الخميس 16 مايو 2024

رئيس بعثة الأزهر بأفغانستان: الدولة وفّرت الإمكانيات كافة لعودتنا.. ونشكر الرئيس السيسى (حوار)

الشيخ شوقي أبو زيد رئيس بعثة الأزهر الشريف العائدة من أفغانستان

تحقيقات24-8-2021 | 20:55

محمد فتحي

حالة من القلق الشديد انتابت البعثة الأزهرية المصرية المتواجدة في كابول بأفغانستان، خاصة بعد الصراع الأخير التي تشهده الدولة الأفغانية، جعلتهم يفقدون الأمل في العودة إلى أرض الوطن مرة أخرى، ما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي لا يبخل لحظة عن عودة أي مصري بأي دولة عربية أو أوروبية أو إفريقية إلى أرض الوطن في مختلف الظروف، إذ أكد الشيخ شوقي أبو زيد، رئيس بعثة الأزهر الشريف، العائدة من أفغانستان، خلال حواره مع بوابة «دار الهلال»، أنه لم يتم الاعتداء على البعثة المصرية في كابول، لأن القنصلية المصرية بتوجيهات من القادة السياسية أمنتهم خوفًا عليهم من الاحتكاك بالأحداث الجارية في كابول، وإلى نص الحوار:

** في البداية.. ماذا كان يفعل أعضاء بعثة الأزهر في أفغانستان؟

بعثة الأزهر في أفغانستان لها تواجد منذ زمن بعيد تحديدًا عام 2009، من خلال برتوكول تعاون ثقافي بين وزارة المعارف الأفغانية ومؤسسة الأزهر الشريف، وتواجدت البعثة الأزهرية من منطلق هذا البرتوكول.

** ما هو دور البعثة الأزهرية في أفغانستان؟

البعثة الأزهرية لها أدوار متعددة منذ إنشائها عام 2009 إلى هذا العام وهو الدور التعليمي والسمعي والدعوي.

** كيف كانوا يُعلمون الأفغان وبعثة الأزهر متواجدة في أفغانستان؟

البعثة لها جانب تعليمي ويتمثل في معهد كابل الأزهري بمراحلة الإبتدائية والإعداداية والثانوية، وكذلك جانب مجتمعي، نشارك الأفغان في جميع المناسبات المتعلقة بيهم مثل الأفراح والأحزان وغيرها، وكنا نظهر على شاشات التلفزيون في حلقات لنبين دعوة الإسلام الوسطي وندعوا إلى التراحم والتئالف ونبذ العنف والتطرف ونبذ صور الإرهاب وتقبل الأخر.

** هل البعثة كان لها تواجد بالجامعات الأفغانية؟

العرب ثقافتهم واسعه ولديهم علم في شتى فروع العلم الشرعي واللغوي لدرجة كانوا يستعينون بنا في دورات بوزارة الخارجية والثقافة والأوقاف لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وكان لنا تواجد في الجامعات الخاصة والحكومية في صورة محاضرات لنبين الإسلام لا إفراط ولا تفريط.

** كيف رأوا مشهد الطائرة الأمريكية وسقوط الأفغان منها؟

هذا المشهد يحزن أي مسلم أو إنسان على مستوى العالم ويدل على مدى الخوف والمستقبل المخيف، فكان مئات الألاف تتدافع إلى ساحة المطار لكي ينجوا بحياتهم لأنهم لا يعلمون ماذا سيحدث غدًا.

** كيف كانت مشاعرهم حينها؟

المشاعر كانت محزنة بكل المقاييس، وكنا مقيمين في سفارة مصر العربية ولم يكن احتكاك أو تواجد بالشعب الأفغاني وقت حدوث هذا المشهد.

** من الذي تبقى هناك من المصريين؟

كل البعثة كاملة مكملة عادت إلى أرض الوطن، وعددها 32 شخصًا، ولم يتبقى أحدًا هناك حتى الآن.

** لماذا طلبت منهم الأمم المتحدة البقاء فى كابول؟

نحن كنا تابعين لتعليمات القنصلية المصرية والتي كانت تتواصل مع القيادة السياسية المصرية وقادة المخابرات والجيش المصري وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي سخر وذلل كافة الامكانيات المصرية لعودة البعثة المصرية في كابل إلى أرض الوطن.

** ما الذي جرى عندما دخل المصريين مطار حامد كرزاي وفوجئوا بوابل من الرصاص حولهم؟

حينما جاءت التعليمات من القنصلية المصرية بالتوجه فورًا إلى مقر السفارة ومنها إلى مطار حامد كرزاي، وصلنا إلى محيط المطار وجدنا إطلاق نار كثيف وانتشار قطاع الطرق وتدافع عشرات الألاف إلى ساحة المطار، جائتنا التعليمات مباشرة بالعودة إلى مقر السفارة، وكان قرارا صائبًا مئة في المئة.

** ماذا قال الأمريكان عملية إجلاء المصريين فى المطار هناك أمام الجميع؟

القوات الأمريكية كانت لها مهام محددة لإجلاء رعايها ورعايا الدول المختلفة بشكل منظم، وكانت هناك قوات أخرى بريطانية وتركيا رأيناها بأعيننا في ساحة مطار كابل.

** كيف استقبلتم دعم الرئيس السيسي للبعثة المصرية في كابول؟

خبر مفرح وكنا على ثقة تامة بأن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والقادة السياسين في مصر لن يتركوا ابنا من أبنائهم في وضع غير مستقر، ومصر هي بلاد الأمن والأمان والقيم.

** هل تم الاعتداء على البعثة الأزهرية في كابول؟

لم يتم الاعتداء لأن القنصلية المصرية بتوجيهات من القادة السياسين أمنت وضعنا تماما ولم يكن هناك أي اعتداء أو الاحتكاك لأننا كنا متواجدين داخل السفارة المصرية بكابول.

** من الذي كان في استقبالكم بمطار القاهرة؟

كل القادة المصرية وعلى رأسهم رئاسة الجمهورية وقادة الجيش المصري ونائب وزير الخارجية المصري والكثير والكثير وهذه قيمت مصر.

** هل تم التواصل بينك وبين الرئيس السيسي بعد العودة إلى أرض الوطن؟

لم يتم أي تواصل، ولدينا أمل أن نقابل فخامة الرئيس السيسي لكي نقدم له الشكر على ما قدمه لنا.

** ما هو الاحساس التي كان بداخلكم أثناء الوصول إلى أرض الوطن؟

شعرنا بالفخر والبهجة والسرور، لك أن تتخيل أنك متواجد في بلد بها حرب وبعيدًا عن أهلك وأولادك، ثم يقوم الرئيس السيسي بإرسال طائرة لعودتنا إلى أرضنا الطيبة التي شربنا من نيهلها وأرضها وتربها الغالية.

** حدثنا عن دور الجماعات الإخوانية في التخريب بكابول؟

كان لها تواجد في المساجد والوزارت ولم نحتك بأي أحد منهم، لأننا لدينا مهمة رسمية وهي الدعوة إلى التسامح والتراخي والتألف وحقوق المرأة في الإسلام التحذير من الغضب.