بقلم: مجدى سبلة
لم ينتبه الكثير من أبناء الشعب المصرى والكثير من وزرائه ومحافظيه فى الحكومات التى تولت مسئولية الشعب مع تولى الرئيس السيسى منذ ٣ سنوات، أنه فى كل أحاديثه يريد أن يرسل رسائل واضحة يستدعى فيها الشعب المصرى لكى يطلعه ويرغب فى معايشته فى كل الملفات الداخلية والخارجية بداية من السياسة الخارجية وعودة العلاقات الدولية التى فقدناها أيام الحكم البائد. ويطلعه كذلك على ملف الإرهاب الأسود سواء فى الداخل أو فى المنطقة العربية ودول الجوار والأمن الإقليمى وفى ملفات التنمية والمشروعات القومية التى يقوم بها على أرض مصر.
حتى الآن لم يستوعب المسئولون فى الحكومة ونسبة كبيرة من الشعب فكرة الاستدعاء للمصريين التى يهدف إليها الرئيس للمشاركة وفهم ما يجرى بالضبط فى كل ما يقوم به.
وللأسف لم ينجح الإعلام بكل وسائله فى توصيل هذا الهدف بحرفية وموضوعية للشعب، الأمر الذى يضطر فيه الرئيس فى أحيانا كثيرة لشرح المشروعات وبعض القضايا بنفسه للشعب لكى تصل الرسالة بشكلها الصحيح. ولو فهم الإعلام هذا الهدف بشكل واضح منذ بداية تولى الرئيس لاستنهاض همم المصريين، لتغيير الأمر وزادت سمة الرضاء الشعبى بنسبة كبيرة وتولى المواطن نفسه الرد على المشككين والمخربين الذين مازالوا يسكنون الوطن ويصدرون رسائل الإحباط فيما ينجزه الرجل.
تركنا الفرصة لوطاويط الظلام وخفافيشه يشككون فى مشروع قناة السويس الجديدة، باكورة منجزات الرئيس ذلك المشروع الذى أبهر العالم ولم يبهر تلك الفئة التى تتفنن فى رسائل مضادة، وأتصور لو أن المصريين عايشوا هذا المشروع وحاولوا قراءة مستقبله بإنشاء مشروعات شرق بور سعيد وإنشاء المناطق الصناعية والسمكية وتطوير الموانىء المحيطة بالقناة وتكلفتها وتأثيرها فى جذب الاستثمار الأجنبى، وامتصاص العمالة، لم يكن لهذا التشكيل تأثير يذكر، وهو ما كان يقصده الرئيس مرارا بقوله للمصريين (متصدقوش ) ملوحا لما تردده تلك الفئة الضالة عندما رددت ( القناة دى مش وقتها )، والبعض وصفها بأنها ترعة ناسين أنها شقت بجهد مصرى خالص كما شق دليسبس القناة الأولى وكان هذا المشروع حدثا عالميا بكل المقاييس وله أبعاد سياسية واقتصادية تصب فى خانة الأجيال القادمة، وعدم فهم الاستدعاء الذى كان يقصده الرئيس مبكرا هو الذى أعطى فرصة لرسائل الفئات الضالة.
وفى مشروع مثل العاصمة الإدارية الرئيس حاول أيضاً استدعاء الشعب لمعرفة أبعاده الاقتصادية، وخلخلة العاصمة الأم القاهرة والعائد التنموى والحضارى من وراء هذا المشروع الضخم وكان يريد مشاركة الشعب فى تفاصيل هذا المشروع ومراحله الذى نحاكى به العالم الآن والسنوات مقبلة.
