الإثنين 29 ابريل 2024

محسن النعماني: «صناع الحياة» تعتمد على الشباب.. و«حياة كريمة» مشروع إنساني من الدرجة الأولى (حوار)

اللواء محسن النعماني

تحقيقات29-8-2021 | 18:14

أماني محمد

«صناع الحياة» بُنيت على إعداد شباب مصر لخدمة أهل مصر

المؤسسة تعمل في مشروع خدمة البيئة وتنقية المناخ بمشاركة 10 جامعات مصرية

نفخر أننا أحد المؤسسات التي كلفتها الدولة بأعمال رئيسية في المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة

الدولة يجب ألا تتحمل وحدها المشروعات التي يستطيع المجتمع المدني تنفيذها

مصر كانت من الدول الفريدة التي نجحت في الحماية من كورونا واستكمال التنمية

 

يشارك المجتمع المدني الدولة في تنفيذ مشروعاتها التنموية، وعلى رأس تلك المشروعات "حياة كريمة"، التي تتكاتف فيها مؤسسات المجتمع المدني مع مؤسسات الدولة للنهوض بأوضاع القرى الأكثر احتياجا، ومن بين تلك المؤسسات "صناع الحياة" التي تأسست عام 2011 ومسجلة مركزيا برقم قيد 839 لسنة 2018، ويرأس مجلس أمنائها اللواء محسن النعماني.

اللواء محسن النعماني شغل منصب وزير التنمية المحلية الأسبق في 2011، وكان قبل ذلك محافظا سوهاج، وتولى رئاسة مجلس أمناء مؤسسة صناع الحياة في فبراير الماضي خلفا للمهندس عمرو حسيب.

وأكد اللواء النعماني أن المؤسسة تتعاون مع مؤسسات الدولة في تنفيذ المشروعات الهامة من بينها مشروع حياة كريمة، وكذلك إعادة تأهيل الشباب، موضحا في حواره لبوابة "دار الهلال"، أن الدولة المصرية نجحت في احتواء تداعيات جائحة كورونا من خلال المشروعات التنموية وحققت هدفين هما الحماية من كورونا وكذلك استكمال التنمية، وإلى نص الحوار:

 

في البداية.. ما هي تفاصيل أنشطة مؤسسة صناع الحياة ودورها الخدمي للمجتمع؟

مؤسسة صناع الحياة بُنيت على إعداد شباب مصر في خدمة أهل مصر، واعتمدت على تشجيع الشباب على الانضمام لها لتدريبهم على أعمال خدمة المجتمع في المراحل المختلفة التي يحتاجها، وهي مؤسسة من الشباب وللشباب ولأسرهم ولكل من يحتاج أعمال الدعم منها.

 

وكيف تقدم المؤسسة الدعم اللازم للأسر؟

 والمؤسسة تتعدد مهامها وأنشطة في دعم الأسر المحتاجة من خلال تأهيلهم بحيث يقدروا على تولي كسب عيشهم بأيديهم وبكرامة ومن خلال عملهم، حيث يتم تحليل موقف الأسرة ومدى احتياجاتها، وإذا كان هناك احتياجات عاجلة تقدم لها، وتأهيل ودعم رب الأسرة للقيام بمشروع يكفل دخل دائم للأسرة.

وإن كان هناك أشخاص تخطوا مرحلة القدرة العمل، تتولاهم المؤسسة بشكل منتظم لسد احتياجاتهم الأساسية.

 

وما هو دور المؤسسة في دعم وتأهيل الشباب؟

المؤسسة تعمل في مشروعات تأهيل الشباب للعمل، في مجالات مختلفة بما فيها محو الأمية في البداية ثم التدريب والتأهيل الفني للعمل في مجالات مختلفة، كما أنه يجري إعادة تأهيل العائدين من الخارج ومساندتهم للقيام بأعمال ناجحة تكفل لهم عودة مستقرة في وطنهم.

