أوضاعهم المادية أصعب من وضعي بكثير، فنحن حالتنا المادية والحمد لله ليست سيئة للغاية، وهم أجدر مني بتسليط الضوء على معاناتهم ومساعدتهم، وأتمنى أن يتم الالتفاف لأوضاعهم من خلال قصتي التي تجسد قصص معاناة ملايين العراقيين، وخاصة الطلاب والطالبات".
 
وقالت  انقطعت عن الدراسة لمدة 5 سنوات بفعل سوء أحوالنا المادية، لكن الآن مع تحسنها قليلا قررت العودة لدراستي وإتمامها، وأنا مصرة على تحقيق النجاح رغم صعوبة الظروف، ورغم انقطاعي الطويل عن الجو الدراسي وعدم قدرتي على أخذ دروس خصوصية، والاشتراك في دورات تقوية دراسية إضافية".
 
 ولديها شقيقتان و3 أشقاء أكبرهم مريض، وبحاجة لعلاج مكلف، لكن ضيق ذات يد أسرته يحول دون معالجته .


وتطالب سارة" الحكومة والجهات المسؤولة، بمساعدتهم في التكفل بمعالجة شقيقها المريض، البالغ 18 عاما والذي يعاني من تشوهات في القدمين والفك والصدر، وهو بحاجة للمعالجة خارج العراق حيث تبلغ تكلفة العلاج نحو 8 آلاف دولار، والذي اضطر لترك دراسته وهو في الصف الخامس الابتدائي، بسبب تنمر الطلاب عليه.


وقال والداها حسين علي، خرجنا على الساعة 6 صباحا، أنا وابنتي الكبرى سارة كي تجري امتحانات الثانوية العامة بالقسم العلمي، وبينما نحن على الطريق يبدو أن أحدهم ربما إعلامي أو مواطن ما، كان يسير خلفنا بسيارته قد التقط صورة لسارة وهي منهمكة في مراجعة كتاب المادة التي ستخوض امتحانها في ذلك اليوم".