بقلم: حازم إمام
شباب الألتراس هم جزء كبير من شباب مصر الجميل ولابد من احتواء هؤلاء الشباب وإعطائهم الفرصة ليكونوا نواة حقيقية للوطن فهم نواة المستقبل .. هكذا كانت كلمات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عن دور الشباب في الفترة المقبلة في مصر وكيفية اندماجهم وإعادة الالتراس للملاعب من جديد دون الانشغال بالأمور السياسية والتفكير فقط في كرة القدم وتشجيع فرقهم بالدوري خاصة جمهوري الأهلي والزمالك والأندية الجماهيرية بشكل عام، ولكن نختص الأهلي والزمالك على اعتبار أنهما جماهير أكبر ناديين في مصر، والآن ومع إعلان عودة المدرجات مرة أخرى ومشاركة الجماهير بشكل تدريجي في العودة للملاعب حتى البطولة العربية للأندية والتي ستشهد حضورا كاملا للمدرجات، هي فعلا نتاج حقيقي لتوجيهات الدولة نحو إعادة الجماهير إلي مكانها الصحيح خاصة، بعدما تم التصديق من مجلس الشعب المصري على قانون الرياضة والذي سينظم عملية إدخال الجماهير للمباريات بما يحميهم من أي أذي خاصة وأن الكرة المصرية عانت بشكل كبير بعد حادثتي بورسعيد والدفاع الجوي .
إن السيد الرئيس حين أكد على ضرورة ملحة لوزارة الرياضة في احتواء شباب مصر بشكل عام والألتراس بشكل خاص كان توجهها سليما للغاية وظهر ذلك في مؤتمرات الرئيس الأخيرة للشباب والتي شهدناها جميعها وكان الحضور يتخطي نسبة الـ٩٠ ٪ من الحاضرين من الشباب وهذا أمر يحسب لوزارة الرياضة والمهندس خالد عبد العزيز الذي سعي لكي تخرج هذه المؤتمرات بالشكل اللائق والآن بدأ الشباب في إخراج أفكاره بعد إعطائه الفرصة للمشاركة بالحياة السياسية ويتم الآن تنفيذ مشاريع تم اقتراحها من قبل الشباب وسيكون لها نتاج مستقبلي مبهر إذا تم التواصل معهم بشكل دائم وفق ما أكده الرئيس السيسي، وأنا أثق أن ذلك سيستمر لأن الرغبة التي أعلنها في كل مناسبة لم تكن صدفة ولكن دائما ما كنا نراه يخرج في كل حديث ليؤكد على أن الشباب سيكون لهم دور مهم كما يحدث في الدول الأوربية أو حتي دول الخليج التي أعطت الفرص كاملة للشباب لتولي المناصب الكبيرة ومصر مليئة بالمواهب الشابة التي إذا حصلت على فرصة حقيقية ستظهر كافة إمكانياتها الهائلة .
ولا شك أن إعادة الجماهير من جديد للمدرجات سيكون له عامل السحر في إعادة هيبة الدولة المصرية من جديد وسيكون عاملا مهما في تطوير كرة القدم في مصر كما كانت عليه وقت الجيل الذهبي للمنتخب المصري، والذي كان ظاهراً بسبب دعم الجماهير ووجود استقرار فني وإداري وعودة الجماهير من جديد بالبطولة العربية سيخلق لنا آفاقا جديدة ولكن لكي يتم تنفيذ ذلك بدون مشاكل لابد من الاستمرار في تطوير الملاعب بما يكفي للحفاظ على الجماهير وعدم تعريضهم للخطر بالإضافة إلي تسهيل عملية دخولهم للمدرجات دون أي إهانات شريطة أن تلتزم الجماهير بالقوانين والشروط التي سيتم إعلانها خلال الفترة المقبلة بعد إصدار قانون الرياضة الجديد ومصر الآن تملك بنية تحتية قوية ولكن ينقصها فقط بعض التطوير الذي سيكمل الشكل المميز للمنظومة الكروية المصرية .
والآن أصبحت هناك فرصة كبيرة لوزارة الرياضة بزيادة عدد مراكز الشباب في المحافظات من أجل استيعاب أكبر عدد من الشباب وتوجيه خبراء الرياضة من أجل إجراء ندوات دورية للشباب لاحتوائهم بشكل كامل وسيكون لذلك نتاج على المدى البعيد ولكن نتائجه ستكون مميزة وستريح الدولة مستقبلاً من أمور كثيرة كان من الصعب تنفيذها في السنوات الماضية، وسيكون التنظيم هو البداية الصحيحة لذلك، لأن التنظيم الجيد ينتج عنه نتائج كما يجب أن تكون فانظر لمباراتي الأهلي والزمالك التي تمت إقامتهما في الإمارات والتي خرجت بشكل أوربي رغم أن الجمهور الذي حضر هو مصري أيضا ولكن التنظيم هناك كان رائعا ومختلفاً فخرجت المباراتان بهذا الشكل الرائع، لذلك فعلي الجهات الأمنية ووزارة الرياضة أن تبحث عن كيفية تنظيم عملية إدخال الجماهير للمدرجات بشكل لائق ستجد شكلا أفضل بكثير مما ظهرت عليه مباراتا الأهلي والزمالك بالإمارات .