لحظات مريرة تعشيها أسرة "طفل المحلة المخطوف"، والألم يعتصر قلوبهم خوفا على نجلهم الذي يغيب عنهم منذ ما يقرب من 24 ساعة متواصلة في واقعة أشبه بأفلام الرعب .

 

الأم تناجي نجلها وكأنها لا تسمع ولا ترى غيره، فهي في عالم آخر فاقدة الوعي لا تشعر بما يدور حولها، والأب يواصل الليل بالنهار ينتظر ثمة معلومة أملا أن تكون طرف خيط لكشف الحقيقة، والجد والجدة يجلسان على الطرقات وأعينهما مليئة بالدموع والوجع، ونظرات الترقب من الجميع تسيطر على الموقف .

 

يذهب "أحمد زياد البحيري"، الطفل المختطف في المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، كعادته لمساعدة والده ووالدته في محل بيع الزيوت، على الطريق الدائري، وفي هذا اليوم المشئوم فوجئوا بتوقف سيارة لونها رصاصي خرج منها شخصان ملثمان وقاما بخطف الطفل في وضح النهار أمام أعين والدته، ولم تشفع توسلاتها لهما بل سحلاها أثناء محاولتها استيقاف السيارة .

 

تواصلت "دار الهلال"، مع أسرة أحمد زياد البحيري، المختطف ليرووا تفاصيل الواقعة، حيث قال السيد الشرشابي جد الطفل، أنه فوجئ باتصال من ابنة خاله تخبره باختطاف حفيده، حينها ذهب إلى منزل نجلته مهرولا من هول الصدمة، لتؤكد له المعلومة، وكانت في حالة انهيار شديد، قائلا "إن ما حدث في هذا اليوم في تمام الساعة العاشرة صباحا أن ابنته ذهبت مع نجلها لكي تفتح المحل كعادتهما، وأثناء رفعه باب المحل فوجئا بتوقف سيارة بطريقة مريبة، وقاما بحمل الطفل بعنف، فحاولت والدته الإمساك به إلا أنها فقدت المقاومة، خاصة بعد سقوط أحد الحوامل الحديدية عليها، ما أدى إلى إصابتها بجروح وكدمات، وأثناء محاولتها إيقاف السيارة، قاما بسحلها ثم فرا هاربين" .

 

وأوضح أن ابنته منذ حدوث الواقعة، وهي في حالة مأساوية تتحدث وتنادي على نجلها، والدموع لا تفارقها من هول ما حدث، مشيرا إلى أن زوج ابنته سمعته طيبة ولا يوجد له أي خلافات مع أحد أو أعداء فهو في حاله ومحب للجميع.

 

وأوضح جد الطفل، أن ما يتم تداوله من وجود خلافات أو قيام أحد الأشخاص بالاتصال لطلب فدية 2 مليون جنيه عار تماما من الصحة، كما ناشد الأهالي المتعاطفين معهم بالتوقف عن نقل المعلومات غير الدقيقة التي من شأنها أن تتسبب في تشتيت الأمن وتزيد من الألم والحزن، وهم في أمس الحاجة لأي معلومة صحيحة ويرجو من الجميع الدعاء لهم" .

والتقطت منه أطراف الحديث، نجلته وأم الطفل زياد، وفي صوت خافت تحمل نبراته الحزن، قالت" أنا عايزة ابني هاتولي زياد اتخطف قدام عيني وماعرفتش أعمل حاجة.. حاولت أنقذك ماعرفتش يا حبيبي يا ابني يا ريتني كنت أنا"، مؤكدة أنها تثق في الأجهزة الأمنية التي تحركت فور وقوع الحادث وانتشار مقطع الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

ومن جانبه كشف مصدر أمني أن السيارة التي استخدمت في حالة خطف الطفل بمدينة المحلة، قامت بالمرور حول المحل الذى شهدت الواقعة 4 مرات، مشيرا أن المحل تم فتحه حوالى الساعة 10 صباحا . كما حصلت بوابة "دار الهلال "، على صورة ضوئية من محضر رسمي تم تحريره يوم 16/8/2021 من المواطن حسن محمود مصطفى مقيم بقرية منية سمنود، بفقدان اللوحات الخاصة بسيارته والتى تم استخدامها فى حادث خطف الطفل زياد أحمد البحيري فى وضح النهار بالطريق الدائرى بالمحلة الكبرى .

 

وكشف المحضر، أنه تم سرقة اللوحات المعدنية الأمامية والخلفية للسيارة رقم 1264، ولا يتهم مالك السيارة أحد.

 

وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مقطع فيديو يظهر قيام شخصين ملثمين بخطف طفل يدعى زياد أحمد البحيري مقيم بمنطقة عزبة خضر أثناء تواجده بمحل والده بالطريق الدائرى.

 

وظهر في الفيديو، شخصان ملثمان، أثناء خطف الطفل داخل سيارة فضية اللون تحمل رقم 1264 وفروا هاربين، وذلك وسط حالة من الخوف والفزع من الأهالي.

 

وتكثف مباحث المحلة الكبرى من جهودها لضبط المتهمين في واقعة اختطاف طفل من أمام أحد محال الزيوت بالطريق الدائري.

 

تلقى اللواء هاني عويس مدير أمن الغربية، إخطارا من مأمور قسم المحلة الكبرى، بورود بلاغات من الأهالي تفيد باختطاف طفل يدعى "زياد أحمد البحيري" من قبل شخصين ملثمين في سيارة ملاكى تحمل لوحة معدنية رقمها 1264، وفروا هاربين .

 

وتستمع مباحث المحلة الكبرى إلى أقوال والد الطفل كما أمر العقيد خالد عبد الفتاح رئيس الفرع الجنائي بالمحلة وسمنود بتفريغ كاميرات المراقبة للتعرف على هوية المختطفين وضبطهم، في أسرع وقت .

 

وتحرر محضر بالواقعة، لإخطار النيابة العامة، واستكمال الإجراءات القانونية .