الأربعاء 12 يونيو 2024

تقرير: تأثير وباء كورونا كان مدمرًا لاقتصاد السياحة الكمبودي

وباء كورونا

عرب وعالم1-9-2021 | 16:16

دار الهلال

أجبرت التداعيات المعقدة لوباء "كوفيد-19" ما يقرب من نصف الشركات ذات الصلة بالسياحة في كمبوديا على إغلاق أبوابها، وذلك وفقًا لتقرير جديد نشرته "مؤسسة آسيا"، المنظمة الإنمائية الدولية غير الربحية المعنية بتحسين الحياة في أنحاء آسيا.


واستنادًا إلى دراسات استقصائية شملت حوالي 1000 شركة صغيرة ومتوسطة مرتبطة بالسياحة في أجزاء مختلفة من كمبوديا في أبريل 2021، وجد التقرير أن 47 بالمئة من الشركات المرتبطة بالسياحة قد أوقفت عملياتها منذ بداية كوفيد، في حين قالت 22 بالمئة فقط من الشركات إن عملياتها لم تتغير عما كانت عليه قبل تفشي الوباء.


وحسبما أشارت دورية (ذا دبلومات) المتخصصة في الشئون الآسيوية، تضمنت الأعمال التجارية المتعلقة بالسياحة كلاً من الأعمال المسجلة رسميًا، مثل الفنادق والمطاعم ووكلاء السفر ومقاهي الكاريوكي، بجانب مجموعة كبيرة من الشركات غير الرسمية المتجمعة حول اقتصاد السياحة في كمبوديا، والتي تشمل الباعة الجائلين وسائقي التوك توك.


وعند سؤالهم عن أسباب عدم العمل كالمعتاد، قال 82 في المئة من الشركات التي شملها الاستطلاع إن ذلك يرجع إلى قلة العملاء، في حين أشارت 10 في المئة إلى مخاوف تتعلق بالسلامة.


وأوضح التقرير أنه مقارنة بعام 2020، كان التأثير السلبي للوباء على الشركات الصغيرة والمتوسطة المسجلة أكثر حدة، حيث أفادت 51 بالمئة منها بأن إيرادات المبيعات لديها توقفت تمامًا، بينما قالت 48 بالمئة منها إنها انخفضت بشدة، وأبلغت نسبة واحد في المئة فقط عن زيادة في الإيرادات. وبصفة عامة، قالت 77 في المئة من إجمالي الشركات التي شملها الاستطلاع إنها أصبحت معرضة "لخطر كبير" بعدم النجاة من الوباء.


وتبرز نتائج التقرير الصعوبات التي واجهتها دول جنوب شرق آسيا التي نجحت في احتواء كوفيد-19 في عام 2020، لتشهد تفشي المرض في النصف الأول من عام 2021.


ورغم أن الإجراءات التي اتخذتها كمبوديا في احتواء الوباء نجحت بصورة مثالية خلال الفترة من فبراير إلى نوفمبر 2020، حيث سجلت كمبوديا 323 حالة إصابة فقط، ولم تحدث وفيات، إلا أن الفيروس بدأ في الانتشار في أواخر فبراير من عام 2021، وقفز إجمالي عدد الحالات من حوالي 500 في 20 فبراير الماضي إلى حوالي 13 ألف إصابة بحلول نهاية أبريل من العام الحالي، مما استلزم عمليات إغلاق صارمة ضاعفت من التأثير السلبي على الشركات التي تضررت بالفعل من الانخفاض الحاد للزوار الدوليين.


وكانت السياحة أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد الكمبودي قبل تفشي الوباء، حيث زاد عدد السياح الدوليين الوافدين بمعدل سنوي بلغ 12 في المئة خلال العقد الماضي، مما أدى إلى إنشاء 16 ألفا و221 مؤسسة سياحية مسجلة وخلق ما يقرب من 630 ألف وظيفة مرتبطة بالسياحة. بل ساهم القطاع بما يقرب من 18.7 في المئة من نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبلاد عام 2019، وذلك وفق إحصاءات مؤسسة آسيا.


غير أن الجائحة دفعت القطاع إلى سقوط مدو، ففي عام 2020، انخفض عدد السائحين الدوليين الوافدين بنسبة 80 في المئة، مقارنة بعام 2019، في حين انخفض عدد السياح المحليين بنسبة 36.1 في المئة.


وتظهر الاستطلاعات أنه في حين أن العديد من شركات السياحة تمكنت من البقاء على قيد الحياة في عام 2020، إلا أن زيادة حالات الإصابة بفيروس كوفيد -19 منذ فبراير قد دفع الكثيرين إلى ما وراء نقطة الانهيار.