الخميس 16 مايو 2024

إبراهيم سعفان.. مدرس عربي علم السندريلا القراءة والكتابة ومات 4 من أبنائه

إبراهيم سعفان

فن4-9-2021 | 18:20

محمد أبو زيد

كوميديان من طراز خاص، يعرف كيف ينتزع الضحكة من أوصال قلبك معتمدا على خفة ظله، جاء من قريته بحثا عن تحقيق حلمه في القاهرة التي تضج بالعمالقة من فناني السينما والمسرح، لم يكن حلمه ببعيد ووقف أمام الكبار وكتب أسمه في سجلات السينما المصرية، أحب المسرح وأعتبره بيته الأول، لم يكن يعنيه حجم الدور ومساحته بقدر أن يرسم البسمة علي وجوه جمهوره، أخلص لـفنه حتى النفس الأخير وملأ الدنيا فنا وضحكا ولكن حياته كانت مليئة بـالتراجيديا، هو "عم مبلولي" الذي ينقذ "زيزو" ويصنع له الخلطة السحرية التي تجعل منه بطل خارق، والمدير "أمين افندي" في "تجيبها كده تجيلها كده هي كده"، هو أشهر محامي في السينما الفنان الكبير إبراهيم سعفان. 

ولد إبراهيم سعفان في 26 مارس 1928 بمدينة شبين الكوم في محافظة المنوفية، لأب كان يطمح في أن يصبح ابنه واحدا من أبرز المشايخ وهو ما جعله يلتحق بكلية الشريعة في جامعة اﻷزهر تنفيذا لرغبة والده، كان حب الفن يجري في دمه لـيقرر الالتحاق بمعهد التمثيل في 1951 في نفس الوقت ليحصل على شهادتي التخرج من كلاهما، ولكنه بعد التخرج عمل مدرسًا للغة العربية، ليسند إليه الشاعر عبدالرحمن الخميسي، مهمة تعليم السيندريلا سعاد حسني، القراءة والكتابة، لتتمكن من أداء دورها بمسرحية "هاملت" وكان تبلغ من العمر نحو 15 عاما. 

بعد رحيل والده انضم "سعفان" إلى فرقة التليفزيون وشارك في عدد من المسرحيات والسهرات التليفزيونية بأدوار صغيرة، كانت بداية الحقيقية في السينما في فيلم "30 يوم في السجن" مع فريد شوقي، وبعدها توالت أعماله "ميرامار، زوجة غيورة جدا، القضية 68" ومع فترة السبعينيات شهدت توهج إبراهيم سعفان وقدم عدد كبير من الأفلام أبرزها "عريس بنت الوزير، سفاح النساء، مذكرات الآنسة منال، ابنتي العزيزة" وقدم في معظم أفلامه شخصية "المحامي". 

كان دور "حوكشة" في فيلم "أضواء المدينة" علامة فارقة في مشواره الذي لم يتوقف وقدم عدد آخر من الأفلام في تلك الفترة أبرزها "مجانين بالوراثة، بابا آخر من يعلم، الكل عاوز يحب، أريد حلا" بينما نال شهرة كبيرة تليق بحجم موهبته في فيلم "أونكل زيزو حبيبي" مع محمد صحبي عندما جسد دور "عم مدبولي" والتي كان ينطقها الممثل فاروق يوسف "مبلولي". 

فترة الثمانينات قدم عدة أفلام أبرزها "استقالة عالمة ذرة، اذكياء لكن أغبياء، علاقة خطرة، عالم عيال عيال"، وكان دوره في "تجيبها كده تجيلها كده هي كده" واحد من أجمل أدواره إذ برع في تجسيد دور المدير "أمين أفندي" وقدم من خلاله جرعة كوميدية كبيرة مع صديقه الراحل سمير غانم، وقدم للمسرح عدة مسحيات أبرزها "الدبور، مين ما يحبش زوبة، سنة مع الشغل اللذيذ، حركة ترقيات، وقدم للتليفزيون" اللقاء الأخير، المصيدة، مليون فى العسل، الهاربان". 

في حياة إبراهيم سعفان عدد من الحكايات أبرزها أنه كان صديقا للرئيس الجزائري هواري بومدين، الذي كان يدرس معه في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وبعد تولى "بومدين" رئاسة الجزائر بعد سنوات طويلة، جاء في زيارة إلي مصر وطلب من الرئيس الراحل أنور السادات، أن يلتقي بصديق الدراسة القديم إبراهيم سعفان، فطلب "السادات" مع الإعلامي وجدي الحكيم أن يبلغ "سعفان" والذي بالفعل حضر وقابل الرئيس الجزائري في مقر إقامته بالقاهرة. 

بالرغم من أنه منح البهجة والسعادة على وجوه الجمهور علي شاشة السينما من خلال أدواره الكوميدية  إلا أن حياته كانت مليئة بالتراجيديا، إذ فقد 4 من أبناؤه على مدار 4 سنوات، بسبب إصابتهم بمرض الجفاف، وبعدها أنجب بنت أطلق عليها اسم "رضا" في إشارة أن يكتفي بها، إلا أنه أجب بعدها 4 أولاد آخرين وأصبح لديه 5 أبناء بنتان و3 ذكور.     

 بداية الثمانينيات سافر إبراهيم سعفان إلى عجمان بدولة الإمارات لتصوير مسلسل، ومع ضغط التصوير أصيب بأزمة قلبية وتوفي في الحال، ليرحل عن عالمنا في 4 سبتمبر 1982، ولكنه ترك وراءه إرثا فنيا كبيرا وضحكات كلما مر من أمام الشاشة.