أما الاستدعاء فى مشروع المليون ونصف المليون فدان هو نوع من الاستدعاء القوى لأنه سوف يجلب شرائح مختلفة من المستثمرين وصغار الزراع والجمعيات والشركات الزراعية، و رغم الإشارات بندرة المياه الجوفية فى بعض مناطق المشروع وشائعات بأنها سوف تذهب للكبار إلا أن الرئيس رد بنفسه على التباطؤ من جانب الشركة المكلفة بتوزيع هذه الأراضى، وطلب سرعة حسم البنية الأساسية للمشروع لكى يذهب الشباب والشركات والجمعيات إلى هذه المواقع ليبدأون حياتهم الجديدة فى أرض جهزتها الدولة وسلمتها للمواطن، وهنا لماذا لا يرد الإعلام ولا الجهات القائمة على هذا المشروع لكى تعايش المواطن وتشاركه لفهم أبعاده، ولماذا لايكلف الشعب نفسه بأن يذهب إلى شركة الريف المصرى وزيارة مواقع هذه الأراضى على الطبيعة ويسأل وزارة الزراعة والرى لمعرفة كيفية وطرق استحقاق هذه الأراضي، والاستدعاء هنا هو الذهاب إلى هذه الأراضى ورؤية الإنتاج بها رؤى العين وعدم الانصياع لأقاويل وشائعات الوطاويط وكتائب التخريب التى تشوه أى مشروع يقوم الرجل بإنجازه وعندما يشاهدونها يعودون للرد عليهم وإخراسهم .
للأسف ظل هؤلاء المخربون يشككون فى مشروع الإسكان الاجتماعى الذى فاق تنفيذ عدد وحداته ٤٠٠ ألف وحدة سكنية خلال الثلاث سنوات الماضية، وعندما وجدوه حقيقة على الأرض تقدموا وحصلوا على وحدات المشروع رغم استمرارهم فى التشويه، وهنا كان يجب أن يكون الاستدعاء قويا من جانب المصريين للفظهم والرد عليهم ولديهم الحجة بأنهم أول من استفادوا من هذه الإنجازات رغم استمرارهم فى هدم الدولة وتحطيم معنويات الشعب بهدف انصرافهم من حول زعيمهم .
الرئيس سمع بشكل واضح للشباب واقترب منهم وسمع مشاكلهم بلا رتوش، وهو نوع من الاستدعاء الإيجابى ويجب التوسع فى مثل هذه المنتديات واللقاءات وهو يسير فى هذا الاتجاه بالرغم من أن هؤلاء الخونة رددوا لشائعة أن الرئيس يخاصم الشباب وأن هناك فجوة وبعد أن وجدوا المحاكاة التى تتم بين الرئيس وشبابه تراجعوا وخذلوا أنفسهم بأنفسهم ولم يعد يصدقهم أحد.
وفى مشروع الطرق الجديدة الذى وصل إلى ٦ آلاف كيلو متر وأصبح أمرا واقعا لم تفلح رسائل هذا الفصيل المحبطة بعد أن وجدوا خلق محاور تنميه صناعية وزراعية لم تكن موجودة من قبل، والاستدعاء هنا أن يذهب الشعب للسير على هذه الطرق ، كطريق الصعيد القاهرة أسوان وطريق القاهرة بنى سويف البحر الأحمر ويتولى الرد بنفسه على المشككين فى اقتصادنا ومستقبلنا ومشروعاتنا بنيتنا الاساسية.
الاستدعاء أيضا فى مشروع المثلث الذهبى قنا القصير سفاجا ومشروعات الاستثمار الجاذبة للشركات العالمية، وكذلك مشروع الضبعة وإحلال وتجديد شبكات الكهرباء ومدينة العلمين الجديدة تلك المدينة المليونية الحالمة التى تظهر للنور خلال شهور.
صراحة الرئيس فى كل ما ينجزه وتحريكه لجهاز الرقابة الإدارية تستدعى أيضا الشعب للمشاركة فى مكافحة الفساد وإهدار المال العام وإزاحة ثقافة الإفتاء بأن كل شىء يتم على أرض مصر يحيطه الفساد .
انفعاله فى المراشدة فى قنا قبل أيام وخوفه على الغلابة من الحيتان الذين نهبوا أراضى الدولة إشارة واضحة لانحيازه للفقراء لدرجة أنه قال بالحرف الواحد ( الناس مش لاقيه تآكل ) مما يعنى أنه يقول بصريح العبارة هاتوا حق الشعب (يا) ..مرددا دى أرض مصر مش أرض أحد ومصر ليست أبعدية لأحد.
