وصف رئيس البرلمان الاوروبي، ديفيد ساسولي مخرجات اجتماع وزراء داخلية الدول الاعضاء في التكتل الموحد أمس الثلاثاء بشأن أفغانستان بأنها كانت مخيبة للآمال.
وقال ساسولي، متحدثًا في منتدى بليد الاستراتيجي (BSF) في سلوفينيا، شعرنا بخيبة أمل كبيرة حيال نتائج مجلس الشؤون الداخلية أمس. لقد رأينا دولًا من خارج الاتحاد الأوروبي تتقدم لاستقبال طالبي اللجوء الأفغان، لكننا لم نشهد أي دولة عضو تفعل الشيء نفسه. جميع الدول الاوروبية على حق في التفكير في المتعاونين الأفغان وعائلاتهم ، لكن لم تكن لدى أي منها الشجاعة لتوفير الملاذ لأولئك الذين لا يزالون في خطر اليوم.
وأضاف رئيس الجهاز التشريعي الأوروبي لا يمكننا التظاهر بأن القضية الأفغانية لا تهمنا، لأننا شاركنا في تلك المهمة العسكرية وتقاسمنا أهدافها.
ورأى ساسولي، القيادي في الحزب الديمقراطي الإيطالي إن وجود صوت أوروبي قوي وموحد على المسرح الدولي ضروري أكثر من أي وقت مضى. يجب أن تحتل أوروبا مكانتها، وأن تجعل صوتها مسموعا وأن تحدد مصالحها الإستراتيجية أيضًا في إطار التحالف عبر الأطلسي ، من أجل أن تكون قادرة على تنفيذ أعمال لتحقيق الاستقرار والسلام والتنمية مع شركائنا وفق منظور تعددية الأطراف .
وأردف يسير هذا جنبًا إلى جنب مع الحاجة إلى المضي قدمًا معًا نحو سياسة أمنية ودفاعية مشتركة حقيقية، والتي بدونها سنظل معتمدين على حسن نية القوى العظمى ونعرض أنفسنا لتهديدات الأنظمة الاستبدادية، كما يتعين علينا أيضًا أن نتخذ خطوة طموحة إلى الأمام وننظر في تصويت الأغلبية المؤهلة في المجلس الاوروبي بدلا من نظام اتخاذ القرارات بإجماع كل الدول الأعضاء.
فيما عبر رئيس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل، عن قناعته بأن مسالة النفوذ الدولي هي التحدي الأكبر الذي يواجه التكتل الموحد في المستقبل، مشيراً إلى أن ما حدث في أفغانستان قدم دليلاً صارخاً على ذلك.
وكان ميشيل يتحدث اليوم أمام المشاركين في المنتدى الاستراتيجي الأوروبي، والذي يجمع صانعي القرار من مختلف الأطياف للتشاور بشان مستقبل العمل الأوروبي.
وأشار المسؤول الأوروبي إلى أن الاتحاد ليس بحاجة لحدث جيوسياسي جديد، على غرار ما حدث في أفغانستان، ليعي أهمية السعي لتحقيق اكبر قدر من الاستقلال الذاتي وتعزيز نفوذه الدولي.
وشدد على ضرورة العمل لإطلاق مرحلة جديدة من العمل الأوروبي في مجال الأمن والقدرات الدفاعية الجماعية، مع تطوير العلاقات مع الشركاء، الحلفاء الأقوياء يشكلون تحالفات قوية، وفق كلامه.
يذكر أن العديد من الأصوات الأوروبية داخل أروقة الأحزاب تتعالى للمطالبة بالاستفادة من الدروس المستقاة مما حدث في أفغانستان مؤخراً، والعمل على وضع نهج أوروبي خاص في مجالات السياسات الاستراتيجية والدفاعية الأوروبية.