تحل اليوم الذكرى الـ 15 لوفاة فيلسوف الرواية العربية الأديب نجيب محفوظ ابن الموظف عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا الذي لم يقرأ سوى القرآن الكريم وكتاب محمد المويلحي "حديث عيسى بن هشام" الذي كان صديقاً له، كان نجيب أصغر أشقائه وكان الفرق بينه وبين أقرب أشقائه عشر سنوات لذلك أحس نجيب بالفرق والوحدة مما جعله محباً للقراءة وبالتحديد الميثولوجيا والحكايات القديمة، في عام 1930 التحق بجامعة القاهرة وحصل على ليسانس الفلسفة، وشرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية ولكنه ركز بعد ذلك على الأدب، تناول محفوظ العديد من القضايا الهامة في كتاباته منها الاشتراكية والمثلية الجنسية وأيضا صاغ بأدبه مفهومًا جديداً لعلم نفس الأدب.
وبجانب أدب نجيب محفوظ العالمي كان أيضاً مجتمعيا من الطراز الأول حيث قام بتأسيس بعض المؤسسات المجتمعية منها: وحدة رعاية صحة الطفل، كما أسس وحدة صحة الأم في مصر ووحدة رعاية الحوامل، كما أسس أيضا مشروع القرض الحسن وهذا البرنامج كان عمله تقديم قروض للطبقة الفقيرة من الناس وذلك من دون فائدة.
" إن أردت أن أحث أحداً ما على التواضع لن أكون متواضعاً حينها".
رفض نجيب محفوظ كتابة سيرة ذاتية عن حياته لإيمانه بأنها حياة عادية ليس فيها ما يثير الإهتمام، فكرة يُحترم عليها، فحياة نجيب محفوظ ثرية وحافلة وأقل ما يمكن وصفها بأنها أرشيف تاريخي وإنساني قيّم وهام، وبجانب ثقله وأهميته كأديبٍ أسس الرواية المصرية، فقد كان شاهداً متزناً على أهم التحولات السياسية والاجتماعية والفنية والأدبية في تاريخ مصر بدأً من ثورة 1919 م التي تشبع بروحها وبأفكار ثم ثورة يونيو 1952م، مروراً بصعود أحزاب سياسية واندثار أخرى وصولاً لآخر ما عاصر من رؤساء مصر وهو حسني مبارك، الذي منحه قلادة النيل العظمى بعد أن أدرك أهميته كرمز فكري مصريّ بعد فوزه بنوبل للآداب وقد كشفت ابنة محفوظ بعد ثلاثين عاماً من تاريخ منحه القلادة أنها كانت قلادة مزيفة ولم تكن من الذهب الخالص حسبما يُفترض.
امتدت رحلت نجيب محفوظ مع الكتابة أكثر من 70 عاما، كتب خلالها أكثر من 50 رواية ومجموعة قصصية فضلاً عن كتب ضمت مقالاته.
ونال محفوظ عام 1988 جائزة نوبل في الآداب ولا يزال العربي الوحيد الذي حصل عليها.
تعد مسيرة محفوظ الإبداعية تطور لفن الرواية العربية في مراحلها التاريخية والواقعية والرمزية والملحمية، حيث اختصر الجهد والوقت على أجيال من المبدعين العرب، فلولاه لظل الطريق غير ممهد للأجيال التالية.