وهنا نتساءل ألم تكن هذه الجمل كافية لاستدعاء الشعب وتجعله ملتفا حوله وتغلق الباب أمام المشككين، بعد أن وجدوا من يشوهونه يقول أمامهم» بأن مفيش أحد على رأسه ريشة واللى مش عجبه يروح المحكمة وكشف الحصر بعد بأن هناك ١٥٥ألف فدان يحتكرها ٣٠٠ فرد بخلاف ما يقرب من مليون فدان منهوبة سيتم إعادتها للشعب مرة أخرى .
عندما قاطع الرئيس وزير الزراعة وهو يشرح السياسة الزراعية فى مصر فى نفس زيارة قنا كان يهدف لاستدعاء الشعب عندما طلب من الوزير أن يشرح للناس إنتاج القمح والكميات التى نستوردها، وتكلفتها لكى يعرف الناس ماذا تقدم الدولة لدعم رغيف العيش مثلا، وكذلك يطلب من باقى الوزراء شرح وتوعية المواطن لما يتم من إنجاز لكى يشارك الدولة.
الصراحة تقتضى أن نقول إن أجهزة الإعلام فى الوزارات وحتى دواوين المحافظات فاشلة لا تجيد توصيل الرسائل للشعب لما يتم من مشروعات علاوة على أن عدم التنسيق بين الوزارات يؤثر على الإنجاز، ولم تدر هذه الوزارات أن الرئيس يؤسس لترسيخ لفكرة سيادة الشعب بتوعيته توعية سليمة وموضوعية حتى لا يقع تحت تأثير المخربين، ويظهر المسئولين للشعب أحيانا أن الرئيس يسير على تراك وهم يسيرون على تراك آخر، ولا يعرفون أن الرئيس يريد وعيا حقيقيا للمواطن بحجم التحديات، لكى يُستدعى بقناعة منه بعد فهم مضمون القضايا والمشروعات التى تجرى على الأرض .
هل يعرف الشعب حجم التسليح للمؤسسة العسكرية بهذه الصورة الواضحة!!
أرى انه لو عرف الشعب لاستدعى نفسه لمواجهة الأخطار التى تحيط بمصر، ويكون حسب ما يقول الرئيس قلبه معايا زى ما أنا قلبى معاه ويعرف الشعب الخطر الذى يواجه مصر سواء على حدودها أو داخلها أو على المستوى الإقليمى .
الرئيس شعر مبكرا بالشعب وكان يعرف أن الأرض مزروعة بالصبار ويريد أن يفجر كل طاقاته و يجرى ١٠٠ ميل فى شوط واحد من أجل هذا الشعب لكنه يرغب أن يجرى معه الشعب لمواجهة كل ما يدبر ضد مصر.
يريد أن يسابق الريح لأنه يدرك ما يقوله جيدا ووجد وزارات شبه مجمدة والتعبيرات على وجهه تعطى إشارات أن الطريق كان مترباً وكثير المطبات تنازعه أفكار قبل البدء فى المهمة التى تولاها.
علينا أن نعرف أن الوضوح فى أعماق نفس الرجل كعمق زرقة السماء الصافية وبساطة خضرة الأرض ووضوح صفرة الصحراء والصفاء هو طريق الحرية لأنها بسيطة واضحة مثل المدينة المصرية، ولكنه يعتمد على الصبر والصبر موجه للمستقبل .
على الشعب أن يعرف بأننا نحتاج إلى قفزة وصحوة فى كل القضايا ومحلية ودولية ونحتاج لصحوة فى الشكل والمضمون والأهداف صحوة فى الإرادة والعمل والإنتاج .
نعم نحن نحتاج إلى عدالة اجتماعية، وها هى تتحقق وستصل الصحوة إلى العقل فتملأه بالفهم والحرية وتصل إلى القلب لكل الكائنات ولكل الناس فى كل مكان.
حتى الصحف بمنشتاتها الحمراء والسوداء تقدم لنا عالما منقسما على نفسه يندفع فى عمق ويصل إلى عمليات انتحارية نلتمس فيها أحياناً ألوان الحيرة والقلق، لأننا أن لا نريد نكون شعبا منهزما لأن لدينا زعيما نفهم ما يقوله.