وهناك بعض المشروعات التي لها بعض الارتباطات الدولية للمؤسسة، منها المعنية بتدريب أولادنا في الجامعات للقيام بأعمال خدمة البيئة وتنقية المناخ، وهو مشروع تشارك فيه 10 جامعات مصرية تعمل من خلال طلابها مع المؤسسة في هذا المجال، وكذلك مشروع إعداد الشباب للأعمال القيادية ولتدريب الآخرين، وهو من المشروعات التي تشهد تعاونا دوليا للمؤسسة.

 

وما هي المشروعات التي تشاركون في تنفيذها مع الدولة؟

نفخر أننا كنا أحد المؤسسات التي كلفتها الدولة بأعمال رئيسية في المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة، حيث تمت الأعمال بشكل نال التقدير وهو أمر انعكس في حفل حياة كريمة الذي حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي في استاد القاهرة الشهر الماضي، من خلال تقديم نموذج قرية نفذتها المؤسسة، فنحاول أن نسدد دين بلدنا علينا، وأن نعطي أهلنا حقهم، في أن يخدم الأبناء بلادهم ويساعدوها، ونفخر أن مؤسستنا أصبحت الآن تتعمد على الشباب، وتقوم أكثر من جهة تتقدمهم وزارة التضامن الاجتماعي في تطبيق نفس الفكرة وهي تأهل الشباب ليساعدوا أهلهم ويقوموا بواجبهم نحو وطنهم، ونفخر أن شبابنا ومتطوعينا موجودون في كل أنحاء مصر.

 

وما رأيك في مبادرة حياة كريمة والتي تستهدف النهوض بمستوى معيشة أكثر من 60 مليون مواطن مصري؟

مبادرة حياة كريمة هي مشروع رائد في العالم أجمع، فالدولة الآن لا تواجه المشاكل بشكل جزئي ولكن تتصدى للمشكلة من أساسها وتضع كل طاقتها لحل المشكلات وانتهائها بأسرع ما يمكن، فمشروعات مبادرة حياة كريمة تعني بكل مراحل المعيشة مثل التعليم والتدريب والعمل والمرافق والبنية التحتية، فهي مشروع كامل جغرافيا يشمل كافة محافظات مصر، وكذلك كامل نوعيا لأنه يشمل جميع جوانب الأنشطة الشاملة.

وحياة كريمة مشروع شديد الجرأة لأنه ينقل المجتمع نقلة سريعة في كافة ربوعه وهي شرف كبير لأي شخص يشارك فيه، أن يكون أحد الجهات التي ساندت أهلها في كل مكان في مصر، فهي مشروع جريء للغاية وطموح وإنساني وعلى أعلى درجة من درجات الإنسانية والمسئولية.

 

وكيف يساهم المجتمع المدني في تنفيذ مبادرة حياة كريمة ومعاونة الدولة في تحقيق أهدافها؟

الدولة يجب ألا تتحمل وحدها المشروعات التي يستطيع المجتمع المدني تنفيذها، فالدولة تنفذ المشروعات الكبرى الاستراتيجية والتنموية، وهي قادرة على تنفيذها وكل مصري الآن يلمس ذلك في كل أنحاء البلاد، حيث تمتلك الدولة رؤية استراتيجية في تطوير البلاد، وهناك موضوعات يجب اشتراك المجتمع المدني فيها مع الدولة، لأن تلك الموضوعات تلمس أنحاء متفرقة من البلاد وأطراف مترامية، والمجتمع المدني قادر على الوصول إلى تلك المناطق وأن يساعد في تحقيق التنمية لتتمكن الدولة من تنفيذ مخططها الاستراتيجي.

