الثلاثاء 28 مايو 2024

بعد 45 عاما علي عرضه وبحضور 6000 شخص .. كوبولا وآل باتشينو ودي نيرو يكشفون أسرار الأب الروحي

23-5-2017 | 21:57

كتبت : نيفين الزهيري - Photo by:Kevin Mazur

"لا تقل إن العمل لاعلاقة له بالأمور الشخصية ، بل العكس ، و إلا لما أفنينا أغلب عمرنا في العمل" هذه من أهم المقولات التي قالها مارلون براندو الذي كان يتقمص شخصية العراب في فيلم "الأب الروحي" او The Godfatherويطبقها حرفيا في حياته العادية، وهناك غيرها من الدروس والنصائح في الحياة التي يستمع لها كل فرد من أصدقائه وعائلته لتجدوا إنها مأخوذة من الفيلم والذي يقدم آراء عميقة حول كيفية إدارة الأمور في عالم الحياة والأعمال، فلا يمكن لأي رجل أو رجل أعمال حقيقي علي ظهر الأرض لم يشاهد ثلاثية The Godfather، فضلا عن محبي السينما بصفة عامة، حيث يعد من أفضل أفلام السينما العالمية بلا مبالغة، وهو إنه يصنف في المرتبة الثانية عالميا كأعظم فيلم في السينما الأمريكية ، وأحد أعظم الأفلام تأثيرا خاصة في أفلام الجريمة والعصابات .

وكانت سلسلة أفلام The Godfather قد بدأت عام 1972، وبعد مرور 45 عاما تجمع من جديد طاقم الفيلم في نيويورك لإحياء ذكريات تجارب الأداء والمثابرة والإلهام التي أنتجت سلسلة أفلام المافيا التي حصدت عدة جوائز أوسكار، حيث استعاد النجوم تلك الأيام عندما اعتبر منتجو الفيلم أن آل باتشينو أقصر من اللازم وكانوا على وشك الاستغناء عن فرانسيس فورد كوبولا مخرج سلسلة الأفلام بينما تعين على النجم مارلون براندو إجراء تجربة أداء أمام الكاميرا مثل أي ممثل مغمور.

وسط ستة آلاف متفرج في ختام مهرجان تريبيكا السينمائي استمتع كوبولا وباتشينو والنجوم روبرت دي نيرو وديان كيتون وجيمس كان وتاليا شاير وروبرت دوفال بمتابعة فيلمي (The Godfather) أما الجزء الثاني فأنتج عام 1974، لدرجة أن كوبولا قال "لم أشاهد هذين الفيلمين منذ سنوات... كانت تجربة عاطفية للغاية".

وقد حصد الفيلمان تسع جوائز أوسكار تدور قصته حول اليتيم الذي هاجر من صقلية إلى الولايات المتحدة في مطلع القرن العشرين حيث أسس عائلة كورليوني الإجرامية من كلاسيكيات السينما، إلا أن بدايات الفيلم لم تكن مبشرة.. يتذكر كوبولا كيف كانت استوديوهات باراماونت تريد فيلما "رخيصا وسريعا" تجري أحداثه في السبعينيات من القرن العشرين.

وكان كوبولا نفسه على وشك الطرد من العمل عدة مرات وواجه معارضة شرسة للاستعانة في الفيلم بكل من باتشينو الذي أدى دور مايكل كورليوني وبراندو الذي قام بدور الأب الروحي، وكان براندو، الذي توفي في عام 2004، واجه سلسلة من الاخفاقات في إيرادات الأفلام بعد نجومية في الخمسينيات كما كان معروفا بأنه شخصية صعبة.

قال كوبولا ذكر لي (المديرون التنفيذيون بالاستوديو) إن الاستعانة ببراندو ستجعل الفيلم أقل نجاحا من الناحية التجارية مقارنة مع الاستعانة بممثل مغمور"، وأضاف أن الاستوديو وافق في نهاية الأمر بشرط "موافقة مارلون على الخضوع لتجربة أداء أمام الكاميرا دون أي مقابل مادي والتوقيع على وثيقة بمليون دولار يتعهد فيها بأنه لن يسبب أي مشاكل خلال إنتاج" الفيلم، وكان براندو من ابتدع الصوت الأجش وشكل الوجه والشعر لشخصية كورليوني أثناء تجربة الأداء أمام الكاميرا. لكن بعد ثلاثة أسابيع من بدء التصوير كان هناك المزيد من المشاكل.

قال كوبولا إن الاستوديو "كره براندو. اعتقدوا أنه يبرطم وكرهوا الفيلم... كانت الأجواء قاتمة للغاية". لكن براندو فاز في النهاية بجائزة أوسكار لأفضل ممثل عن أدائه في الفيلم، أما باتشينو الذي كان ممثلا جديدا آنذاك تحتم عليه إجراء «عدة تجارب» أداء أمام الكاميرا لأداء دور مايكل، الابن الجامعي الذي تولى إدارة أعمال الأسرة من نوادي قمار وعمليات ابتزاز. اعتقد المديرون التنفيذيون بالاستوديو أنه قصير بدرجة لا يصلح معها لأداء الدور وأرادوا التعاقد مع روبرت ريدفورد أو رايان أونيل.

لكن كوبولا أصر وقال "كلما قرأت السيناريو كنت أرى وجهه (باتشينو) خاصة في المشاهد في صقلية"، وقال باتشينو إنه كان أساسا يريد دور الابن حاد الطبع سوني، واعتقد أن كوبولا "مخبول" لأنه يريد منه أن يلعب دور مايكل، ويتذكر باتشينو "اعتقدت أن هذا إما حلم أو مزحة... ثم بدأت مرحلة رفضهم لي وإصرار فرانسيس علي"، وكان (الأب الروحي) بداية انطلاقة باتشينو كأحد أعظم نجوم جيله.

واشاد كتاب بعبقرية المخرج صانع فيلم "الاب الروحي" الذي اُعتبر من أفضل الأفلام في تاريخ السينما الأميركية، وقالوا عنه له "قدرة لامتناهية على احتمال المشقات في سبيل تحقيق الهدف".