قال مسؤولون أمريكيون إن غارة أمريكية بطائرة بدون طيار يوم الأحد أصابت مركبة تقل "انتحاريين متعددين" من فرع تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان قبل أن يتمكنوا من استهداف الإجلاء العسكري الجاري في مطار كابول الدولي.

وأوردت وكالة "أسوشيتد بريس" الأمريكية وجود تفاصيل أولية قليلة عن الحادث، فضلًا عن سقوط صاروخ على حي شمال غرب المطار مباشرة، مما أسفر عن مقتل طفل، ووصفت حركة طالبان الهجومين في البداية بأنهما حادثتان منفصلتان، على الرغم من أن المعلومات عن كل منهما ظلت شحيحة وسمع الشهود انفجارًا واحدًا كبيرًا يوم الأحد في العاصمة الأفغانية.

وجاءت الغارة الجوية في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بإغلاق جسر جوي تاريخي شهد إجلاء عشرات الآلاف من مطار كابول الدولي، الذي كان مسرحًا للكثير من الفوضى التي اجتاحت العاصمة الأفغانية منذ سيطرة طالبان قبل أسبوعين. وبعد هجوم انتحاري نفذته جماعة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وأسفر عن مقتل أكثر من 180 شخصًا، وعززت طالبان إجراءات الأمن حول المطار حيث أنهت بريطانيا رحلات الإجلاء يوم السبت.

وواصلت طائرات الشحن العسكرية الأمريكية رحلتها إلى المطار يوم الأحد، قبل الموعد النهائي الثلاثاء الذي حدده الرئيس جو بايدن في وقت سابق لسحب جميع القوات من أطول حرب أمريكية، ومع ذلك، فإن الأفغان المتخلفين في البلاد قلقون من عودة طالبان إلى حكمهم القمعي السابق - وهو الأمر الذي غذته عملية إطلاق النار مؤخرًا على مطرب شعبي في البلاد على يد المتمردين.

وقال مسؤولان عسكريان أمريكيان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة العمليات العسكرية، إن الغارة الجوية كانت ناجحة وقالا إن المركبة كانت تحمل قاذفات متعددة.

ووصف الكابتن بالبحرية الأمريكية بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي، الضربة بطائرة بدون طيار بأنها إجراء تم اتخاذه "للدفاع عن النفس"، وقال إن السلطات واصلت "تقييم احتمالات سقوط ضحايا مدنيين، رغم عدم وجود مؤشرات لدينا في الوقت الحالي".

وقال أوربان: "نحن على ثقة من أننا حققنا الهدف بنجاح، ودلت انفجارات ثانوية كبيرة من السيارة على وجود كمية كبيرة من المواد المتفجرة".

وكان المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد قال في وقت سابق في رسالة للصحفيين إن الضربة الأمريكية استهدفت انتحاريًا بينما كان يقود سيارة محملة بالمتفجرات، وقدم مجاهد القليل من التفاصيل الأخرى.

وهذه الضربة هي الثانية التي تنفذها أمريكا منذ التفجير الانتحاري في المطار، وقتلت ضربة يوم السبت في إقليم ننجرهار عضوا في تنظيم الدولة الإسلامية يعتقد أنه متورط في التخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة في كابول.