أكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ستدرس احتمال الاعتراف بسلطة حركة "طالبان" في أفغانستان بعد تشكيل حكومة تشمل جميع الأطراف في البلاد.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم الخميس: "ندعو إلى تشكيل حكومة ائتلافية تشمل جميع الأطراف وتشارك فيها كل القوى العرقية والسياسية بما في ذلك الأقليات القومية، لهذا السبب ستصبح مسألة الاعتراف الرسمي بالسلطات (الأفغانية) مطروحة بعد استكمال هذه العملية".
وشددت زاخاروفا على أن روسيا تؤيد بشكل ممنهج تحول أفغانستان إلى دولة سلمية ومستقلة مريحة اقتصاديا، وأشارت مع ذلك إلى أن "العملية العشوائية المنفذة من قبل الدول الغربية للانسحاب من أفغانستان قد تؤثر سلبيا على رفاهية كل البلد في المرحلة التاريخية الجديدة".
وتابعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية: "نحن على يقين بأن الدول الغربية بالذات، التي اتخذت قرارات حول شكل الوجود في أفغانستان وقامت بذلك خارج إطار تفويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، دون أن ترفع أي تقرير حول ذلك إلى المنظمة أو إلى المجتمع الدولي، هي التي تتحمل المسؤولية الأساسية عن هذه الخطوة وعن كل ما تم تركه إرثا لأفغانستان وحركة طالبان".
وبعد إعلان الولايات المتحدة، يوم 30 أبريل، بدء عملية انسحاب القوات الأمريكية من أراضي أفغانستان وفقا لخطة الرئيس، جو بايدن، شنت حركة "طالبان" المتشددة حملة عسكرية واسعة على مواقع قوات الحكومة السابقة في جبهات متعددة بالبلاد.
وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت الحركة من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية وفي 15 أغسطس دخل مسلحو "طالبان" إلى العاصمة كابل حيث سيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس، أشرف غني، البلاد ووصل إلى الإمارات، قائلا إنه قام بذلك لـ"منع وقوع مذبحة".
وليل 16 أغسطس أعلنت "طالبان"، المكونة بالدرجة الأولى من شعب البشتون، انتهاء الحرب في أفغانستان، مشيرة إلى أنه ستتم إقامة نظام حكم جديد خلال الأيام القريبة.