الثلاثاء 28 مايو 2024

أشهر سفاحتين في تاريخ مصر.. أسرار عائلية تكشف لأول مرة عن "ريا وسكينة"

ريا وسكينة

فن27-8-2021 | 19:17

جميلة حسن

لم تعد قصة "ريا وسكينة"، أشهر سفاحتين في تاريخ مصر، خافية على أحد، خاصة بعد أن تناولتها الدراما، سواء السينمائية، أو التليفزيونية، وحتى المسرحية، في عدد من الأعمال، بعضها كان جادا، والبعض الآخر كوميدي بامتياز.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل هناك شيئا لم يتم تناوله في حياة هاتين السيديتين، اللتين ارتكبتا مع زوجيهما، وبعض أصدقائهم، أبشع جرائم قتل في بداية القرن العشرين، وراح ضحيتها 17 امرأة، مما دفع القضاء إلى الحكم عليهما بالإعدام، في سابقة هي الأولى في تاريخ مصر، لتسجلا كأول امرأتين ينفذ فيهما حكم الإعدام، منذ وضع قانون العقوبات المصري.

 

المعروف عن "ريا وسكينة"، أنهما جاءتا من الصعيد إلى الإسكندرية، بعد أن مكثتا لفترة في مدينة كفر الزيات، لكن ما لا يعرفه الكثيرون، أنهما تنتميان إلى قبائل البدو الرحل، وفق ما أكد الكاتب الصحفي، والمؤرخ الراحل صلاح عيسى، في كتابه "رجال ريا وسكينة.. سيرة سياسية واجتماعية".

وأوضح الكتاب أن أصول أشهر سفاحتين في التاريخ الحديث، تعودان إلى عائلة من البدو الرحل، كانت تعيشون في الصحراء، شرق وغرب النيل، وتشن فرق منهم غارات دورية على القرى القريبة من مراكز تجمعاتهم، بغرض السرقة والنهب، أو جمع الإتاوات.

ومع بدايات القرن العشرين، تحول البدو الرحل، من الرعي إلى الزراعة، واستقر أغلبيتهم في القرى المتناثرة على جانبي نهر النيل، ويجد الكاتب في ذلك، مبررًا للاعتقاد بأنهم لم يكونا من الفلاحين، إذ لم يكن شائعًا عن الفلاحين في ذلك الوقت كثرة الحركة والتنقل.

ويستدل على ذلك بالجموح الذي غلب على سلوكهما منذ فترة تسبق بكثير ارتكابهما لجرائمها، ما يكشف عن أنهما قد نشأتا في جو يخلو إلى حد كبير من الالتزامات الخلقية والاجتماعية التي يتشربها الأطفال عادةً من المجتمعات المستقرة، إذ كانتا "ريا" و"سكينة" بالمقارنة مع غيرهما من نساء الصعيد المهاجرات مثلهما إلى الإسكندرية، بل والمجاورات لهما في السكن، شديدتي الجرأة على التقاليد والعادات الاجتماعية الموروثة.

وولدت "ريا" وشقيقها الأكبر "أبو العلا" في قرية الكلح التابعة لمركز إدفو بمحافظة أسوان، وقضوا جزء من طفولتهما في محافظة سوهاج، ثم رحلا إلى مسقط رأس أمهما في بني سويف، وهناك وُلدت الشقيقة الصغرى "سكينة"، وبعد سنوات رحلوا إلى مدينة كفر الزيات في وسط الدلتا، ثم زحفوا إلى الإسكندرية.

ولا يوجد شيء يدل على عمق صلتهم بالقرية التي نشأوا فيها، فلم يرد في أقوالهم ما يدل على أنهم كانوا يملكون بها أرضًا أو ما يوحي بأن أحدًا منهم كان يعمل لوقت طويل بفلاحة الأرض، كما لم يسأل أحدًا من أقربائهما في أسوان أو بني سويف عنهما خلال مدة التحقيق والمحاكمة، على العكس من بقية المتهمين معهما في القضية الذين جاء أقاربهم ليشهدوا جلسات محاكمتهم.