 

وفي رأيك.. كيف كانت جائحة كورونا كاشفة لنجاح الدولة المصرية وجهودها في التنمية والإصلاح؟

هذه هي إحدى الأمور التي يجب أن نفخر بها، وهي أن جائحة كورونا لم تؤثر على مستوى التنمية في مصر واستطعنا أن نوفر سبل لحماية الشعب المصري من كورونا وفي الوقت نفسه لم تتوقف عملية التنمية، وهنا برزت الإدارة الهامة والدقيقة والعلمية لمواجهة الجائحة وجاءت معدلات الدولة تم ضبطها، فحين واجهت الدولة الوباء واجهته بمسئولية وإيجابية وباستكمال المشروعات التنموية في كل ربوع مصر.

فمصر كانت من الدول الفريدة التي نجحت خلال الجائحة في المجالين، الأول الحماية والثاني استكمال التنمية.

 

وكيف تمكنت الدولة من تحقيق هذه المعادلة واحتواء الأزمة؟

لم تلجأ الدولة في أي مرحلة من الجائحة إلى إيقاف الأعمال والأنشطة ولكن نظمتها ووفرت سبل الحماية منها، كما أوجدت الدولة إجراءات كانت كفيلة لمنع الوباء من الانتشار الكبير كما وفرت وسائل الحماية من المراحل الأولى وكذلك التطعيم في المرحلة التالية، وجميعنا نقدر أن الدولة لم تنكب على نفسها ولكن ساعدت أيضا الأشقاء في الدول المجاورة والشقيقة التي كانت تحتاج إلى دعم ومساندة في هذا الأمر.

 

وماذا عن دور المشروعات التنموية التي تنفذها الدولة في شتى القطاعات وكيف ساهمت في هذا النجاح؟

في البداية تعد مشروعات المرافق هي القاعدة الأساسية لأي بناء تنموي وتطوير إنتاجي، وكل من يسير في مصر الآن سواء داخل المدن أو بينها يشعر براحة وانسيابية شديدة في المرور نتيجة لأعمال التطوير والطرق التي امتدت في كل مكان بمواصفات جيدة للغاية والكباري التي امتدت بين المحافظات لمعالجة أية عقبات على الطرق، والجميع يلحظ هذا النجاح.

وكذلك المدن والعواصم الجديدة في كل محافظة تقريبا، والتي نُفذت لتمتص الكثافة الزائدة في المدن القديمة وتعالج بعض الإشكاليات التي كان يعاني منها المواطنون في معيشتهم، وكذلك المدن الصناعية التي امتدت إلى كل محافظات مصر، للقضاء على الهجرة الداخلية وتوفير فرص العمل في كل محافظة، بالإضافة إلى مشروعات التنمية الزراعية وتطوير الري والتي جميعها تؤكد أن الدولة تنظر للتنمية بنظرة شاملة وليست جزئية وهي أساس تطور المجتمعات، وبتوفيق الله ستكتمل تلك المشروعات وتحقق أهدافها.

 

وماذا عن مشروعات مؤسسة صناع الحياة في المستقبل هل هناك مبادرات جديدة؟

صناع الحياة تعمل مع وزارة التضامن الاجتماعي في تنسيق دائم، وكذلك تعمل مع مجموعة من المؤسسات المعنية في خدمة المجتمع وأولها صندوق تحيا مصر وغيره من المؤسسات التي يتكامل العمل معها، وكذلك تعمل المؤسسة على تطوير قدراتها ليكون جزءا كبيرا من العمل بتغطية من مصادر تمويل ثابتة من المنظمة، وتعمل إلى جانب الشركاء الدائمين باستمرار، ونجحت في إضافة أعمال فرق الطوارئ إلى جانب أعمال المؤسسة.

وفرق الطوارئ هذه تعمل على التدخل لمواجهة أي حدث غير متوقع، وهو أمر برز في عدة حوادث شهدتها البلاد مثل حوادث القطارات في سوهاج أو القليوبية، كما تساهم المؤسسة في أعمال البناء ضمن مخطط الدولة، وتعتبر نفسها أحد الشركاء الرئيسيين في تنفيذ مخططات الدولة فيما يخص المجتمع المدني ونستكمل بقية المشروعات لخدمة المجتمع.

Dr.Randa
Dr.Radwa