الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

درس للمجتمع.. هبه عبد العال تتحدى الإعاقة بالماجستير وتنضم لبرنامج التأهيل السياسي

قصة هبه عبدالعال درس للمجتمع بأكمله تتحدى الإعاقة وتحصل على تمهيدى ماجستير وتنضم لبرنامج التأهيل ال

محافظات4-9-2021 | 19:03

عبد الحي عطوان

هبة عبد العال ابنه مدينة جهينة، إحدى مدن محافظة سوهاج، ،والبالغة من العمر 34 عاما، أصيبت بالشلل بعد الولادة بأربعة شهور، وصنفت إعاقة حركية، وعندما بدأت تخطو خطواتها الأولى نحو الحياة، أدركت مدى أعاقتها، لكن لم يصبها اليأس، ولم تنزوى خلف الجدران، أو تندب حظها، وإنما تسلحت بالإيمان والعزيمة، وقررت تحدي الصعاب واقتحام الحياة، وأن يكون نجاحها درسا للمجتمع بأكمله.

خطت خطواتها الأولى نحو التعليم الإبتدائي، متحملة أسرتها كل الصعاب ذهابا وإيابا حتى كان نجاحها، وحصولها على شهادة التعليم الابتدائي لافتا للجميع، ودافعا لمساندتها، فخاضت المرحلة الإعدادية بكل قسوتها، حاملة جسدها على عكازين، وأحيانا يكون البديل صعبا ومرا، يتحمله الأهل بكل حب، حتى أهلها مجموعها للتعليم الثانوي، فأشفق عليها الجميع من خوض التجربة، لكنها أيقنت داخلها أنها على قدر التحدي، واجتازت المرحلة الثانوية بتفوق، وبمجموع يؤهلها لدخوله الجامعة.

ورغم أن المجموع كان مفاجئا للجميع، مقارنة  بظروفها التى تقهر الجبال، وتضعف الرجال، وحاول البعض إقناعها بالاكتفاء بالتعليم الثانوى، لكن إصرارها وطموحها جعلاها تجتاز خلال أربعة أعوام التعليم الجامعى، وتحصل على ليسانس الآداب، ولحظتها وقفت تسأل نفسها هل آن الأوان لتستريح، وكانت الإجابة من داخلها لا فإن عليها أن تخوض تجارب الحياة، فلم تعترف فى قرارة نفسها بالإعاقة، وحصلت على تمهيدى الماجستير في النمو النفسى من جامعة سوهاج، ولم تتوقف عند هذا الحد برغم توقف الآلاف من الأصحاء عنده.

اجتازت هبة عبد العال عددا من الأعمال السياسية والتطوعية فخاضت متطوعة في مشروع قيم وحياة بسوهاج لتصبح مدربا بنفس المشروع من قبل مؤسسة أجيال، وفى مرحلة أخرى تم أختيارها منسق مشروع تمكين المرأة والفتاة بجهينة، وأيضا فى تحد آخر تم اختيارها مسؤول تعليم فى مشروع قرية متعلمة، والممول من هيئة إنقاذ الطفولة بالشراكة مع جمعية الصعيد للتربية والتنمية.

وفى صورة أكثر تحديا تم اختيارها مسؤولا لوجستيا في مبادرة لمشروع دورنا، المقدم من مركز الخدمات والتنمية بالقاهرة، وعملت مدربا لبناء الذات، بمشروع قرية متعلمة الممول من هيئة إنقاذ الطفولة، كما تم اختيارها عضوا بالجمعية لعموميه لجمعية تنمية قدرات المجتمع والنهوض بالمراة بجهينة.