السبت 18 مايو 2024

العلاقات المصرية القبرصية تاريخ طويل.. وسياسيون: التعاون في مجال التنقيب والغاز في شرق البحر المتوسط أبرزها

العلاقات المصرية القبرصية

تحقيقات4-9-2021 | 20:46

سالي طه

 

في إطار سعي الدولة المصرية لتعزيز التعاون وترسيخ العلاقات مع الدول المختلفة، أكد سياسيون أن أن العلاقات بين مصر وقبرص استراتيجية وراسخة وتجمعهما روابط ومجالات متعددة، خاصة في مجال التنقيب والبحث عن الغاز في شرق البحر المتوسط، مشيرين إلي أن استقبال الرئيس السيسي نظيره القبرصي يأتي في إطار الرغبة في زيادة التعاون والتبادل التجاري والاقتصادي والعسكري والثقافي والسياحي بين البلدين، وتعظم الاستفادة من كافة المقومات والإماكنيات المتاحة، فضلا عن التباحث والتشاور حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتوصل إلي حلول سلمية تضمن الأمن والسلام والاستقرار لكافة الدول.

تعزيز آليات التعاون المشترك

ومن جانبها، قالت الدكتورة منار الشوربجي، أستاذ العلوم السياسية، إن العلاقات الخارجية المصرية تشهد تطورا كبيرا على كافة الأصعدة سواء سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا، لافته أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يسعي جاهدا لتعزيز العلاقات مع كافة الدول وزيادة التبادل في مختلف المجالات.

وأكدت الشوربجي في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن العلاقات بين مصر وقبرص مشتركة ومتعددة، إذ يحرص كلا الجانبين على تعزيز آليات التعاون المشترك، خاصة في المجال العسكري والتجاري والسياسي، بما يحقق الأهداف والمصالح المشتركة.

وأوضحت أستاذ العلوم السياسية، أن أن علاقات مصر مع قبرص تزايدت في عهد الرئيس السيسي، حيت تم تبادل العديد من اللقاءات والزيارات بين الدولتين، الأمر الذي أدي إلي الارتقاء بمستوي العلاقات بين مصر وقبرص والعمل على مواجهة التحديات في المنطقة وسيادة الأمن والاستقرار.

وأشارت إلي أن كل من مصر وقبرص لديها إمكانيات ومقومات استراتيجية، لذلك يجب العمل على الاستفادة من هذه الإماكنيات واستغلالها الاستغلال الأمثل، خاصة في مجالات الطاقة والتنقيب عن الغاز، بالإضافة إلي العديد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وضرورة تكثيف الجهود لمكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والسلام.

 وثمنت الشوربجي، بحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي الدائم لتحسين علاقات مصر الخارجية، والنهوض بها وتحقيق التنمية وزيادة التعاون والتبادل التجاري مع ختلف الدول، مما يؤدي إلي دعم العلاقات الاقتصادية والصناعية والتجارية وزيادة الاستثمارات.

علاقات استراتيجية وراسخة

وفي نفس السياق، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هناك تعاون وتبادل قوي بين مصر وقبرص في مجالات متعددة، وتجمعهما علاقات استراتيجية وراسخة خاصة في مجال التنقيب والبحث عن الغاز في شرق البحر المتوسط، لافتة أن الفترة الحالية تشهد فرص وتطورات في حجم التبادلات الاقتصادية بين البلدين.

وأكدت الشيخ في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن استقال الرئيس السيسي لنظيره القبرصي يأتي في إطار حرص الدولتين على زيادة التعاون وترسيخ العلاقات والعمل المشترك، بالإضافة إلي التباحث والتشاور حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية بما يضمن أمن وسلامة واستقرار الدول.

وأوضحت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مصر تتمتع بمكانة استراتيجية في المنطقة، كما أن قبرص أيضا تعد آليه ناجحة وفعالة لتحقيق التنمية الاقتصادية، لذلك فإن تعزير التعاون المشترك والتنسيق بين الجانبين مهم، خاصة في المشروعات المشتركة في مجال الطاقة والسياحة، خاصة أن كل من مصر قبرص تتمتع بمعالم سياحية مهمة.

وأشارت إلي أن الإنجازات التي نفذتها الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة الماضية ساعدت بدورها في تحقيق التنمية والنهوض وتحقيق الريادة لمصر، فضلا عن رغبة العديد من الدول في الاستثمار فيها وتنفيذ المشروعات في المجالات المختلفة، مشيدة بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي المستمرة ومتابعته الدورية وحرصه على تحسين العلاقات مع كافة الدول، وفتح آفاق للتعاون والاستثمار.

التعاون المثمر في القطاعات المختلفة

وفي هذا الصدد، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بقصر الاتحادية نظيره القبرصي نيكوس أناستاسياديس، وذلك للمشاركة في أعمال اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص في القاهرة، والتي تعقد للمرة الأولى على المستوى الرئاسي.

