الثلاثاء 2 يوليو 2024

حكايات التراث الشعبي.. أغاني الصعيد "السيرة والمدح"

حكايات التراث الشعبي

ثقافة3-9-2021 | 14:27

أية جمال

اشتهرت أغاني الصعيد قديمًا ويضم الصعيد في جنوب مصر تراثاً غنائياً متفرداً وأصيلاً، يتمثل في السيرة الهلالية "سيرة بني هلال"، وامتدت أحداثها من نجد إلى تونس مروراً بالصعيد، ورغم مرور قرون على وقائع هذه السيرة، فإن الذاكرة الشعبية لأهل الصعيد أصرّت على إحيائها والتغني بها، حيث يشتهر صعيد مصر بما يعرف بالفن الأدبي الشفهي، والذي يحتل مساحة عريضة من حياة أهل محافظات الصعيد، إذ تصاحبهم الأغاني أو الحكايات أو الأمثال من الميلاد إلى الوفاة.

 

كما يشتهر صعيد مصر، بما يعرف بالفن الأدبي الشفهي، والذي يحتل مساحة عريضة من حياة أهل محافظات الصعيد، إذ تصاحبهم الأغاني أو الحكايات أو الأمثال من الميلاد إلى الوفاة.

 

وفي كتاب "تراث الصعيد"، يؤكد الكاتب في المقدمة، على التنوع الكبير في الفن الأدبي الشفهي بالصعيد، فهناك الشعر وأهمه الغناء التراثي الذي يتناول سيرة الإنسان من أول الميلاد حتى الموت، و"العديد" الذي يصاحب الوفاة، وأغاني الزفاف، وأغاني ألعاب الأطفال، وأغاني العمل، وحنين الحجاج، وغيرها.

 

وكما تختلف طرق أداء وعرض السيرة الهلالية، لكن الطريقة الأكثر انتشاراً هي غناؤها، فيما يعرف لدى أهل الصعيد بـ”فن الواو”، كانت السيرة قديماً تقدّم على لسان “الراوي”، وهو يعزف على الربابة، تغيّر الرواة مع الوقت، وكثيرون راحوا يحفظون السيرة عوضاً عن ارتجالها، ويؤدونها بصحبة عازف للربابة وفرقة من ضاربي الدربكة والدف والرق.

 

ومن أبرز من أدى السيرة وأكسبها مكانتها: هو الشاعر الراحل جابر أبو حسين . . سجل السيرة بصوته في نحو تسعين حلقة إذاعية، برفقة الشاعر عبدالرحمن الأبنودي.

 

في الصعيد نوع آخر من الغناء، أقل انتشاراً من السيرة، هو المديح. والمقصود به مدح النبي ويسمّى مؤدّيه “المداح”، يغني قصائد عربية موزونة ومقفاة، بعضها من التراث مثل نهج البردة للإمام البوصيري، و أبرز المداحين الشيخ أحمد التوني، والشيخ زين محمود، والشيخ ياسين التهامي الذي أنشد قصائد صوفية للإمام ابن الفارض والحلاج.

 

وتنطلق الأغاني التي تتباهى بالأصل الصعيدي "احنا الصعايدة اللي بيقولو علينا، لو جوزونا صغيرين سدينا" أو الأغاني التي تنصح العروس برعاية عريسها "إوعيله يابت إوعيله ده الظابط يبقى زميله"، وهناك بعض الأغاني التي تستخدم لغة مكشوفة تتغنى بالشوق بين العروسين، وتعتمد على الإيحاءات وعلى التأويلات للمعاني.

 

ويروي خلف عبد الباسط، أحد مطربي التراث الصعيدي، في الكتاب، أنه يتابع الإذاعة التي تعيد كل أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش، ويصفها بأنها طقس يومي يصاحبه من الصحو للنوم.