وحسب وكالة "أوديتي سنترال " الأمريكية، ففي تلك المدينة كان هناك مشروع لتطوير الضواحي بمساحة 1500 فدان تم بناؤه على الأراضي الرطبة من نهر بارانا ، وهو ثاني أهم نهر في أمريكا الجنوبية بعد نهر الأمازون، ونوردلتا هو موطن لنحو 40 ألف شخص ، دفع الكثير منهم علاوة لامتلاك منزل في مثل هذا الموقع المذهل، والذي يقع في شمال بوينس آيرس ، بين البحيرات والجداول الخلابة. 

نوردلتا هي واحدة من أكثر الأماكن المرغوبة لدي السكان لامتلاك منزل بها، ولكنها أيضًا واحدة من أكثر الأماكن التي يتنازع عليها دعاة حماية البيئة ، الذين يعارضون سبب وجودها، وذلك لأن الأراضي الرطبة التي بنيت عليها كانت موطنًا لأنواع مختلفة من النباتات والحيوانات ، بما في ذلك الكابيبارا ، الذين عادوا الآن لاستعادة مكانهم الصحيح.

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين ، كانت وسائل الإعلام الأرجنتينية تتحدث عن غزو حيوانات الكابيبارا لمدينة نوردلتا، حيث تصدرت الصور وتقارير شهود العيان عن مجموعات من أكبر القوارض في العالم تتجول في الشوارع وتزعج حركة المرور ، أو تتجول في صناديق القمامة الخاصة بالسكان ، وحتى مهاجمة حيواناتهم الأليفة.

وقد صرح أحد السكان المحليين: "إنهم لا يدمرون الحدائق فحسب ، بل أصبحت فضلاتهم أيضًا مشكلة، سمعت صرخات مفجعة، نظرت من النافذة ورأيت كابيبارا مع كلب صغير ، حيث كان هناك اثنين من حيوان الكابيبارا، ونعتقد أنهما ذكر وأنثى وكانت الأنثى حاملاً ، لذلك دافع عنها الذكر، رغم أنني لا أعرف من أي شيء كان يدافع عنها، لأن الكلب الصغير لم يقم بأي تهديد، ثم خرجت وهربت الكابيبارا إلى البحيرة.

بشكل عام ، السكان المحليون ليس لديهم أي شيء ضد الكابيبارا ، كل ما في الأمر أن عدد القوارض قد خرج عن نطاق السيطرة مؤخرًا ، وأصبحت مصدر إزعاج. 

يدعي الكثيرون أنه إذا لم يتم فعل شيء ما تجاههم، فسوف تتضخم مئات الكابيبارا التي تعيش بالفعل في نوردلتا إلى عدة آلاف في وقت قريب جدًا.

ومع ذلك ، فإن ما يسمى بغزو الكابيبارا ، أو الكاربينشوس ، كما يطلق عليهم في الأرجنتين ، ينظر إليه بشكل مختلف عن نوردلتا، في حين أن السكان المحليين الأثرياء المتضررين يعتبرون أنفسهم ضحايا في حاجة إلى المساعدة ، فإنهم بالنسبة للكثيرين هم الغزاة وكابيبارا هم السكان المحليون الذين يستعيدون أراضيهم.

وقد قال عالم البيئة الأرجنتيني إنريكي فيالي: الأمر معكوس، نوردلتا غزت النظام البيئي للكاربينشوس، ويتعين على مطوري المنطقة ومشيدين العقارات الأثرياء المدعومين من الحكومة تدمير الطبيعة من أجل بيع العملاء حلم العيش في البرية ، لأن الأشخاص الذين يشترون تلك المنازل يريدون الطبيعة ، ولكن بدون البعوض أو الأفاعي أو الكاربينشوس.

ونظرًا لأن نوردلتا ينظر إليها على أنها مجتمع مسور من الأغنياء والأقوياء ، فقد أصبحت الكابيبارا التي تحاول استعادة موطنها الطبيعي رمزًا للصراع الطبقي في الأرجنتين.

يمكن أن يصل طول الكابيبارا الكامل النمو إلى متر واحد ، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 60 سم ويمكن أن يصل وزنه إلى 60 كجم أي حوالي 132 رطلاً، وهي حيوانات اجتماعية تعيش في مجموعات من 10 إلى 20 فردًا.