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيسين عقدا جلسة مباحثات ثنائية، تلاها اجتماع اللجنة الحكومية العليا، حيث رحب الرئيس بنظيره القبرصي والوفد الوزاري المرافق له في بلدهم الثاني مصر، مؤكداً أهمية العمل على استثمار ما يتوفر لدى البلدين الصديقين من إمكانات كبيرة لتحقيق مصالحهما المشتركة بما يمثل نموذجاً يحتذى به على المستوى الإقليمي في الترابط والتعاون.

كما ثمن الرئيس حرص مصر وقبرص على ترفيع الإطار العام للعلاقات الثنائية من خلال تدشين اللجنة العليا للتعاون الثنائي بين البلدين على المستوى الرئاسي، وهو ما يعكس الاهتمام بتعزيز ودفع العلاقات لمستوى متقدم، ويؤكد على الرغبة السياسية المشتركة لتفعيل وتطوير المشروعات القائمة، وإطلاق مجالات جديدة للتعاون بين البلدين، ومتابعة تنفيذها على أعلى مستوى وبشكل دوري، وبما يتسق مع العلاقات السياسية المتميزة التي وصلت مؤخراً إلى مستوى غير مسبوق من الشراكة.

من جانبه، أعرب الرئيس القبرصي عن سعادته بزيارة القاهرة، موجهاً الشكر للرئيس السيسي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ومؤكداً ما يجمع الشعبين المصري والقبرصي من روابط حضارية واجتماعية وطيدة ممتدة عبر التاريخ، واعتزاز بلاده بعلاقاتها الاستراتيجية مع مصر، والحرص على مواصلة تعزيز تلك العلاقات والارتقاء بمحاورها المختلفة.

كما أكد الرئيس القبرصي أن تدشين اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص على المستوى الرئاسي من شأنه أن يمثل خطوة جديدة على طريق تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والتي باتت ركيزة من ركائز الاستقرار الإقليمي، وبما يعظم استفادة الجانبين من الفرص والإمكانات الكامنة في علاقات التعاون الثنائي، ويضيف مزيداً من الزخم إلى هذا التعاون المثمر في القطاعات المختلفة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اجتماعات اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص شهدت استعراض مختلف أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، خاصةً في عدد من المجالات التي تحمل فرصاً واعدة كمسارات للتعاون المستقبلي، وعلى رأسها مجال الطاقة بأطره القائمة مثل مشروعات الربط الكهربائي، أو أطر جديدة ممكنة في هذا القطاع مثل مشروعات الطاقة المتجددة، مع التأكيد على في هذا السياق على أهمية الإسراع في خطوات تنفيذ مشروع خط الأنابيب الذي سيربط حقل "افروديت" القبرصي بمحطتي الإسالة المصرية في إدكو ودمياط تمهيداً للتصدير للأسواق الأوروبية.

كما تطرقت المباحثات إلى مناقشة عدد من القطاعات والمجالات الأخرى، مثل التعاون في مجالات الأمن والدفاع، والزراعة والاستزراع السمكي والسياحة والثقافة والنقل، فضلاً عن جهود رفع معدلات التبادل التجاري والاستثماري بالشراكة مع القطاع الخاص ومجتمع رجال الأعمال من الجانبين، بالإضافة إلى التعاون في مجالات البحث العلمي والتعليم العالي.

وفي ختام المباحثات؛ جدد الرئيسان التأكيد على أن عقد اللجنة الحكومية العليا على المستوى الرئاسي يعد بمثابة قاعدة انطلاق إضافية جديدة على صعيد تعزيز وترسيخ التعاون والتكامل بين البلدين الصديقين، وتأكيداً للخط الصاعد في العلاقات الثنائية والإرادة السياسية المتبادلة لتحقيق مصالح الشعبين، والانطلاق بتلك العلاقات لآفاق أرحب ومجالات أوسع للتعاون البناء والمثمر، مع التشديد على ضرورة العمل على ترجمة هذا الالتزام السياسي إلى مشروعات وبرامج محددة تحقق مصلحة الجانبين في مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية، خاصةً من خلال تذليل كافة العقبات على المستوى التنفيذي والفني، بما يدعم الجهود المشتركة لتحقيق التنمية الشاملة المنشودة لمصلحة الشعبين العريقين.

اقرأ أيضا:

بعد استقبال السيسي لنظيره القبرصي.. دبلوماسيون: خطوة فعالة لترسيخ العلاقات وزيادة التعاون

مساعد وزير الخارجية الأسبق: العلاقات بين مصر وقبرص تتسم بالقوة وتجمعها مجالات مشتركة

57.5 مليون دولا ر قيمة الاستثمارات القبرصية في مصر