الأربعاء 25 سبتمبر 2024

بين السماحة والكرم.. «رقص الخيول» و«وفاء النذور» أهم الطقوس الرمضانية في أذربيجان

24-5-2017 | 15:21

تعتبر دولة أذربيجان إحدى أبرز الدول الإسلامية في أوروبا، ويُعدّ الشعب الأّذري من أعرق الشعوب وأقربها في عاداته وتقاليده إلى الشعوب العربية، وعلى الرغم من ذلك فإن معظم الشعوب العربية والإسلامية تجهل طقوسها وعاداتها في المناسبات الدينية، لذا يشرح إيميل راحيموف، قنصل دولة أذربيجان في مصر، في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أهم العادات الرمضانية لدى الشعب الأذري.

قال إيميل لراحيموف، قنصل دولة أذربيجان في مصر، إن أذربيجان حرصت على تأكيد هويتها الإسلامية منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي بعد تفككه فى 30 أغسطس عام 1991، لافتًا إلى أن احتفال أذربيجان بشهر رمضان المبارك لا يختلف كثيرًا عن العادات والتقاليد المتوارثة لدى الشعوب العربية.

 

الاهتمام الحكومي

وأشار "راحيموف"، إلى أن الاحتفال لا يقتصر على الشعب الأذربيجان فقط، ولكن الدولة بأجهزتها المختلفة تولي اهتماما كبيرا بهذا الشهر الكريم، حرصًا منها على زيادة الوعي الديني لدى المواطنين، حيث تخصص أوقاتًا في التلفزيون الحكومي لتقديم برامج ومسلسلات دينية عن هذه المناسبة المباركة.

ولفت "راحيموف"، إلى أن الدولة تقدم برامج للتوعية الدينية بأحكام الصيام، والصلاة، والزكاة، تحت إشراف المفتي العام، فضلا عن زيادة جرعات بث البرامج الدينية، وكذا التلاوات القرآنية المختارة لأشهر قراء العالم الإسلامي، وهو ما يشعرك بأنك تعيش في إحدى الدول العربية.

 

مائدة إفطار الرئيس الأذربيجاني

وأضاف قنصل أذربيجان في مصر، إن الرئيس الأذربيجاني"إلهام علييف" ينظم مائدة لكبار السياسيين والمسئولين والخبراء والمثقفين، لتأكيد التواصل المستمر من القيادة السياسية مع مختلف ممثلي أفراد الشعب الأّذري، كما ينظم المفتي العام مأدبة أخرى للتأكيد على الوحدة الوطنية بين مختلف طوائف وتكوينات المجتمع الأّذري بمختلف انتماءاته الدينية والمذهبية.

 

طقوس الأسر والعائلات الأّذري

ولفت قنصل أذربيجان في مصر إلى أن الأسر والعائلات الأّذرية تحرص على التجمع قبل الإفطار، ويقوم أحد الأشخاص من كبار السن وممن يقرؤون العربية، بتلاوة القرآن أمام نفر من الشباب الذين لا يفهمون العربية ويشرح لهم معاني الآيات من خلال ترجمتها إلى اللغة الأّذرية، كما يقومون بدراسة علوم الدين المختلفة، في مشهد رائع للتواصل والتراحم.

 

صلاة التراويح

ويقول راحيموف، إن صلاة التراويح بمكانة خاصة لدى الشعب الأّذري، إذ تجد المساجد ممتلئة بالمصليين الحريصين على أداء هذه النافلة وكأنها التزاما مفروضا، بما يعكس مدى حرص الشعب الأّذري على تأكيد هويته الإسلامية في كل مظاهرها، خاصة وأنه عادةً ما يصاحب هذه الصلاة قيام بعض الدارسين في الأزهر الشريف بإلقاء بعض الخطب الدينية الهادفة إلى نشر مفهوم الثقافة الدينية لدى المواطنين.

 

مسابقات الخيل

وأشار "راحيموف" إلى أن الشعب الأّذري رغم تشابه عادته بالطقوس العربية والإسلامية، إلا أنه يشتهر بالعديد من الطقوس الخاصة به، مثل إقامة المهرجانات ومسابقات الخيل فيما بينهم، وتمتد لأكثر من أسبوع قبل بداية الشهر الكريم، حيث يتبادلون فيه التهاني بشكل كبير، كما توجد لديهم عادة.

 

الوفاء بالنذور

واستكمل: "من العادات الخاصة بنا (الوفاء بالنذور)، فإذا كان أحدهم قد قطع على نفسه نذرًا عندما كان واقعًا في أزمة ما، فإنه يوفي بنذره خلال هذا الشهر الكريم، سواء بزيادة العبادة، أو بكثرة الدعاء، أو بنذر صيام أيام أخر بعد رمضان، كما يقدم للفقراء مما وهبه الله من الخير، وأسبغ عليه من النعم، وهذه العادة تكاد تكون عادة ينفرد بها الشعب الأّذري في هذا الشهر الكريم".

 

طبق الغائب

وأشار قنصل أذربيجان، إلى أنه من العادات المختلفة لديهم، (طبق الغائب أو الطبق الزائد)، وتعنى أن كل أسرة حينما تجهز مائدة إفطارها تضيف إليها طبقا زائدا تحسبًا لحضور ضيف او مرور عابر سبيل، فيجد له مكانا على مائدة الإفطار، وهو ما يعكس الجود والكرم المتأصلة في الشعب الأذري، تلك السمة التي تؤكدها إهداء الأطعمة والحلوى بين الأسر المتجاورة بشكل تكاد تتشابه معه موائد الإفطار في المنطقة الواحدة.

 

تناول الماء الفاتر

ولفت راحيموف، إلى أنه عند الإفطار يتناول الأذريون الماء الفاتر (ليس بالبارد ولا بالساخن)، ولقيمات بسيطة ثم يذهبون إلى الصلاة، ويتوافدون على المساجد سنة وشيعة معًا لا فرق بينهم في مواعيد إفطار أو صلاة أو صيام.

 

تقديم هدايا الطعام

وأردف قنصل أذربيجان في مصر، تحرص كل أسرة أذربيجانية على أن تقدم أطباقًا من الطعام على سبيل الهدية للأسر المجاورة، أو أن تقدمها كإحسان للفقراء، وذوي الحاجة والفاقة من الأقارب والأصدقاء وغيرهم.

وتابع قنصل أذربيجان في مصر: "في هذا الشهر الكريم، يحرص المسلمون الأذربيجانيون على التمسك بفضائله، ويرعون حرمته ومكانته، وهم يتحلون بصفات خاصة في هذا الشهر المبارك كالصبر، والابتعاد عن الرذائل، وتناسي أسباب الخلاف بينهم، وغير ذلك مما يجري بين الناس في حياتهم اليومية.