فتح عينيه ليجد نفسه بين يدي ماري منيب، ليعيش في كنف أشهر كوميديانات السينما، ما إن بلغ سن ال 5 سنوات من عمره أمسكت بيده لتصطحبه معها إلي مسرح نجيب الريحاني، وقف مبهورا وهو يشاهد أعظم فناني السينما والمسرح، عشق الفن من كل قلبه، منحه الله صوتا دافىء وكأنك تسمع قلبك، لم يستغل اسم "جدته" في دخول الوسط الفني، وتيقن بداخله أن موهبته سوف تظهر يوما للنور حتى جاءت الصدفة وبات واحد من أشهر مطربي جيله، هو "كامل الأوصاف" الفنان الكبير عامر منيب.

 ولد  في 2 سبتمبر 1963 بحي الدقي بالجيزة، وينتمي لعائلة فنية، حيث إن جدته هي الفنانة الراحلة ماري منيب، التي كانت تحرص علي اصطحابه إلى مسرح نجيب الريحاني وهناك كان يشاهد أهم فناني السينما المصرية عن قرب وهو ما جعله يعشق الفن والتمثيل برغم حبه للغناء،  توفيت ماري منيب، وهو يبلغ من العمر 6 سنوات ليعيش في منزل والده برفقة أشقاؤه "جمال وأميرة وأمينة". 

تخرج "منيب" في كلية التجارة وعُين معيدًا بجامعة عين شمس في 1985، بعدها اتخذ قراره بالسفر إلي أستراليا للحصول على الدكتوراه والعمل بإحدى جامعاتها، جهز أوراقه وتذكرة السفر، إلا أن القدر لعب دوره وقاده حظه نحو الفن وكانه لا يجب أن يمتهن غيره، ذهب برفقة أصدقائه لتناول السحوربأحد الفنادق ويودعهم قبل السفر، وهناك وجد بالصدفة عدد من من الفنانين فاروق الفيشاوي ومحمود ياسين وزوجته شهيرة ونور الشريف وزوجته بوسي والموسيقار حلمي بكر.

بعد إلحاح شديد من أصدقاؤ للغناء، وقف "منيب" وغنى أغنية "الفن" لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ارتسمت الدهشة على وجوه الحضور وأبدوا إعجابهم الشديد بصوته، بينما كانت المفاجأة الأكبر بالنسبة لهم عندما أكتشفوا أنه حفيد ماري منيب، عرف منه حلمي بكر أنه ينوي السفر ليطالبه بضرورة البقاء في مصر وأن يثقل موهبته بالدراسة، خرج "عامـر" متجها إلي بيته ومزّق تذكرة السفر وقرر احتراف الغناء.

لم يكن الطريق مفروشا أمامه بالورود عندما بدأ في تجهيز ألبومه الأول  "لمحي" 1990، إذ لم يجد المال الكافي لينفقه على تنفيذ وإنتاج الألبوم، ليقوم ببيع سيارته الخاصة واستدان أصدقائه، وأنتجه على نفقته الخاصة، ما إن طرح الألبوم حتى "كسر الدنيا" بلغة سوق الكاسيت وكتب شهادة ميلاد "منيـب" الفنية، وباتت له قاعدة جماهيرية كبيرة بالنسبة لـمطرب شاب في بداية مشواره،  لتنهال عليه عروض شركات الإنتاج التي آمنت بموهبته الكبيرة. 

بعد ألبومه الأول قدم 11 ألبومًا خلال مشواره الغنائي وهي "يا قلبي 1993" و"أول حب 1994" و"علمتك 1996" و"فاكر 1999" و"أيام وليالي 2000" و"وياك 2001" و"الله عليك 2002"، و"حب العمر 2003" و"هاعيش 2004" و"كل ثانية معاك 2005" و"حظي من السما 2008"، وفي 2002 حصل على جائزة أفضل فيديو كليب وأفضل مطرب للشباب وأفضل مطرب ممثل في 2003، وقام بتصوير نحو 18 فيديو كليب. 

نجاحه مطربا دفع المنتجين والمخرجين لخطف "منيب" نحو السينما وتم إسناد له بطولة فيلم "سحر العيون" 2002 مع حلا شيحة ونيللي كريم وحقق نجاحًا جماهيريًا كان دافعا قويا له ليكرر تجربة التمثيل مرة آخرى في ثاني أفلامه "كيمو وأنتيمو" 2004 مع مي عز الدين، ثم فيلمه الثالث "الغواص" 2006 مع داليا البحيري وحسن حسني، وفي نفس العام قدم فيلمه الرابع والأخير "كامل الأوصاف" مع حلا شيحة وعلا غانم. 

تزوج عامر منيب من خارج الوسط الفني من السيدة إيمان الألفي، وحضر حفل زفافه عدد كبير من النجوم أبرزهم يسرا وأحيا الحفل عمرو دياب، وغنى عامر منيب أغنية عمرو دياب "ما بلاش نتكلم في الماضي"، وأنجب "منيب" 3 بنات " نور ومريم وزينة" 

عانى من سرطان القولون، وأجرى عملية لاستئصال أجزاء من القولون بألمانيا وبعد رجوعه إلى مصر عاودته الآلام مرة آخرى وتدهورت حالته الصحية وأصيب بهبوط شديد بالدورة الدموية، ليلفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى مودعًا جمهوره  في 26 نوفمبر 2011 عن عمر يناهز 48 عامًا، ليدفن بجوار جدته الفنانة ماري منيب.

بعد وفاته بعامين صدرت له أغنيه "جيت على بالي"، أمنية وحيدة كان يسعى "منيب" لتحقيقها قبل وفاته وهي تسجيل القرآن الكريم بصوته إلا أن القدر لم يمهله تحقيق الحلم، رحل "ملك الرومانسية" ولكنه باق في قلوب جمهوره لا يغيب.