قال الدكتور طه أبو حسين أستاذ علم الاجتماع، إن أشكال العنف بشكل عام، تتنوع بين عنف معنوي وعنف مادي وعنف الغريزة، لافتا أن العنف المعنوي هو احترام الأب أو الأم لأطفال الغير، سواء كان احترامًا لآبائهم أو خوفًا على مضايقتهم، وفي نفس الوقت لا يقومون باحترام أبنائهم، فالطفل يجد نفسه في نقطة تقدير أقل من الآخرين.

وأضاف أبو الحسن في تصريح خاص لبوابة «دار الهلال»، أن أشهر صور العنف المادي هو العنف القائم على استخدام أسلوب الضرب، أو أي شكل من أشكال العقاب البدني، إذ كان الطفل مسيئ أو يقوم بأفعال تؤذيه أو تؤذي غيره، فيجب على الآباء من البداية احترامه بشكل كبير، وعند قيامه بسلوك خطأ وليس مجرد قيامهم بسلوك أزعج الآباء، فيجب في ذلك الوقت خفض مستوى الاحترام المتبع مع الطفل في حياته بشكل عام، مثل: تقليل الاهتمام به، عدم استخدام العبارات التي يحب سماعها عند الحديث معه وما شابه ذلك.

وأكد أن اتباع أي نوع من أنواع العقاب البدني هو أسلوب هدام، يحول الطفل إلى كائن مختلف عن الإنسان الطبيعي المستقر والمتوازن نفسيًا، فالعقاب البدني يتسبب في فقدان الطفل لـ 40% من القدرة الإبداعية له؛ لذلك يكون مستواه منخفض في التركيز، والانتباه، والدراسة، والاستقرار، بالإضافة إلى أنه يكون دائما راغب في إرضاء الأخرين، فلا يصح التوبيخ أو الإهانة أو العقاب البدني مع الأطفال.

وأشار إلى أن الطفل الذي خضع للعقاب البدني فترة تزيد عن 90 يوما، يجب أن يلتحق بدار «الرعاية اللاحقة» ولا شرط أن تكون في مصحة، ويمكن أن في المنزل، من خلال توفير حياة مستقرة وبدون توبيخ وبلا ضبط، وبلا ربط، حتى يستطيع أن يستعيد بعض الأمور التي فقدها نتيجة لأسلوب التعامل السيئ الذي تعرض له مسبقًا، والمقصود من ذلك عدم وجود محاذير علي النوم، أو الاستيقاظ وكسر كل هذه القيود لفترة لا تزيد 90 يوما.