رأت صحيفة (الوطن) العمانية أن انشغال العالم بالتصدي لجائحة كورونا، وتواصل الجهود للتعاون الدولي لم يكن حجر عثرة أمام الاحتلال الإسرائيلي في مواصلة جرائمه تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل.. مؤكدة أن الجائحة، التي هزَّت دولًا في غاية التقدُّم، لم توقف آلة الحرب ضد الأطفال .
وكتبت الصحيفة - في افتتاحيتها اليوم الخميس تحت عنوان "شهادة جديدة على الجرائم ضد الفلسطينيين" - أنه بحسب منظمة الأمم المتحدة للأطفال "اليونيسف" فقد استشهد تسعة أطفال فلسطينيين بين 7 مايو و31 يوليو من العام الحالي، وأصيب 556 طفلًا بأيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي التي لم تمنعها الظروف الإنسانية التي يمرُّ بها العالم عن استخدام الذخيرة الحية والرصاص المطاطي تجاه الأطفال، كما لم تمنعها الظروف الصحية عن التوقف عن حملة الاعتقالات الشرسة التي تشنها ضد أطفال عزَّل في ظل ظروف صحية في غاية التردي، فقد اعتقلت دولة الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 170 طفلًا فلسطينيًّا خلال نفس الفترة في القدس المحتلة.
وذكرت أنه على الرغم من الأرقام المرعبة حول الشهداء والمصابين والمعتقلين من أطفال فلسطين التي أعلنتها المنظمة الأممية، إلا أن أخطر ما في التقرير هو تحذير "اليونيسف" من أنها لن تكون قادرة على استئناف عملياتها لدعم أطفال فلسطين؛ بسبب نقص حاد في ميزانيتها، مشيرة إلى أنه خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة استهدفت إسرائيل 116 روضة أطفال خاصة و140 مبنى مدرسة عامة تعرضت لأضرار، بالإضافة إلى 41 مدرسة تابعة للأونروا، ويأتي العدوان المتواصل في وقت وصل فيه أعداد المصابين في الأراضي الفلسطينية بفيروس كورونا لأرقام كبيرة ، وبدلًا من تقديم العلاج والتطعيمات وجَّهت إسرائيل أسلحتها لنحر أحلام الطفولة من مستقبل فلسطين.
وأكدت الصحيفة أن ما يحدث في فلسطين من جرائم ضد الإنسانية رسالة بأن الكيان الإسرائيلي المحتل لا يزال يمارس جرائمه رغم ما تمرُّ به المعمورة قاطبة من ظروف استثنائية، فالتصعيد الإسرائيلي الأخير أسهم في زيادة الحاجة لتقديم مساعدة إنسانية لتلبية احتياجات الأطفال بلغت 47 مليون دولار مع فجوة تصل إلى نحو 33 مليون دولار أمريكي بنسبة (68٪)، فأبناء غزة مثلًا يحتاجون لأبسط حقوقهم، فلك أن تعرف أنه لا يزال الحصول على مياه الشرب المأمونة والصرف الصحِّي يمثِّل صراعًا يوميًّا رئيسيًّا لحوالي 1.3 مليون شخص في قطاع غزة، كما أن تصاعد العدوان الأخير قد أدَّى إلى إلحاق أضرار بـ290 من البنية التحتية للمياه والصرف الصحِّي والنظافة الصحيَّة، ما أدَّى إلى انقطاع التيار الكهربائي، وذلك بحسب تقرير المنظمة الأممية.
وأشارت إلى أن الكارثة الأكبر تتجلَّى في تأثر الخدمات الصحيَّة في غزة بشدة بالتصعيد الإرهابي الذي قامت به دولة الاحتلال الإسرائيلي في مايو 2021، حيث تضرر 33 مرفقًا صحيًّا خلال النزاع، كما استمر انتشار فيروس (كوفيد19) للعام الثاني على التوالي، الأمر الذي أدَّى إلى تفاقم نقاط الضعف الحالية، ما يؤثر على وصول الخدمات الصحيَّة الأساسية إلى الأطفال في قطاع غزة المنكوب بفعل الصمت العالمي، والمفروض عليه قيود على الإمدادات اللازمة لإعادة الإعمار الضرورية وسبل العيش والخدمات الأساسية.